مصادر عراقية: الميليشيات تحتشد في بغداد تمهيدا لـ«الانقلاب» على «العبادي»

الأحد 27 سبتمبر 2015 06:09 ص

أكدت مصادر عراقية مطلعة، أن رئيس الوزراء، «حيدر العبادي»، تنبه إلى محاولات «الحشد الشعبي»، ومن ورائه قيادات بالتحالف الوطني (شيعي)، السعي للانقلاب عليه على خلفية حزمة الإصلاحات التي أعلنها، وأطاحت بعدد من النافذين والمستفيدين.

ونقل موقع «الخليج أونلاين»، عن المصادر قولها إن «العبادي» أمر على الفور بإغلاق كل مداخل المنطقة الخضراء، ومنع دخول السيارات والمشاة وخروجها مهما كانت مناصبهم، ووضع دبابة وآليات عسكرية قرب المداخل، بالإضافة إلى تعزيز أمنه الشخصي، خوفا من انقلاب عسكري مدبر من قبل المليشيات.

وتزامنت تلك الأنباء، مع انسحاب مفاجئ وكبير لقوات «الحشد الشعبي» الموالي لإيران من الخطوط الأمامية على الجبهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى بغداد التي تشهد هدوءا أمنيا.

وكانت مصادر مطلعة ومقربة من الحكومة العراقية، قد كشفت في وقت سابق، عن وجود مخطط يقوده عدد من قادة الميليشيات في «الحشد الشعبي» للانقلاب على الحكومة الشرعية برئاسة «العبادي»، وبمساعدة عدد من المسؤولين في التحالف الوطني.

وقالت المصادر إن نائب رئيس ميليشيا «الحشد الشعبي»، «أبو مهدي المهندس»، والأمين العام لمليشيا «عصائب أهل الحق»، ورئيس منظمة بدر، «هادي العامري»، عقدوا اجتماعا طارئا «لتدارك حالة الفوضى التي يعيشها العراق، في ظل سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على أجزاء واسعة من البلاد، وتوسع نطاق الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالقضاء على الفساد وتوفير الخدمات.

وأضافت أن «المجتمعين خرجوا بعدة نقاط أبرزها ترشيح شخصيات سياسية موالية لهم، لتولي منصب رئاسة الوزراء في المرحلة القادمة، بدلا من العبادي، بشرط ألا تخرج رئاسة الوزراء من يد حزب الدعوة».

وتابعت أن «المعلومات التي سربت إلينا تؤكد أن قادة المليشيات ينوون القيام بتحركات مضادة لخلع رئيس الوزراء من منصبه، مستعينين بما يسمى بالحشد الشعبي الذي أصبح القوة الضاربة في العراق، لما يمتلكه من أسلحة متطورة ودبابات برامز وراجمات إيرانية الصنع».

وعلى صعيد متصل، قال مصدر عسكري برتبة رائد في الجيش العراقي، فضل عدم الكشف عن هويته، في حديث إن «أغلب فصائل المليشيات المنضوية تحت منظومة الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين تلقت أمرا بالانسحاب من مواقعها في أطراف مدينة تكريت وأجزاء من مدينة بيجي، من دون سابق إنذار من قيادة العمليات في المحافظة، للتوجه إلى العاصمة بغداد، علما أن بغداد أكثر أمنا من غيرها من المحافظات الأخرى».

وأضاف أن «الانسحاب كان مفاجئا، حيث توجهت أغلب قطعات الحشد إلى العاصمة بغداد دون معرفة الأسباب»، مبينا أن عملية الانسحاب أحدثت ثغرة كبيرة في صفوف الجيش العراقي ومقاتلي عشيرة الجيسات من مدينة بيجي من الجهة الجنوبية.

ولفت إلى أن «أغلب المليشيات التي انسحبت هي من المليشيات الموالية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، كما تتلقى إشرافا مباشرا منه، على عكس المليشيات الأخرى التي بقيت في أرض المعركة، وهي قليلة وتدين بالولاء للمرجع الديني السيد علي السيستاني».

من جانبه قال الخبير العسكري «خالد عبد الكريم»، في تصريحات لـ«الخليج أونلاين»، إن «الحديث عن انقلاب عسكري تقوده مليشيات شيعية نافذة عبر الحكومة ومدعومة من شخصيات سياسية بارزة أمر وارد»، مشيرا إلى أن توقف العمليات العسكرية في صلاح الدين والأنبار وانسحاب آلاف المقاتلين إلى العاصمة بغداد، وسط انتشار أمني كثيف لقوات الجيش قرب مداخل المنطقة الخضراء، معطيات واضحة إلى أن العراق يسير نحو المجهول.

وقبل أيام، كشف مسؤول عراقي رفيع المستوى أن السفارة الأمريكية في بغداد أحبطت محاولتين لاغتيال «حيدر العبادي»، كانت واحدة منهما في طور التخطيط، بينما الثانية وصلت إلى مراحل متقدمة للتنفيذ.

وكان «العبادي» أعلن، قبل نحو 10 أيام، في كلمة له خلال حضوره مؤتمر «حكومتكم في خدمتكم» أن «الفساد يختبئ خلف الإجراءات المعقدة والروتين في دوائر الدولة وتبسيط الإجراءات التي أصبحت تقضي على ذلك الفساد»، مبينًا أن «المحاصصة السياسية والتعيين على أساس الولاء للأحزاب، وعدم مراعاة المهنية والكفاءة سببت ظلمًا للمجتمع وسيؤدي إلى تدميره».

وأضاف «العبادي» أن هناك مقاومة قوية لإفشال الإصلاحات التي قامت بها الحكومة من قبل المنتفعين من المال العام وخشية فقدانهم تلك المميزات»، مؤكدًا أنه «ماضٍ في تحقيق الإنصاف والعدالة ولن يتراجع عن الإصلاحات ولو كلفته حياته».

 

 

  كلمات مفتاحية

حيدر العبادي الفساد إصلاحات العبادي العراق الحشد الشعبي

مسؤول عراقي رفيع: السفارة الأمريكية أحبطت محاولتين لاغتيال «العبادي»

«العبادي»: سأمضي بالإصلاحات حتى لو كان الثمن حياتي

من يربح في العراق «العبادي» أم «سليماني»؟

«العبادي» يتعهد بمواصلة الإصلاحات وقتال «الدولة الإسلامية»

«العبادي» يخفض 90% من أفراد الحماية الخاصة للمسؤولين

تحالف القوى العراقية: كتل سياسية تبحث إقالة «العبادي»

الائتلاف العراقي الحاكم يحث «العبادي» على طلب مساعدة روسيا

اتحاد القوى العراقية يؤكد عدم قناعة جميع نوابه بإصلاحات «العبادي»