الاستراتيجية السعودية في حرب أسعار النفط

السبت 10 أكتوبر 2015 12:10 م

وضعت المملكة العربية السعودية نفسها على خط النار بسبب عدم خفض مستويات إنتاج أوبك منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وقد تحدت المملكة الضغوط الدولية لعدم الحد من الإنتاج .

و قد تجاوزت أوبك مستوى الإنتاج الرسمي الذي يهدف إلى إنتاج 30 مليون برميل يوميا منذ مايو/أيار 2014.

وقد أنتتجت المملكة العربية السعودية التي تعد أكبر منتج للنفط في أوبك 10.3 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول من هذا العام. و في الآونة الأخيرة، ومن أجل حماية حصتها في السوق من موردين آخرين مثل روسيا، قدمت السعودية خصومات على مبيعات النفط الخام الثقيل و المتوسط لعملائها في آسيا مثل الهند و دول أخرى . و حاليا تعمل السعودية على خفض تسعيرة نفطها ليس فقط لدول آسيا بل أيضا في أسواق الولايات المتحدة

زيادة الإنتاج و خفض الأسعار

تراجع الطلب و زيادة المنافسة من بعض المزودين و الموردين أجبر  شركة أرامكو السعودية على خفض سعر بيع نفطها ذو الدرجة المتوسطة الى آسيا والذي يتم تسليمه في نوفمبر/تشرين الثاني بخفض 3.20 دولارا للبرميل تحت المؤشر. وهذا أكبر خفض بالنسبة لـ«ـأرامكو» منذ فبراير/شباط 2012 عندما تم خفض الأسعار بنسبة ٢ دولارا للبرميل الواحد.

وخفضت أيضا شركة أرامكو السعودية سعر الخام العربي الخفيف للسوق الآسيوية بنسبة 1.60 دولار للبرميل تحت المؤشر . ومن ناحية أخرى خفضت أرامكو سعر جميع أنواع النفط الخفيف و المتوسط و الثقيل بنسبة 30 سنتا للبرميل لأسواق الولايات المتحدة.

و تحاول السعودية جاهدة للدفاع عن حصتها في السوق وسط ضعف الطلب و انخفاض أسعار النفط من خلال تقديم الخصومات على أسعار النفط.  

على مستوى الحفاظ على الحصة السوقية، تظهر المملكة العربية السعودية نجاحا على الرغم من أن أسعار النفط قد انخفضت بشكل كبير منذ عام 2014، مع أن المملكة العربية السعودية كانت قادرة على الحفاظ على حصتها السوقية في أكبر سوق لها في آسيا .

تصدر السعودية نحو 4.4 مليون برميل يوميا من النفط الخام إلى أكبر سبعة دول من عملائها الأسيويين. وقد نجحت إلى حد كبير هذا العام في التمسك بحصتها في السوق نفسها من خلال العقود التي أبرمت في عام 2014.

وكانت الصين منذ فترة طويلة الاقتصاد الأكبر و الأسرع نموا في السوق و لكن مع تباطؤ اقتصاد الصين و الهند بدأت في الظهور كمصدر أهم للطلب في المستقبل .

و قال وزير النفط السعودي «علي النعيمي» في مقابلة مع أرامكو إيكونوميك تايمز السعودية : «إن الهند هي زبون كبير لنا و نحن ملتزمون أيضا بضمان الإمدادات التي لا غنى عنها بالنسبة للهند. و لكن المحادثات الاستثمارية مع الهند لم تتبلور و نأمل أن تصل هذه المحادثات الى نتيجة جيدة، وقد حازت أرامكو على الاستحواذ في قطاع النفط و الغاز في الهند لبعض الوقت و حتى الآن».

ووفقا لتقرير «إيكونوميك تايمز» فإن أرامكو السعودية تتفاوض مع شركة النفط الطبيعي و الغاز التي تملكها الحكومة في الهند لشراء حصة كبيرة في مصنع للبتروكيماويات بلغت قيمتها حوالي 3مليارات دولار. وعادت أسعار النفط المنخفضة على الهند بفوائد عظيمة، حيث توفر ملايين الدولارات على واردات النفط التي تشكل 80٪ من إجمالي احتياجات البلاد من النفط الخام.

و علاوة على ذلك، فإن انخفاض أسعار النفط عاد بفائدة على الشركة التابعة للدولة مثل شركة «هندوستان بتروليم» و«بهارات بتروليم» مما جعل الحكومة تخفض أعباء الدعم بشكل كبير، وكذلك شركات التكرير الهندية الخاصة مثل «ريلاينس» للصناعات الحدودية  التي تمدها أرامكو بالنفط الخام و شركة «إيسار أويل» .

عملت بشكل جيد مثير للإعجاب

و سوف تبقى الأسعار منخفضة عند حوالي 4.1 مليون برميل يوميا و استهلاك الهند من النفط الخام هو واحد من أعلى المعدلات في العالم. و الأهم من ذلك أنها تتوسع بسرعة مع نمو الطلب المتزايد و المتوقع أن يصل النمو إلى 300 ألف برميل يوميا أي أكثر من نمو الطلب الصيني المتوقع هذا اليوم.

مع كل هذا، فمن المحتمل أن المملكة العربية السعودية سوف تستثمر في قطاع الأنهار والمصبات في الهند في المستقبل القريب. وهذا من شانه أن يوفر سوقا ضخمة للمملكة، وعلاوة على ذلك فإن هذا يعطي للسعودية ميزة على إيران، والتي من المحتمل أن تعمل على تكثيف صادراتها النفطية إلى الهند بحلول العام المقبل بعد إزالة العقوبات.

هل السعودية ستخفض إنتاجها في وقت قريب؟

الجواب على هذا هو بالتأكيد لا، والمملكة السعودية لن تنحني للضغوط الدولية، ولن تقوم بالحد من حقها في السوق وعلى الرغم من أن أعضاء في أوبك مثل فنزويلا قد طالبوا مرارا و تكرارا بخفض الإنتاج فإن السعودية قد رفضت دوما التراجع في الإنتاج. وحتى روسيا التي تضخ تقريبا 10.74 مليون برميل يوميا رفضت الحد من مستوى الإنتاج و هذا يجعل احتمال تخفيض الإنتاج من قبل السعودية أو أوبك احتمالا ضعيفا في الأشهر القليلة المقبلة.

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط السعودية الهند الصين الصادرات النفطية حرب أسعار النفط

«بلومبرغ»: السعودية تربح معركتها ضد النفط الأمريكي وتلقن درسا للسوق

«أرامكو السعودية» تسعى لمضاعفة استثمارات الصناعات التحويلية في الصين

الانخفاض الكبير: مقامرة النفط السعودية

أهلا بك في زمن حرب أسعار النفط

الرابحون والخاسرون في حرب أسعار النفط حول العالم

وزير الطاقة القطري يتوقع انتعاش النفط بعد بلوغه الحد الأدنى من الانخفاض

السعودية تواجه هبوط النفط بإحكام قبضتها على الأموال العامة