أصدرت محكمة سعودية حكما جديدا بتبرئة المتهمين الـ13 في قضية "رافعة الحرم"، التي وقعت في 2015.

وأرسلت المحكمة الجزائية في مكة، حكمها الجديد إلى محكمة الاستئناف، التي سبق أن أبدت ملاحظات على الحكم الصادر بالبراءة، حسب صحيفة "عاجل".

واستندت محكمة مكة، في حكمها، على تقرير هيئة الأرصاد وحماية البيئة، الذي صدر يوم الحادثة واليوم الذي قبله، وتضمن أن "سرعة الرياح في البحر الأحمر تراوح ما بين (1) و(38) كم في الساعة فقط، ولم تتضمن وصف الحالة بأنها أعاصير أو نحوه، ما يجب معه أخذ الحيطة والحذر".

وأضافت الدائرة القضائية، أنها لم تجد في أوراق الدعوى ما يفيد بقيام الهيئة العامة للأرصاد بالتحذير والتنبيه على توقع حدوث هذه الكارثة.

وتابعت: "كما تشير الدائرة إلى أن ما حصل بمكة ذلك اليوم، يمكن إلحاقه بالجوائح والآفات السماوية، التي يصعب إن لم يستحل معها أخذ حيطة أو حذر، ومن المتقرر عند الفقهاء بسقوط الضمان فيها وبالتالي انتفاء المسؤولية".

وجددت المحكمة تأكيدها أن "الرافعة كانت في وضعية صحيحة وآمنة عندما سقطت، ولم يثبت تفريط أي من المتهمين، واعتبرت أن المسؤولين أخذوا الاحتياطات اللازمة للرافعة".

وكان أول حكم صادر بتبرئة المتهمين في الواقعة، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وهو ما اعترضت عليه النيابة، ليحال إلى المحكمة الجزائية، التي أيدت حكم التبرئة في سبتمبر/أيلول 2019.

لكن محكمة الاستئناف، رصدت 6 ملاحظات على حكم البراءة، ما استوجب الحكم الجديد من المحكمة الجزائية بمكة.

وكان من أبرز تلك الملاحظات، أن "سقوط الرافعة واقع ثابت ونتج عنه وفيات وإصابات ولا يمكن للمتهم الرئيسي والآخرين إنكار ذلك، وأن الشركة المسؤولة عن المشروع وبقية المتهمين يتحملون الإجراءات المتخذة لضمان سلامة الرافعة الضخمة وسلامة مرتادي بيت الله الحرام من خطرها ولا يلتفت لمبرراتهم المقدمة للمحكمة".

واعتبرت محكمة الاستئناف، في ملاحظاتها، أن "التقصير الذي أدى لسقوط الرافعة كان بسبب ضعف المتابعة والتواصل من قبل مسؤولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس".

وجرت تحقيقات القضية بسرية تامة، وسط تكتم كبير على ما ورد في أقوال المتهمين، إذ تم الاستماع إلى أطراف القضية كافة قبل إحالتها إلى المحكمة، وذلك بعد الانتهاء من تحرير لائحة الاتهام بحق مهندسين، إضافة إلى مسؤولين تم التحقيق معهم، ويعملون في جهات حكومية بمكة.

يذكر أن سقوط رافعة تابعة لمجموعة "بن لادن" في مشروع توسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة سبتمبر/أيلول 2015 أسفر عن أكثر من 108 وفيات وحوالي 238 جريحًا.