السعودية تخطط لأسعار نفط منخفضة حتى عام 2018 كي تحطم صناعة النفط الصخري

الأحد 20 سبتمبر 2015 12:09 م

* هدف المملكة العربية السعودية هو الحد من استثمار رأس المال في مشروعات إنتاج الصخر الزيتي خلال العقد القادم أو لفترة أطول من ذلك.

* المشاكل الديموغرافية في المملكة العربية السعودية تتطلب أسعارا أعلى بكثير من المعدلات الحالية على المدى الطويل.

* إذا لم يتم تحجيم عمليات الاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط بشكل كبير عن المضي قدما، فسوف تكون العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية في ورطة كبيرة.

تحليل

المملكة العربية السعودية، جنبا إلى جنب مع جيرانها السنة في الخليج، الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وقطر، قد زادت إنتاجها بشكل كبير خلال العام الماضي ما دفع أسعار النفط نحو الهبوط بنسبة حوالي 50%. السؤال الكبير يبقى: إلى متى سوف تستمر هذه الزيادة في الإنتاج وما يتصل بها من انخفاض للأسعار؟ كثير من النقاد يعتقدون أن الأمور ستنتهي قريبا ربما بنهاية عام 2016، بينما أعتقد أن الأمور سوف تستغرق وقتا أطول إلى أواخر عام 2017 أو حتى ربما في عام 2018.

ملاحظة: حين نستخدم مصطلحات «المملكة العربية السعودية» أو «العائلة المالكة السعودية» فإن الأمور تنطبق أيضا على جميع الممالك الخليجية.

أولا: يمكن للمملكة العربية السعودية تحمل الأمر بسهولة

لدى مؤسسة النقد العربي السعودية صافي من الأصول الأجنبية بلغ مجموعه 736 بليون دولار مع نهاية عام 2014. يقارن ذلك مع عجز موازنة بلغ 38 بليون دولار لعام 2015 (229 بليون دولار للمصروفات و191 بليون دولار للإيرادات)، لذا بفرض أن الأمر استمر بنفس الوتيرة حتى عام 2018 فسيظل لدى المملكة صندوق ثروة سيادي يبلغ أكثر من 600 بليون دولار ، في حين لو ظلت الأمور على ما هي عليه حتى عام 2018 ستكون العديد من مشروعات النفط الصخري قد زالت أو أصبحت على فراش الموت.

ثانيا: هدف السعودية هو معاقبة صناع النفط الصخري ويجب أن تستمر العقوبة حتى الاستسلام

يظن البعض أن المملكة العربية السعودية ترغب في رؤية عدد قليل من شركات النفط الصخري وهي تفلس قبل أن تتوقف عن خطتها. في رأيي أن هدف السعودية أكبر من ذلك بكثير. هم يرغبون في جعل كل مستثمر في السوق يشعر بحجم التدمير الذي يمكن أن يصيب رأس المال إذا شعرت المملكة العربية السعودية أنها مهددة اقتصاديا. إنهم يريدون صناعة ذاكرة طويلة المدى تستمر لعقد أو عقدين.

إذا كنت تستثمر في أي شيء سوى المشروعات عالية الجودة، فعليك أن تخطط لفقدان معظم أو كل أموالك إذا قررت المملكة العربية السعودية فتح صنابيرها مرة أخرى. لا مزيد من الحفر على ملايين الأفدنة طوعا أو كرها في جميع أنحاء القارة لأن ارتفاع أسعار النفط لم يعد يضمن الربح للمشاريع ذات الجودة المنخفضة. لذا فإن مستثمري الصخر الزيتي عليهم أن يكونوا أكثر حذرا في السنوات العشر المقبلة مما كانوا عليه خلال العشر سنوات الماضية.

ثالثا: لا تريد المملكة العربية السعودية أن تجبر على فعل ذلك مرة أخرى

على الرغم من كونها تستطيع أن تحافظ على ما تقوم به لفترة طويلة، فإن الأمر يبدو مرهقا للمملكة كما يسبب حالة من عدم الاستقرار الداخلي والخارجي وبالتالي فإنه يشكل خطرا على العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية. على الرغم من قدرتها على إبقاء ذلك على المدى القصير، فإن العائلة الحاكمة السعودية من المفكرين الاستراتيجيين المشغولين بتطورات الأمور على المدى الطويل. هم يعرفون أنه إذا كانت العقوبة قصيرة فإن المشكلة ستعاود الظهور مرة أخرى مثل الأعشاب الضارة. لذا فإنهم يريدون قتل جذور المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد. إذا كان عليهم أن يفعلوا ذلك مرة أخرى فسوف يكونون قد ارتكبوا خطئا كبيرا، وهو شيء خطير جدا لأفراد الأسرة الحاكمة في الشرق الأوسط.

رابعا: الصخر موجود في كل مكان وليس فقط في الولايات المتحدة

المملكة العربية السعودية تدرك جيدا أيضا مخزونات وودائع الصخر الزيتي المحتملة في جميع أنحاء العالم. أحد أهم مفاتيح السيطرة على الاستثمار والتنمية في هذا المجال في المستقبل هو التحكم في المخزونات الأمريكية الرخيصة في الوقت الحالي. لأن المخزونات في الولايات المتحدة هي أسهل نسبيا - أي أرخص - في عملية تطويرها. إذا نجحت المملكة العربية السعودية في الحد من هذا الأمر فإن البلاد فإن البلاد التي تفكر في استثمارات أصعب (أكثر تكلفة) سوف تلجأ إلى أفكار بديلة وربما لا تفعل ذلك على الإطلاق. ومن شأن ذلك أن يمنع أي إنتاج مستقبلي، والذي من شأنه بالطبع أن يؤثر على المملكة العربية السعودية. إذا أمكن تحجيم الولايات المتحدة، فإن الأمر سيكون أكثر سهولة بالنسبة للجميع. (الخريطة من وكالة معلومات الطاقة: الشرق الأوسط فارغ تقريبا فيمما يتعلق باحتياطيات النط الصخري).

استنتاج

المملكة العربية السعودية وأصدقاؤها السنة في الخليج يسعون نحو هدف مشترك وهو الضغط على الاستثمارات النفطية في صناعة الصخر الزيتي الأمريكي، وعبر الأسموزية الاقتصادية، يمتد ذلك الضغط إلى جميع البلدان الأخرى التي تفكر في تطوير مشروعات للصخر الزيتي. وهذا ضروري لبقاء طويل الأمد للعائلات المالكة المسيطرة على الخليج. الطريقة المثلى للتأكد من هذه الخطة تعمل وأنها ستعمل لفترة طويلة هي استمرار الأسعار بمعدلاتها المنخفضة حتى نهاية عام 2018. على الأقل يجب أن العقوبة أن تكون قاسية بما فيه الكفاية لطمأنة العائلة الحاكمة السعودية أن أحدا لن ينسى ذلك لعشر سنوات أو أكثر.

إذا كنت محقا، فمن الواضح أن أيا من شركات النفط من ارتفاع الديون أو ارتفاع تكاليف الإنتاج من المرجح أن يكون مصيرها إلى الانهيار. وهنا لائحة من الأسماء التي من المرجح أن تكون قد انتهت إذا استمرت الأسعار منخفضة حتى عام 2018.

 

 

  كلمات مفتاحية

السعودية انخفاض أسعار النفط النفط الصخري

«بلومبرغ»: السعودية تربح معركتها ضد النفط الأمريكي وتلقن درسا للسوق

«التليجراف»: السعودية قد تفلس قبل أن تستطيع لي ذراع صناعة النفط الأمريكية

«ذي إيكونوميست»: تراجع أسعار النفط لم يكبح طفرة النفط الصخري

الانخفاض الكبير: مقامرة النفط السعودية

الذهب الأسود والبجعة السوداء

التعاون المطلوب لدعم أسعار النفط

السعودية وروسيا لن يخفضا إنتاج النفط .. وصناعة الخام الأمريكي ستنهار

السعودية تسحب من 50 إلى 70 مليار دولار من استثماراتها الخارجية

السعودية وسحب الأصول الخارجية.. بداية انهيار اقتصادي

السعودية تؤكد مواصلة الاستثمار في النفط

«وول ستريت جورنال»: السعودية تخفض أسعار النفط مجددا وتشعل حرب الأسعار

النفط الصخري .. تطورات وتوقعات

«الغارديان»: السعودية لم تحطم النفط الصخري واحتياطياتها لن تسعفها للأبد

أسباب انهيار أسعار النفط

«ديلي تليغراف»: صناعة النفط الصخري لن تتحطم وأسعار النفط ستعاود الارتفاع