كرر المرشح الجمهوري البارز للانتخابات الرئاسية الأمريكية، «دونالد ترامب»، مواقفه المثيرة للجدل، فبعد عاصفة الضجيج التي رافقت تصريحاته التي طالب فيها السعودية بدفع المال لأمريكا لقاء حمايتها، عاد ليقارن بين مطارات بلاده ومطارات السعودية وقطر والبحرين، التي قال إنها أجمل مما لدى أمريكا بكثير.
وقال «ترامب»، المعروف بمواقفه الحادة والمثيرة للجدل، في كلمة له أمام ناخبيه بمدينة مانشستر بولاية نيوهامبشر الأمريكية، إن «هناك الكثير من الأموال التي تتبدد في أمريكا على مشاريع البناء الحكومية، مستعينا بتجربته الشخصية في القطاع العقاري لإظهار قدرته على معالجة هذا الموضوع»، مشيرا إلى أن الطرق العامة والجسور والأنفاق الأمريكية تتداعى بسبب الإهمال.
وأضاف «لقد غادرت قبل قليل مطار لاغورديا (المجاور لنيويورك) وهو الآن يبدو وكأنه مطار لإحدى دول العالم الثالث، إنه بوضع فظيع.. أنا شخصيا أتجول حول العالم وأقابل الكثير من الأثرياء ورؤساء الشركات الثرية، لقد تجولت في الصين كلها، وذهبت إلى قطر والسعودية والبحرين، ورأيت في تلك الدول مطارات أجمل مما رأيته في حياتي كلها».
وتابع «ترامب» بالحديث عن تجارب تلك الدول بالقول: «هم يبنون مطارات مؤقته بانتظار انتهاء العمل على المطارات الكبيرة التي يشيدونها، وهي أجمل بمئة مرة من أي مطار رأيته في هذا البلد.. نحن ببساطة خسرنا».
وكان «ترامب» قال خلال لقاء تليفزيوني سابق مع محطة «إن بي سي» الأمريكية إنه «يتوجب على السعودية اقتسام ثروتها مع الولايات المتحدة، من أجل الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية، وإذا أردات البقاء».
وتعتبر المملكة العربية السعودية الدولة العربية الوحيدة التي تتابع باهتمام كبير الحملة الانتخابية للمنافس الجمهوري «دونالد ترامب»، الذي يعد الوحيد الذي يعلن علانية حتى الآن عن الموقف المستقبلي للإدارة الأمريكية من الرياض وهو تراجع أهمية السعودية ونفطها بعد الاكتفاء الذاتي الأمريكي، بحسب ما رأت صحيفة رأي اليوم شهر أغسطس/آب الماضي.
ويتحدث «ترامب» المثير للجدل بين الحين والآخر عن القضايا العربية رغم تركيزه القوي على القضايا الداخلية ومنها الهجرة وتشجيع المنتوج الوطني بدل الاستيراد من الصين. وتطرق الى كيفية القضاء على «الدولة الإسلامية» وعن السعودية.
وتتابع الرياض، وفق معلومات داخلية للصحيفة، بقلق مواقف «ترامب» وتتخوف من انتقال العدوى لمرشحين آخرين، وتقوم سفاراتها ومخابراتها في واشنطن بتتبع دقيق لحملة المرشح الجمهوري المثير للجدل وكيفية تعاطي الرأي العام حول تصريحاته حول الشرق الأوسط والسعودية خصوصا.
ويعتبر «ترامب» أول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية خلال النصف القرن الأخير ينتقد السعودية علانية ويقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية.
وزعمت الصحيفة أن الرياض مقتنعة بأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ستحمل تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم للحفاظ عل مكانتها، وتبدأ بصياغة دبلوماسية جديدة يبشر بها علانية «ترامب» بينما لا يكشف عنها باقي المرشيحن حتى الآن.