أثار مستخدمو التطبيق الصاعد "كلوب هاوس"، الذي ربما يكون الآن التطبيق الأكثر جاذبية في العالم، مخاوف بشأن الطريقة التي يستخدم بها البيانات الشخصية للأشخاص الذين اشتركوا فيه.
لا يتصرف "كلوب هاوس" بالضرورة بخلاف التطبيقات الأخرى في الطريقة التي يجمع بها معلومات حول المستخدم وجهات الاتصال الخاصة به عند التسجيل، لكن المستخدمين قد لا يعرفون ذلك بالضرورة، والطرق التي يمكن بها التحكم في إعدادات الخصوصية هذه محدودة وليست واضحة.
وتصاعدت شعبية التطبيق في الأسابيع الأخيرة، ويعود ذلك بشكل كبير للمحادثات رفيعة المستوى التي استضافها، لمستخدمين مشهورين من بينهم "إيلون ماسك" و"مارك زوكيربج".
ويعمل التطبيق مثل مكالمة فيديو جماعية يتم بثها؛ حيث يمكن للمستخدمين الاشتراك ليكونوا جزءًا من المحادثات، التي يتم تشغيلها بعد ذلك داخل الغرف، ويمكن لأشخاص آخرين الانضمام إليها والاستماع إليها.
ولكن ربما تكون الميزة الأكثر بروزًا هي عملية الاشتراك، فنظرًا لأنه لا يزال رسميًا في مرحلة تجريبية، فإن الطريقة الوحيدة للتسجيل هي من خلال دعوة، ويجب أن تأتي من مستخدمين حاليين آخرين نظرًا لعدم وجود خيار تسجيل متاح للعامة.
وبهذه الدعوة تظهر مشكلة الخصوصية المحتملة الأولى؛ فعندما تنضم إلى التطبيق، يمكن لأي شخص آخر يستخدمه أن يرى من قام بدعوتك، وتظهر هذه المعلومات في ملفك الشخصي، ويبدو أنها ستبقى إلى الأبد.
ولكن ربما يحدث جمع البيانات الأكثر توغلاً في الواقع أثناء عملية الاشتراك نفسها، فعند التسجيل، يطلب التطبيق الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك، حتى يتمكن من معرفة من قد تعرفه بالفعل في "كلوب هاوس" ودعوة الآخرين الذين ليسوا كذلك.
كما أن التطبيق صارم للغاية بشأن تلك التوصيات، حيث سيقترح عليك افتراضيًا متابعة كل الأشخاص الموجودين بالفعل في التطبيق من جهات الاتصال الخاصة بك، ويقترح أن تقوم بدعوة الأشخاص غير المتواجدين.
الشيء غير المتوقع هنا أنه يتم تصنيف هؤلاء الأشخاص حسب عدد جهات الاتصال التي لديهم في "كلوب هاوس"، حيث يتم سرد كافة جهات الاتصال الخاصة بك، وترتيبهم وفق عدد جهات الاتصال لديهم في "كلوب هاوس"، حتى لو لم ينضم الأشخاص أنفسهم.
ومن الواضح أن التطبيق ليس لديه طريقة لمعرفة مدى قرب هؤلاء الأشخاص منك، وما إذا كنت قد ترغب في التحدث إليهم مرة أخرى، حيث لاحظ الصحفي "ويل أوريموس" أنه عندما قام بالتسجيل، تم حثه على دعوة طبيب الأطفال السابق، والحلاق، ومقدم الرعاية الصحية الذي كان يعتني بوالده المتوفى إلى التطبيق.
وحتى إذا رفضت طلب التطبيق للوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك، فستظل ترى هذه القوائم والتوصيات، لأن رقمك ربما تم تحميله بواسطة شخص آخر انضم إلى "كلوب هاوس" وأعطى حق الوصول إلى جهات الاتصال الخاص به، والتي تشملك.
وأشار "أوريموس" إلى أن هذا يعني أن القائمة يمكن أن تشمل الأشخاص الذين حاولت تجنبهم، وكذلك الغرباء، موضحًا: "على سبيل المثال، لنفترض أن لديك حبيبًا سابقًا أو حتى متحرشًا حاولت منعه من حياتك، لكن لا يزال لديه رقمك في هاتفه؛ إذا قام بتحميل جهات الاتصال الخاصة به، فسيعرف كلوب هاوس أنك متصل به ويقدم توصيات على هذا الأساس".
لا يستخدم "كلوب هاوس" هذه المعلومات فقط للتوصية بمتابعين جدد لمستخدميه، بل ينبه الأشخاص عند انضمام شخص ما لديهم في جهات اتصالهم إلى التطبيق، ويشجعهم على الانضمام إلى غرفة للمساعدة في الترحيب بهم، وهو ما يُقصد به أن يكون ميزة ترحيبية، ولكنه يعني أيضًا أنه لا يمكن الانضمام إلى التطبيق بهدوء.
