السعودية وروسيا لن يخفضا إنتاج النفط .. وصناعة الخام الأمريكي ستنهار

الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 11:09 ص

في الآونة الأخيرة ذكرت «بلومبيرج» أن وزير النفط الإيراني كان قد تحدث مع المسؤولين المكسيكيين فيما يتعلق باستقرار سوق النفط. إيران تزعم أنه إذا قررت «أوبك» أن تتبنى إدارة أكثر نشاطا لسوق النفط فإن المكسيك، ثالث أكبر منتج للنفط في نصف الكرة الغربي، ستتعاون معهم في محاولة لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط.

بالنسبة للعامة قد يبدو الأمر وكأنه فكرة جيدة، ولكن حقيقة الأمر هي أن هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها المكسيك مع «أوبك» في محاولة لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط. كانت المرة الأولى التي حدث فيها الأمر عام 1998 عندما نظمت المكسيك، وكذلك عضوا «أوبك» فنزويلا والسعودية خفضا للإنتاج بالتنسيق مع 17 دولة أخرى شملت النرويج وروسيا.

في حين أن استرجاع هذه الخطة قد يبدو جيدا من الخارج، فإن واقع يبدو مختلفا كثيرا عما كان عليه في أواخر عام 1990. منذ عام 2003، انخفض إنتاج المكسيك من النفط بشكل كبير.

لأول مرة منذ 40 عاما، فإن المكسيك قد أصبحت مستوردا صافيا للمنتجات البترولية في تجارتها مع الولايات المتحدة على الرغم من أن المكسيك لا تزال مصدرا صافيا للنفط، إلا أنها بدأت في استيراد المشتقات النفطية الأخرى مثل الغاز الطبيعي والبنزين من الولايات المتحدة. لذا فإنه بينما تبدي المكسيك رغبة في التعاون مع «أوبك» فإن واقع الوضع مختلف جدا الآن.

هذا هو السبب لماذا أكدت المكسيك في وقت سابق أنها يمكن أن تنظر في أي تخفيضات في الوقت الراهن. بعض المحللين قدروا أن المكسيك قد تتحول قريبا من كونها مصدر صافا للنفط لتصبح مستوردا صافيا للنفط.

وبغض النظر عن تعاون المكسيك: من أين يمكن أن تأتي التخفيضات في إنتاج النفط؟

عندما يتعلق الأمر بخفض الإنتاج، فإن أول دولتين يمكن أن تتبادرا إلى الذهن هما المملكة العربية السعودية وروسيا. ولكن «بوتين» قد أكد بالفعل أن لن يتعاون مع «أوبك» فيما يتعلق بخفض الإنتاج كما أنه قد نجح للتو في أن يأخذ مقعد السعودية كمورد أول للنفط إلى الصين. السعوديون، على جانب آخر، غير قادرين على خفض الإنتاج حيث يتورطون في معركة مع باقي المنتجين للحصول على حصة سوقية أكبر بما في ذلك المنتجين غير التقليديين في أمريكا الشمالية. وكما ذكر أعلاه، مع روسيا كذلك، من بين عدة قوى أخرى، على الرغم من ارتفاع معدل حرق العملات النقدية الذي يواجه خزينتها حاليا.

الآن مع خروج المكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية خارج الصورة بقى السؤال: من الذي سيذهب نحو خفض الإنتاج النفطي؟ في رأيي، هناك كيان واحد فقط الذي يتبادر إلى الذهن، وهذا الكيان هو المنتجين للنفط الصخري للولايات المتحدة.

الآن فإن منتجي النفط الصخري ليسوا راغبين في خفض الإنتاج بإرادتهم. كما يتم إنتاج الصخر الزيتي من مجموعة من الشركات المختلفة، وليس شركة وطنية مثل معظم منتجي النفط في العالم. ولكن نظرا للبيئة الحالية لأسعار النفط فإن كثير من منتجي الصخر الزيتي سوف يواجهون شبح الإفلاس في العام المقبل.

والسبب هو أنه في عام 2016، فإن معظم تحوطات (إجراءات سوقية للتغلب على تقلبات الأسعار) النفط سوف تنتهي. وقد سمحت هذه التحوطات  لشركات النفط الصخري بالبقاء واقفة على قدميها وتحقيق فوائض نقدية على الرغم من انخفاض أسعار النفط. وقد ساعدت هذه التحوطات أيضا شركات الصخر الزيتي في الحصول على الائتمان، حتى يتمكنوا من رفع رأس المال اللازم لوضع آبارهم في عملية الإنتاج. عندما تنتهي هذه التحوطات، فإن الشركات لن تستطيع توفير التدفقات النقدية لتلبية التزاماتها ما سيؤدي في النهاية إلا إفلاسها. وستبدأ معدلات الإنتاج في آبار الصخر الزيتي بالتراجع.

هذا هو السبب لماذا تقدر وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيبدأ الانهيار العام المقبل.
 

  كلمات مفتاحية

أوبك السعودية روسيا النفط الصخري حرب أسعار النفط

السعودية تخطط لأسعار نفط منخفضة حتى عام 2018 كي تحطم صناعة النفط الصخري

«بلومبرغ»: السعودية تربح معركتها ضد النفط الأمريكي وتلقن درسا للسوق

«ذي إيكونوميست»: تراجع أسعار النفط لم يكبح طفرة النفط الصخري

الذهب الأسود والبجعة السوداء

استراتيجية السعودية تستهدف ما هو أكثر بكثير من تدمير إنتاج النفط الصخري الأمريكي

مأزق شركات التجزئة في السعودية

النفط الصخري والرمل النفطي يشكلان مصدر قلق لخطة «أوبك» المقبلة

تحليل: السياسة النفطية السعودية الجديدة تفلح في استعادة حصة من السوق

السعودية تسحب من 50 إلى 70 مليار دولار من استثماراتها الخارجية

«ظريف» يدعو لتعاون مشترك مع الجزائر لتثبيت أسعار النفط

السعودية تؤكد مواصلة الاستثمار في النفط

«وول ستريت جورنال»: السعودية تخفض أسعار النفط مجددا وتشعل حرب الأسعار

ارتفاع أسعار النفط مدعومة باستعداد روسيا للاجتماع مع منتجي «أوبك»

تأثير التدخل الروسي في سوريا على حوار موسكو والرياض بشأن أسعار النفط

مستشار سعودي: أسواق النفط بحاجة إلى قيادة واضحة

«تليغراف»: حرب أسعار النفط قد تؤدي إلى انهيار حكومتي الرياض وموسكو

أوراق اللعبة السعودية في مواجهة التدخل الروسي في سوريا

روسيا: إنتاج النفط يهبط بين 5 و6 ملايين طن والسعودية تجعل المنافسة أصعب

معركة الحصة السوقية تحتدم بين السعودية وروسيا

«و.س. جورنال»: السعودية وروسيا تتصارعان للسيطرة على سوق النفط الأوروبي

«بيزنس إنسايدر»: السعودية تدمر اقتصاد روسيا في حربها للتحكم بأسعار النفط

روسيا: السعودية تسببت في زعزعة استقرار سوق النفط من خلال رفع الانتاج

الخام الأمريكى يتراجع دون 28 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2003

روسيا ترغب في خفض إنتاج النفط .. فهل تستجيب السعودية؟

«ناشيونال إنترست»: روسيا تسعى إلى محاصرة السعودية عبر إقامة علاقات مع دول الخليج