قال المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار «أحمد أبو زيد» إنه «لا خلاف حول مخرجات مؤتمر جنيف، لكن مسألة بقاء بشار الأسد أو عدمه هو أمر يحسمه الشعب السوري».
وأشار «أبو زيد» في تصريحات صحفية، نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، اليوم السبت، إلى توافق الرؤى المصرية السعودية بشأن الأزمة السورية بضرورة الالتزام بمقررات جنيف1، لافتا إلى أن لكل دولة في بعض الحالات مواقف قد لا تتطابق بنسبة 100%، لكن التشاور والتنسيق قائمان والتوجه واحد.
وقال إن العلاقات المصرية السعودية راسخة ومتوافقة، نافيا وجود أي خلافات بين البلدين على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
إلى ذلك، تحدثت تقارير محلية مؤخرا عن وجود تباين في وجهات النظر بين القاهرة والرياض فيما يتعلق بالملف السوري، فيما دفع البعض إلى وجود توتر في العلاقات بين البلدين.
وتوقع سياسيون ودبلوماسيون مصريون، في وقت سابق، أن يؤثر التدخل العسكري الروسي في سوريا وتباين الموقفين المصري والسعودي تجاهه، على العلاقة بين البلدين.
وقد صرح الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، قبل أيام بأن مصر ودولا سنية أخرى في المنطقة تسانده في حربه ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، نافيا أن تكون الهجمات الروسية في سوريا هدفها مساندة الشيعة ضد السنة.
وقال «بوتين» إن «الأمر لا يقتصر على مصر وحدها»، مضيفا أن «خطر الإرهاب يحوم حول الكثير من الدول، حتى أن أحد زعماء دول المنطقة أكد لي أن الدول الإسلامية أول المتضررين وأكبر ضحايا الإرهاب، وأن الدول الغربية والولايات المتحدة يقتصر تحركها في مجال مكافحة الإرهاب على مجرد الكلام والدعوة، حتى أنهم وعدوا بتدريب 12 ألف لمكافحة الدولة الإسلامية، ثم تحدثوا عن ستة آلاف، وانتهى الأمر بستين، وتبين في النهاية أنهم 4 أو5 أفراد أنفق نصف مليار دولار عليهم».
يذكر أن وزير الخارجية المصري «سامح شكري» أكد ترحيب مصر بالعملية العسكرية الروسية في سوريا، مشيرا إلى الرغبة الروسية القوية في مكافحة الإرهاب، ومحاصرة انتشاره في سوريا. (طالع المزيد)
وأوضح «شكري» في وقت سابق، أن ما لدى مصر من معلومات من خلال الاتصالات المباشرة مع موسكو تؤكد تصميم روسيا على مكافحة الإرهاب ووقف انتشاره، مشيرا إلى أن هدفها هو توجيه ضربة قاصمة لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، على حد قوله.
وبالرغم من القلق المصري الواضح من موقف الخليج الرافض للضربات الروسية في سوريا، فقد راهنت القاهرة على روابطها القوية والعميقة مع السعودية التي ربما تتأثر، لكنها لن تصل إلى مستوى الاهتزاز، بحسب محللين.
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية السعودي »عادل الجبير»، إن بلاده متفقة مع تركيا، على عدم وجود دور لـ»بشار الأسد» ضمن الحل في سوريا، وعلى دعم المعارضة السورية.
وأكد »الجبير» على أهمية التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وتطبيق القرارات التي تم الاتفاق عليها في جنيف، مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره التركي، الأوضاع في المنطقة، وضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد »الجبير» أن السعودية وتركيا تلعبان دورا كبيرا في إرساء السلام في المنطقة، وإن تقوية العلاقات بينهما، يصب في مصلحة باقي دول المنطقة.
وكان «الجبير» قد أكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي «لوران فابيوس» منتصف الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض، إن موقف السعودية من سوريا ورئيس النظام السوري «بشار الأسد لم يتغير».
وقال: «نحاول إقناع الروس أن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يتضمن رحيل الأسد».
وتؤكد المملكة العربية السعودية دائما على ضرورة رحيل «بشار الأسد»، وعدم شموله في أي تسوية سياسية للأزمة السورية.