برلمان المجر يسمح للجيش بإطلاق النار لحماية الحدود من اللاجئين

الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 09:09 ص

وافق البرلمان المجري، أمس الإثنين، على مذكرة تسمح للجيش بالتعامل مع أزمة اللاجئين.

وتمنح المذكرة، التي وافق عليها 151 من أعضاء البرلمان، البالغ عددهم 199 عضوًا، الجيش المجري، الحق في أداء بعض المهام التي تتولاها الشرطة في العادة.

وبموجب المذكرة، يمكن للجيش استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ضد من يحاولون عبور الحدود المجرية بطرق غير قانونية.

وفي تصريحات قبل تصويت البرلمان، قال رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان»، إن مئات الآلاف وحتى الملايين من اللاجئين يحاصرون المجر وأوروبا، وإن حماية أوروبا واجب تاريخي وأخلاقي على المجر.

وعرض «أوربان» مقترحاته لحل أزمة اللاجئين، والتي تتضمن تشكيل قوة أوروبية مشتركة لحماية حدود الاتحاد الأوروبي الجنوبية، وإنشاء مخيمات للاجئين خارج حدود الاتحاد، وتقديم المساعدات للدول التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين.

وقال بيان صادر عن الشرطة المجرية، إن 224 ألف و235 شخصا، دخلوا المجر العام الجاري.

وفي عام 2012 تقدم ألفي شخص بطلبات لجوء للمجر، في حين من المتوقع أن يتجاوز عدد اللاجئين الذين توافدوا على المجر بنهاية العام الجاري، 300 ألف لاجئ.

وفي ألمانيا، أعرب حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية بألمانيا، عن رغبته في وضع حد لعدد اللاجئين الذين يتوافدون على أوروبا.

وقال وزير الدولة في حكومة ولاية «بافاريا» الألمانية التي يحكمها الحزب، «مارسيل هوبر»، في تصريحات بعد اجتماع لحكومة الولاية الاثنين، إن ألمانيا ستصبح مجبرة على تحديد عدد اللاجئين الذين ستقبلهم، وإلا ستواجه صعوبات لا يمكن التغلب عليها.

وأكد «هوبر» على ضرورة التوصول لحل لأزمة اللاجئين على المستوى الأوروبي. و«بافاريا» هي محطة الوصول الأولى في ألمانيا، للاجئين القادمين من المجر والنمسا.

المجر تهدد السوريين بالسجن عبر إعلانات في صحف لبنان

من ناحية أخرى، قامت الحكومة المجرية بنشر إعلانات مدفوعة الأجر في عدد من الصحف اللبنانية تحذر فيه اللاجئين من دخولها أراضيها وتهددهم بعقوبة السجن في حال إقدامهم على هذه الخطوة ، وذلك استمرارا لمسلكها تجاه اللاجئين وخاصة السوريين.

وحذرت بودابست في الإعلانات التي نشرت باللغتين العربية والانجليزية بأنها ستقوم باتخاذ أشد الإجراءات صرامة بحق كل من يحاول دخول أراضيها بشكل غير شرعي.

ونشرت الحكومة المجرية تحذيراتها في صحف «النهار» و«الجمهورية» و«لوريان لو جور».

وشددت الحكومة المجرية -وفق الإعلان- على أن «اجتياز الحدود الدولية لدولة المجر وعبورها بشكل غير قانوني يعد في المجر جريمة ويعاقبه القانون بالسجن».

وتوجه الإعلان إلى اللاجئين بالقول «لا تستمع إلى ما يقوله مهربو البشر، المجر لا تسمح بعبور المهاجرين إلى أراضيها لأنه يعد خروجا على القانون».

صفعة على وجه أوروبا

من جانبه، وصف وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي «باولو جينتيلوني»، الإجراءات التي تتبعها المجر تجاه اللاجئين على حدودها بأنه يشبه «صفعة على وجه أوروبا».

جاء ذلك في كلمة له خلال ندوة حول مسألة الهجرة، عقدت اليوم الثلاثاء بمدينة «تورينو» شمال غربي إيطاليا، قال فيها «إن السلوك الذي تتبعه المجر تجاه المهاجرين صادم، ويكاد يكون صفعة على وجوهنا».

وأضاف «جينتيلوني» في كلمته إن «سبيل التعامل السياسي مع هذه الظاهرة (تدفق اللاجئين) يتمثل في إدارتها وليس في استئصالها»، مشددا على «الحاجة إلى قدر أكبر من المرونة فيما يتعلق بقواعد دبلن، فهذه الاتفاقية يجب الدفاع عنها، ولكن دون تدمير شنغن».

ولفت «جينتيلوني» إلى أن «الترحيب الألماني باللاجئين قد لاقى صدىً دولياً أقوى، مقارنة بما تقوم به إيطاليا من جهد على هذا المستوى منذ سنوات، وربما يرجع ذلك إلى أن أحداً لم يتوقعه من برلين، ورأى فيه تطوراً في سياستها». 

وتابع: «نحن في الحقيقة نرحب بالموقف الذي اعتمدته المستشارة ميركل، بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين، لكننا فخورون أيضاً بالعمل الذي نؤديه على هذا الصعيد».

واختتم الوزير تصريحاته بقوله: «نحن في الحكومة نساهم في تقديم المعلومات التي توفر إضاءات أكبر وترفع من مستوى الوعي العام إزاء ما يحدث في العالم، لأنه إذا ما فهمنا هذه الظاهرة فستكون ردود فعلنا حضارية أكثر».

وليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها المجر انتقادات بشأن تعاملها مع اللاجئين، حيث سبق للمفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأمير «زيد رعد الحسين» انتقاده لها وتأكيده أن معاملة المجر القاسية للاجئين الذين يصلون إلى حدودها على أمل اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي «تتسم بكراهية الأجانب والعداء للمسلمين» واشتملت أحيانا على انتهاكات للقانون الدولي.

وقال الأمير «زيد» إن مشاهد النساء والأطفال الذين يعتدى عليهم بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على حدود المجر مع صربيا «صادمة حقا».

وأضاف: «لقد راعتني التصرفات القاسية وغير المشروعة أحيانا للسلطات المجرية في الأيام الأخيرة التي اشتملت على منع الدخول والاعتقال والرفض لللاجئين وردهم على أعقابهم باستخدام قوة غير متناسبة في التعامل مع المهاجرين واللاجئين بل كما ذكرت الأنباء الاعتداء على صحفيين ومصادرة وثائق مشاهد الفيديو».

كما انتقد المستشار النمساوي «فيرنر فايمان» هو الآخر تعامل المجر مع أزمة اللاجئين، وشبه سياساتها بعمليات الترحيل التي نفذها النازيون أثناء المحرقة، في الوقت الذي شكا فيه اللاجئون من الطريقة التي يتعاملون بها في المجر.

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الإخبارية الألمانية شبه «فايمان» تعامل رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان» للاجئين بعمليات الترحيل التي قام بها النازيون لليهود وغيرهم إلى معسكرات الاعتقال.

وقال المستشار النمساوي «شحن اللاجئين في قطارات وإرسالهم إلى مكان مختلف تماما عما يظنون أنهم ذاهبون إليه يذكرنا بأسود فصل في تاريخ قارتنا».

  كلمات مفتاحية

المجر اللاجئين أزمة اللاجئين الجيش الحدود إيطاليا أوروبا لبنان سوريا

الشرطة المجرية تفصل أطفال لاجئين عن أهاليهم ومطالبات دولية بلم شملهم

مفوض حقوق الإنسان: معاملة المجر للمهاجرين قاسية ومعادية للمسلمين

المجر تمنع دخول اللاجئين من صربيا

مستشار النمسا يشبه سياسات المجر في أزمة اللاجئين بسلوك «النازي»

موقع ساخر: «سكاي نيوز» توظف المصورة المجرية التي ركلت اللاجئين

مجلة «كاونتر بنش»: تدفق اللاجئين سلاح استراتيجي لدمار شامل

فنلندا ترحل 200 لاجئ عراقي بعد ثبوت انتمائهم لـ«الحشد الشعبي»

ماليزيا تفتح أبوابها لاستقبال 3000 لاجئ سوري خلال 3 أعوام

نظام الكفالة وأزمة الهجرة: لماذا لا تستضيف دول الخليج اللاجئين؟

سياج ثان بين المجر وصربيا منعا لتدفق اللاجئين