قالت مصادر سورية محلية إن فصائل المعارضة السورية المسلحة تمكنت، اليوم الأربعاء، من تدمير ثماني آليات ثقيلة تابعة للنظام السوري في ريف حماة الشمالي (شمال)، في أول تصد لها لهجوم بري شنته قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة، بمساندة جوية من الطائرات الحربية الروسية.
ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء، عن المصادر التي لم تكشف عن هويتها، إن قوات النظام انطلقت من بلدتي «مورك» و«معان»، شمال حماة، باتجاه بلدات «كفرنبودة» و«كفرزيتا» و«اللطامنة»، تحت غطاء جوي من الطائرات الروسية، مشيرة إلى أن المعارضة، تمكنت حتى الساعة 09:25 بالتوقيت المحلي، من تدمير 4 دبابات، و4 عربات مصفحة، وقتل عدد من جنود النظام (لم تبين عددهم)، فيما تتواصل المعارك في المنطقة.
وأضافت المصادر أن الهدف الرئيسي لقوات النظام، هي السيطرة على تلتي «الصياد» و«الهواش»، اللتان ستحققان لها السيطرة النارية على ريف إدلب الجنوبي، والتقدم لاحقا باتجاه سهل الغاب غربي حماة، والذي حقق فيه جيش الفتح (تجمع فصائل معارضة)، تقدماً كبيرا في الأسابيع القلية الماضية.
وفي نفس الإطار، أوضح النقيب «إبراهيم جابر»، القائد العسكري في «جبهة الشام»، التابع للجيش السوري الحر، أن «الضاغط الأكبر على المعارضة، هي الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباكات بين الجانبين».
وأضاف «جابر» ، لمراسل وكالة «الأناضول»، أن «المعارضة تصدت لهجوم قوات النظام المستمر حتى الآن»، لافتاً إلى أن كلا من «جبهة الشام»، وحركة «أحرار الشام»، و«صقور الجبل» (فصائل معارضة مسلحة)، شكلت «غرفة عمليات عاجلة للتصدي للهجوم المذكور».
ووفق ناشطين، شهدت مناطق ريف حماة الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة، في الأيام القليلة الماضية، نزوح آلاف المواطنين منها، جراء القصف المتواصل من الطائرات الروسية عليها، تحسباً لهجوم مرتقب من قبل قوات النظام.
ويعتبر «سهل الغاب»، أحد أكثر المناطق خصوبة في سوريا، ويقع بين «جبال اللاذقية» غربًا و«جبل الزاوية» شرقًا ومدينة «جسر الشغور» شمالًا (محافظة إدلب) ومدينة «مصياف» جنوبًا (محافظة حماة)، ويمر فيه نهر العاصي.
كما يعتبر هذا السهل من المناطق الاستراتيجية المهمة في البلاد، ويشكل بوابة الساحل السوري، الذي ينحدر منه «بشار الأسد»، ومعظم أركان حكمه، وخط تماس بين القرى ذات الأغلبية «السنية» (المعارضة)، والقرى ذات الأغلبية العلوية (الموالية للنظام).
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، وقالت إن الغارات استهدفت عدد من المواقع التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، في الوقت الذي تصر فيه الولايات المتحدة وعدد من حلفائها والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع مناهضة لـ«الأسد»، و«الجيش السوري الحر»، ولا تتبع «الدولة الإسلامية».