«بلومبرغ»: السعودية تربح معركتها ضد النفط الأمريكي وتلقن درسا للسوق

الخميس 17 سبتمبر 2015 11:09 ص

أفاد تقرير نشرته صحيفة «الرأي اليوم» نقلا عن مواقع أمريكية أن المملكة العربية السعودية تربح المعركة التي شنتها ضد منتجي النفط الأمريكيين استنادا لتقرير سوق النفط الأخير الذي أصدرته وكالة الطاقة الدولية.

وشكك موقع «بلومبرغ» الأمريكي في الحديث عن قدرة النفط الصخري الأمريكي على الصمود أمام قرار السعودية برفع أسعار الإنتاج، استنادًا إلى قدرة الصناعة الأمريكية على خفض التكاليف واستخدام تقنيات مبتكرة للوقوف أمام قرار السعودية، مشيرا إلى أن البيانات مغايرة لذلك.

وقال إن وكالة الطاقة الدولية (المصدر المستقل الأكثر مصداقية للحصول على معلومات عن سوق النفط) تقوم بتغيير منهجيتها في قياس الإنتاج الأمريكي: فبدلًا من الاعتماد على الأرقام الواردة من الولايات المتحدة، أصبحت الآن تقوم باستطلاع آراء المنتجين، وهذا التغير دفع الوكالة لمراجعة بيانات الإنتاج للنصف الأول من 2015، مما أظهر تباطؤا ملحوظًا.

وتابع أن الولايات المتحدة ما زالت تضخ أكثر من العام الماضي حتى الآن، ولكن الإنتاج في تناقص واضح.

وتُظهِر التقارير الشهرية لوكالة الطاقة الدولية انخفاضًا في الإنتاج يقدر ب 90 ألف برميل يوميًا في يوليو/ تموز، وحوالي 200 ألف برميل يوميًا في أغسطس/ آب، بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج في الشركات السبعة الكبرى المنتجة للغاز الصخري في الولايات المتحدة.

و تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الصخري – النوع الذي تضخه أغلب حفارات النفط الأمريكية – سوف ينخفض بما يقرب 400 ألف برميل يوميا في العام المقبل، أي أنه تقريبا يساوي ما تنتجه ليبيا حاليا.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أنه في عام 2016 سيؤدي هذا التراجع إلى انخفاض الإنتاج بحوالي 500 ألف برميل يوميًا خارج منظمة الدول المصدِّرة للبترول (أوبك).

ولا تعتقد الوكالة أن منتجي النفط الصخري قادرون بالشكل الكافي على خفض التكلفة الجدية لإنتاج النفط من الآبار المحفورة بالفعل.

 كما تشير إلى أن آبار النفط الصخري تجف بشكل أسرع كثيرًا من الآبار العادية. وتشير التقارير الأخيرة إلى انخفاض الإنتاج بحوالي 72% في غضون 12 شهرًا من بدء تشغيلها و 82% بعد عامين.

وتشير أيضا إلى أنه لزيادة معدلات الإنتاج أو حتى الحفاظ عليها، يتطلب الأمر استثمارا مستمرا.

وأدى انخفاض أسعار النفط إلى انخفاض السيولة المالية التي توقعت الدول الكبرى حصدها، بالإضافة إلى انخفاض أعداد منصات إنتاج البترول عالميا مرة أخرى، ففي أوائل سبتمبر/ أيلول كان الانخفاض هو الأكبر منذ مايو/ أيار الماضي.

وانخفض عدد منصات البترول النشطة بنسبة 40% مقارنة بعددها منذ سنة، إلا أنها أصبحت أكثر إنتاجية لأنها تستخدم فقط في المناطق التي تحقق الربح الأكبر. ولكن هذه الطريقة قد استنفذت نفسها إلى حد كبير، فلم يعد ممكنا إيقاف التراجع الحاد في الإنتاج لمدة أطول من ذلك.

ولا يجب أن يكون أي من ذلك مفاجئا، إذا كان هناك شيء واحد يعرفه السعوديون جيدًا، فهو البترول، بالإضافة إلى أنهم يعرفون التكنولوجيا الجديدة التي تستخدمها الولايات المتحدة في إنتاج البترول الصخري، هم أيضا يعملون مع نفس شركات الخدمات الدولية ويحضرون نفس المؤتمرات، ولا يقومون بأي خطأ غبي بالمقامرة بميزتهم الاقتصادية الوحيدة.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنه في ظاهر الأمر، فإن إستراتيجية أوبك التي تقودها السعودية لتأمين حصتها في السوق بغض النظر عن السعر، تبدو أنها تهدف لإبعاد الإنتاج المكلف غير الفعال.

والاعتقاد بأن السعودية تخسر معركة البترول يستند إلى عدم وجود انهيار كبير في صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الصعوبات المالية التي تواجهها السعودية. فالمملكة تستهلك احتياطياتها من العملات الأجنبية بشكل أسرع من معدل تراجع إنتاج النفط الصخري

إذا فحروب الأسعار باهظة التكلفة، والانتصار فيها لا يعني الانهيار الكامل للطرف الخاسر. ورغم ذلك فإن السعودية تسعى للانتصار.

وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة في الطلب على البترول في ظل الأسعار المنخفضة الحالية، وخاصة في الدول المتقدمة – بما في ذلك الولايات المتحدة – فالناس الآن أكثر استعدادًا للقيام برحلات طويلة مع هذه الأسعار الرخيصة للوقود.

السعودية – لا المنتجين الأمريكيين – هي القادرة على تلبية هذا الطلب الزائد حيث يصل إنتاجها إلى مستويات قياسية تقريبًا.

وتمتلك أوبك 2.27 مليون برميل فائض يوميًا، وتمتلك السعودية وحدها حوالي 86% من هذه الكمية.

وبحسب المجلة فإن السعوديين يلقنون السوق درسا بأنهم هم الموردون الذين يمكن اللجوء إليهم في أي وقت تحت أي سعر، على عكس المنتجين الأمريكيين الذين يتهربون عند وجود الأزمات.

كما أنهم يلقنون درسًا للمستثمرين في قطاع النفط الصخري الأمريكي بأنهم – السعوديين – إذا ما استثمروا المزيد من الأموال في هذا المجال، سيقومون بزيادة الإنتاج وخفض الأسعار، وبذلك يدمروا تلك النماذج الاقتصادية التي استثمروا أموالهم بناء عليها.

هذا هو الدرس الذي تريد السعودية أن توجهه وخاصة أن الحديث ما زال قائما عن مدى مرونة النفط الصخري في الاستجابة لظروف تغير الأسعار.

بغض النظر عن ذلك، فإن أسعار النفط لا يمكن أن ترتفع في الفترة المقبلة في الحين الذي تلقن فيه السعودية درسها للمنتجين الأمريكيين.

 ما دامت صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة تتفاعل مع ارتفاع الأسعار عن طريق زيادة الإنتاج، سوف تستمر الأسعار  في التراجع.

وسوف تستقر الأسعار عند مستوى مقبول بالنسبة للدول النفطية عندما تتوقف تلك الدول عن القيام برد فعل، ووقتها لن تكون هناك حاجة لإعلان المنتصر في تلك الحرب، فقط ستستقر الأمور مرة أخرى.

 

 

  كلمات مفتاحية

السعودية النفط أمريكا

تقرير: كبار منتجي النفط يعتبرون 70 دولارا للبرميل «سعرا مقبولا»

مخزونات النفط في أمريكا تقفز بأكثر من ضعفي التوقعات

أسواق الأسهم الخليجية تتراجع مع توقف صعود أسعار النفط

المتعاملون يوقفون بحثهم عن ”القاع“ مع استمرار تراجع النفط بلا هوادة

أسواق الخليج تواصل الصعود بفعل النفط وآمال الميزانية السعودية

«إعمار» السعودية تمدد سداد قرض بقيمة 1.3 مليار دولار لخمس سنوات إضافية

الكويت تدعو إلى «الصبر» على أسعار النفط

«أوبك» تتوقع عودة سعر النفط إلى 80 دولارا للبرميل بحلول 2020

النفط في أسبوع.. سعر برنت يتراجع بـ2.3% والأمريكي يرتفع بـ0.1%

السعودية تخطط لأسعار نفط منخفضة حتى عام 2018 كي تحطم صناعة النفط الصخري

«ستاندرد آند بورز»: تراجع أسعار النفط قد يدفع الخليج لإلغاء مشروعات بنية تحتية

اختفاء النعيمي وزير النفط السعودي وتقليص العاملين بقنوات الجزيرة

أسعار النفط تتراجع رغم استمرار تباطؤ الإنتاج الأمريكي

السعودية وروسيا لن يخفضا إنتاج النفط .. وصناعة الخام الأمريكي ستنهار

تحليل: السياسة النفطية السعودية الجديدة تفلح في استعادة حصة من السوق

«وول ستريت جورنال»: السعودية تخفض أسعار النفط مجددا وتشعل حرب الأسعار

النفط يرتفع مع شح في المعروض الأمريكي وتراجع المخزونات لأول مرة منذ عامين

مستشار سعودي: أسواق النفط بحاجة إلى قيادة واضحة

مجلس النواب الأمريكي يوافق على مشروع قانون لإلغاء الحظر على تصدير النفط

الاستراتيجية السعودية في حرب أسعار النفط

إلى أي مدى تستطيع دول الشرق الأوسط الصمود أمام انخفاض أسعار النفط؟

«بزنس إنسايدر»: «لعبة العروش» في السعودية قد تعرقل أسواق النفط

انخفاض مخزون النفط الخام الأمريكي 482 ألف برميل

«فاينانشيال تايمز»: السعودية تسعى لفك رموز «تعويذة» سوق النفط

«وول ستريت جورنال»: الخاسر الحقيقي في حرب أسعار النفط

تقلبات السوق النفطية والاستراتيجية السعودية

بسبب «أوبك».. منصات الحفر الأمريكية تتراجع إلى الثلث خلال عام

«أوبك» تاريخ من التعامل مع أسواق مضطربة

عقود النفط الأمريكي تتراجع إلى مستوى 30 دولارا للبرميل

أسباب انهيار أسعار النفط

لماذا تبدو السعودية مجبرة على مواصلة ضخ النفط رغم انخفاض الأسعار؟

كيف يمكن أن تساعدنا الأرقام على فهم الاستراتيجية النفطية السعودية؟

إحياء صناعة النفط الصخري يتطلب سعر 55 دولارا للبرميل