مع وصول بايدن.. الإمارات تعيد التفكير في استراتيجية شراء الأسلحة من روسيا والصين

الاثنين 14 ديسمبر 2020 04:51 م

من غير المرجح أن يلغي الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" آخر صفقة أسلحة إلى الإمارات، لكنه قد يفرض تقييدا على استخدام الأسلحة الأمريكية في عمليات أبوظبي الإقليمية المثيرة للجدل.

وستكون الإمارات أول دولة عربية تحصل على طائرات "إف-35" الأمريكية، وهي مقاتلة متقدمة كانت واشنطن تخصصها فقط لحلف شمال الأطلسي "الناتو" وحلفائها المقربين في آسيا مثل اليابان.

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فشل تصويت في مجلس الشيوخ في وقف بيع مقاتلات "إف-35" وطائرات بدون طيار وأسلحة متطورة بقيمة 23 مليار دولار إلى أبوظبي.

وقال "أنتوني بلينكن"، وزير الخارجية المعين من قبل "بايدن"، إن البيت الأبيض القادم سيلقي "نظرة فاحصة" على صفقة الأسلحة الإماراتية، بالنظر إلى المخاوف التي أعرب عنها المشرعون الأمريكيون من أن الإمارات قد تستخدم مثل هذه الأسلحة في اليمن وليبيا.

ولكن في حين أن مثل هذه المراجعة تثير إمكانية فرض ضوابط أمريكية أكثر صرامة على استخدام ونشر أنظمة الأسلحة المتقدمة، لكن إدارة "بايدن" لم تشر بعد إلى أن لديها أي خطط لعكس اتجاه الولايات المتحدة في صفقة الأسلحة تلك.

وانتقد أعضاء في الكونجرس عمليات أبوظبي في اليمن والحروب الأهلية المستمرة في ليبيا، وكذلك حصارها لقطر.

وفي ليبيا، ورد أن الإمارات قدمت معدات اشترتها من الولايات المتحدة إلى الجيش الوطني الليبي المتمرد بقيادة "خليفة حفتر"، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وفي اليمن، تم نقل المعدات أمريكية الصنع إلى الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات.

وفي مايو/أيار 2019، خلال فترة التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، تجاوز البيت الأبيض المعارضة في الكونجرس باستخدام "قانون الطوارئ" لبيع أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار للإمارات والسعودية والأردن.

وفي غضون ذلك، تواصل الإمارات إعادة النظر في استراتيجياتها الإقليمية المثيرة للجدل لتحسين سمعتها المتدهورة في واشنطن، وسحبت الإمارات مؤخرا قواتها في اليمن وخففت موقفها من الحصار المستمر منذ 3 أعوام على قطر، حيث تحاول أبوظبي الإشارة إلى أنها ستغير أولوياتها الإقليمية لتكون أكثر انسجاما مع قيم إدارة "بايدن".

وكان قرار الإمارات بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في وقت سابق من هذا العام مدفوعا جزئيا بالرغبة في تعزيز صورتها بين السياسيين الأمريكيين، الذين أيدوا هذه الخطوة على نطاق واسع.

ولحماية علاقاتها الدفاعية الناشئة مع واشنطن، من المرجح أن تخفض الإمارات أيضا مبيعاتها من الأسلحة وتعاونها مع خصوم أمريكا، خاصة الصين وروسيا، حيث ترى أبوظبي رد الفعل العنيف الذي واجهته تركيا عام 2019 عند شرائها نظام "إس-400" الدفاعي الروسي كقصة تحذيرية.

واستخدمت الولايات المتحدة طائراتها من طراز "إف-35" لمواجهة النفوذ الدفاعي الروسي في تركيا، ويمكنها أيضا فعل الشيء نفسه مع الإمارات.

وسيؤدي هذا إلى ردع أبوظبي عن شراء معدات روسية أو صينية متطورة، ما يعيق قدرة روسيا والصين على تأمين موطئ قدم في سوق دفاع الدولة الخليجية الغنية.

ودفع شراء تركيا لنظام "إس-400" الروسي في يوليو/تموز 2019 الولايات المتحدة إلى استبعاد أنقرة من برنامج "إف-35" وإلغاء تسليم الطائرات التي كان قد تم تصنيعها بالفعل لتركيا، وأثار الجدل حول "إس-400" منذ ذلك الحين دعوات في الكونجرس لفرض عقوبات شاملة على تركيا بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا.

وفي محاولة سابقة لتنويع مصادر أسلحتها، اشترت الإمارات أسلحة من روسيا والصين بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار وقاذفات الصواريخ المتعددة ذاتية الدفع.

وتعمل أبوظبي حاليا أيضا مع كل من بكين وموسكو لتأسيس صناعة دفاعية محلية خاصة بها، ولكن هذا الجهد ينطوي على أنظمة أقل تقدما وبالتالي لم ينتج عنه اعتراضات أمريكية ملحوظة.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأسلحة الصينية الأسلحة الروسية الأسلحة الأمريكية صناعة الدفاع الإماراتية جو بايدن مجلس الشيوخ F35

بعد دخولها قائمة الـ25 الكبار.. ما هي أسلحة إيدج الإماراتية؟ ومن عملاؤها؟

تحذير مبطن.. الإمارات: إما أفضل الأسلحة الأمريكية أو نلجأ لدول أخرى

تقرير استخباراتي: واشنطن بدأت زيادة الضغوط على الإمارات بسبب الأسلحة

إدارة النزاعات بدلا من حلها.. استراتيجية الصين للانخراط في الشرق الأوسط

مستقبل مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى دول الخليج في عهد بايدن

رغم الخلافات.. الإمارات في وضع قوي يؤهلها للعمل بشكل وثيق مع إدارة بايدن

بعد القيود الأمريكية على مبيعات الأسلحة للسعودية.. ماذا عن الإمارات؟

الإمارات وروسيا تبحثان التعاون في إنشاء صناعة عسكرية مشتركة

هيرست: أهم مستشاري بايدن مرتبطون بالإمارات ويدعمون بن سلمان

وول ستريت جورنال: ورطة إماراتية مع الصين تهدد صفقة إف-35 الأمريكية

الإمارات الشريك الأول لروسيا خليجيا والثاني عربيا