جزائريون يسعون للاستفادة من العلاقات مع تركيا لدخول أسواق أفريقية بمنتجات مشتركة

الجمعة 16 أبريل 2021 10:32 م

قال "سامي عاقلي"، رئيس أكبر تجمع لرجال الأعمال في الجزائر، في مقابلة أن النموذج الاقتصادي التركي تجربة ناجحة يمكن الاستلهام منها، ودخول أسواق دولية بمنتجات تكون ثمرة شراكة بين البلدين.

وفاق حجم التبادل بين الجزائر وتركيا 4 مليارات دولار في 2020 وفق بيانات رسمية. غير أن "عاقلي" يرى أنه يمكن رفعه إلى 10 مليارات في غضون 4 على 5 سنوات "لو عملنا أكثر في إطار شراكة رابح-رابح وتم تجسيد المشاريع المشتركة".

وتنشط أكثر من 800 شركة تركية في الجزائر ضمن قطاعات عدة، أهمها "توسيالي" للحديد والصلب في وهران غربي البلاد، و"تايال" و"تايبا" للنسيج في ولاية غليزان (غرب).

وفي 2018 حلت تركيا في صدارة الدول الأجنبية المستثمرة في الجزائر بـ4.5 مليار دولار تسهم في خلق 34 ألف وظيفة، وفق بيانات سابقة لوكالة الاستثمارات الحكومية الجزائرية.

وأشار "عاقلي" إلى أن "تركيا شريك مهم للجزائر والتاريخ المشترك بيننا والعلاقات الطيبة بين الدولتين وأيضا بين رجال أعمال البلدين عوامل يمكنها تسريع عملية تجسيد طموحاتنا".

ورحب بمقترح وزارة التجارة الجزائرية بإطلاق تكتل لشركات متعددة الجنسيات تكون الجزائر منطلقا لها لدخول أسواق عالمية.

يذكر أنه في أواخر العام الماضي، اقترحت الجزائر على تركيا إنشاء تكتل شركات متعددة الجنسيات لدخول أسواق دولية، خلال لقاء وزير التجارة كمال رزيق بسفيرة أنقرة بالجزائر "ماهينور أوزديمير غوكطاش".

وحسب عاقلي فإنه "بشراكة رابح-رابح بين الشركات التركية والجزائرية، يمكن إقامة بُنى تحتية لشركات منتجة لا يمكنها فقط دخول السوق الافريقية ولكن أيضا السوق الأوربية القريبة جداً من الجزائر بحراً وجواً".

وأضاف "النصوص القانونية الجزائرية في تحسن، ما سيسمح بإقامة الشراكة بين الشركات الجزائرية والتركية.. ما نقوله للمتعاملين الاقتصاديين الأتراك أن السوق الجزائرية مهمة سواء في الصناعة أو الفلاحة والخدمات والتجار".

وكشف "سامي عاقلي" عن إطلاق منصة إلكترونية للتبادل بين رجال أعمال البلدين، وعبر عن دعمه لإطلاق تكتل لشركات جزائرية تركية تستهدف أسواقا خارجية انطلاقا من الجزائر. وقال أن إطلاق المنصة جاء بعد لقاءات تجمع رجال الأعمال الذي يرأسه بسفيرة تركيا في الجزائر.

وسيجري تطوير المنصة في الأشهر المقبلة "ستصبح مربوطة مباشرة بقاعدة رجال الأعمال في كل من تركيا وفي الجزائر أيضا من خلال اتحادية أرباب العمل".

وقال أيضاً "بعد رفع القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا، سيتوجه وفد من رجال الأعمال الجزائريين إلى تركيا، والعكس. وقد تحدثنا مع هذا الأمر مع سفيرة تركيا في الجزائر".

وأضاف "يجري حاليا العمل على إطلاق مجلس الأعمال الجزائري التركي، الذي سيسمح بإعطاء دفع اكبر للعلاقات بين البلدين"، مشيراً إلى أن هناك عدة شركات تركية عضو في اتحاد أرباب العمل الجزائريين، على غرار "توسيالي" للحديد والصلب و"تايال" وأخرى في البناء وصناعة الأثاث.

من جهة ثانية دعا السفير الجزائري لدى أنقرة، "مراد عجابي"، رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار في بلاده، لما توفره من إمكانات تجارية مميزة.

وقال أن الجزائر هي الشريك التجاري الثاني لتركيا في أفريقيا.

وأضاف "هناك فرص جديدة، وأنا متفائل جدا حيال المستقبل لذلك نوجه دعوة لرجال الأعمال".

ولفت إلى أن الجزائر "تتمتع بموقع إستراتيجي جدا، ففي شمالها أوروبا وجنوبها أفريقيا وشرقها آسيا، ولديها شتى أنواع الموارد".

وأشار إلى أن المستثمرين الأتراك إذا قاموا بالإنتاج في الجزائر سيكون بإمكانهم إرسال البضائع إلى 100 دولة دون رسوم جمركية، بما في ذلك الدول الإفريقية والعربية والأوروبية.

وقال أن الجزائر يمكن أن تكون بوابة تركيا سواء إلى البلدان الافريقية أو الأوروبية أو العربية.

وتعد تركيا واحدة من الدول الأكثر حضوراً في القارة الافريقية خلال السنوات العشر الأخيرة، إلى جانب الصين، والبرازيل، والهند.

وطبقا لبيانات تقرير مؤشر الاستثمار الخارجي لعام 2019، الصادر عن «مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي» فإن الاستثمارات التركية في أفريقيا ارتفعت بنسبة 11 في المئة مسجلة 46 مليار دولار، بينما تشير بيانات هيئة الإحصاء التركية، إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا وأفريقيا (الصادرات والواردات) خلال 2018 بنسبة 14.1 في المئة مقارنة مع 2017، إلى 21.5 مليار دولار.
 

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا الجزائر العلاقات التركية الجزائرية

الرئيس الجزائري يبحث مع سفيرة تركيا العلاقات الثنائية (فيديو)

تركيا تنفي صحة تقارير عن توتر دبلوماسي مع الجزائر

مباحثات جزائرية تركية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين

طموحات وتحديات.. استراتيجية تركيا في القارة السمراء