كشف الكاتب الصحفي المصري، المؤيد للانقلاب والمقرب من قيادات المجلس العسكري في مصر، «مصطفى بكري»، إن المشادة التي جرت، مؤخرا، بين السفير السعودي في مصر، «أحمد القطان»، ورئيس مجلس إدارة صحيفة «الأهرام» المصرية شبه الحكومية، «أحمد السيد النجار»، وصلت إلى حد التراشق بالمياه.
وساردا تفاصيل ما حدث، قال «بكري»، في حلقة من برنامجه «حقائق وأسرار» على قناة «صدى البلد» الخاصة، إن السفير الجزائري لدى مصر، «نذير العرباوى»، أقام لقاء عمل في منزله على شرف الدبلوماسي الجزائري والمبعوث الأممي السابق، «الأخضر الإبراهيمي»، وكان ذلك يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف أنه تمت دعوة عدد من السياسيين إلى هذا اللقاء، وبينهم «النجار»، الذي كان عائدا لتوه من إيران، حيث غادرها يوم الثلاثاء الماضي.
وأوضح أنه خلال لقاء العمل جرى فتح نقاش بشأن المواقف في المنطقة من الملف السوري وغيره من الملفات، وتحدث في هذا النقاش «الإبراهيمي».
ولفت «بكري» إلى أن رئيس مجلس إدارة الأهرام شن هجوما شديدا على السعودية، واتهمها بالمسؤولية عن كثير من الأزمات في المنطقة، وعندها رد عليه السفير السعودي متحدثا عن الدور الذي تقوم به إيران في المنطقة وفي العراق واليمن.
وأفاد بأن «أحمد النجار اشتبك مع السفير السعودي مدافعا عن الموقف الإيراني، وقال إن السعودية هي التي قمعت الثورة في البحرين»، في إشارة إلى الاحتجاجات الشيعية التي اندلعت في البحرين أوائل عام 2011، والتي كانت تطالب بما تسميه بـ«الملكية الدستورية».
وتابع: «حصل احتداد كبير وصل إلى حد إنهما (أي السفير السعودي والنجار) ألقيا الماء على بعضهما، وعلى إثر ذلك قام السفير السعودي مغادرا المكان».
وأشار «بكري» إلى أن السفير الجزائري حاول أن يعيد نظيرة السعودي إلى لقاء العمل، وأن يثنيه عن فكرة المغادرة، لكن الأخير اشترط كي يعود أن يغادر «النجار» المكان.
ونفي الكاتب الصحفي المصري ما تردد في بعض وسائل الإعلام بشأن مغادرة «القطان» للقادرة عائدا إلى بلاده بعد هذا الموقف، مدعيا أن الأخير سافر إلى ألمانيا من أجل تلقي العلاج.
وهاجم «بكري» «النجار» بسبب تهجمه على السعودية والسفير السعودي، قائلا: «بغض النظر عن المواقف، لا يجب أن أسعى إلى خلاف أو أوظف صحيفة أو أخرى لهدف إثارة الأزمات مع الدول العربية».
واعتبر أن ما قاله «النجار» «لم يكن وقته ولا يجب أن يُقال».
ووجه له الحديث، قائلا: «عندك تحفظ على الموقف السعودي أنت حر، لكن فيه حاجه (شيء) اسمها علاقات بين بلدين، فيه حاجه اسمها 2.5 مليون مصري يعملون في السعودية».
وهاجم «بكري»السياسيين الذين تسببوا على فترات متفاوتة خلال السنوات القليلة الماضية في أزمات من السعودية، وقال: « من يعمل ده (من يثير الأزمة هذه المرة) رئيس مجلس إدارة الأهرام، أنا أسأل الدولة المصرية: مين ده؟ (من هذا؟) وسايبينه ليه؟ (ولماذا تتركوه يفعل هذا؟)، هذه هي الأهرام؛ الصحيفة الرسمية الأولى في مصر».
ودأبت وسائل الإعلام المصرية في الآونة الأخيرة على توجيه انتقادات للسعودية، خصوصا فيما يتعلق بموقفها من الأزمة السورية والإصرار على رحيل «بشار الأسد» والذي تعارضه مصر.
والشهر الماضي، اعتبرت صحيفة «الأهرام»، أن إصرار المملكة على رحيل «بشار الأسد»، كشرط للحل السياسي، «يتغافل أن الأسد يتمتع بشعبية وسط قطاع لا يستهان به من الشعب السوري»، وأن شروط السعودية تجاه «الأسد» محاولة «خبيثة» لإجهاض اتفاق جنيف، وفق زعمها.