اندلع جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيه ناشطون وسياسيون؛ بسبب إشادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل مقاومة أخرى بالدعم الإيراني لها، غير أن حالة الجدل تفاقمت بعد مقطع فيديو للقيادي في "حماس"، "أسامة حمدان"، اعتبر متداولوه أنه يظهر تقديم القيادي الحمساوي الشكر لرئيس النظام السوري "بشار الأسد" على "دعمه" للمقاومة الفلسطينية.
وكان رئيس المكتب السياسي للحركة "إسماعيل هنية" قد وجه، قبل يومين، شكره إلى إيران، قائلا إنها دعمت المقاومة في غزة بالمال والسلاح.
وبدأ الجدل عقب الشكر الذي وجهه "هنية" إلى طهران، حيث استذكر البعض سياساتها الدموية ضد العراقيين والسوريين، لاسيما السنّة منهم، بالإضافة إلى الأحواز وغيرها، لكن آخرين اعتبروا أن "حماس" مجبرة على تقديم هذا الموقف لإيران، حيث إن طهران هي الوحيدة التي تقدم دعما ملموسا للمقاومة الفلسطينية، بينما تفرغت حكومات عربية سنية لمحاربة الحركة والمقاومة، جنبا إلى جنب مع إسرائيل، على حد قولهم.
واستغرب الباحث "محمد إلهامي" اعتراض البعض على شكر "هنية" لإيران، رغم كونها البلد الوحيد الذي يدعم المقاومة بالمال والسلاح، بينما يتفهمون شكره لمصر ورئيسها "عبدالفتاح السيسي"، رغم أنه "العدو الأول لغزة ومقاومتها"، على حد قوله.
تثور ثائرة البعض إذا شكر إسماعيل هنية إيران، مع معرفتهم أنها البلد الوحيد الذي يدعمهم بالمال والسلاح!
— محمد إلهامي (@melhamy) May 22, 2021
بينما ترى المصريين متفهمين إذا شكر هنية مصر، مع معرفتهم ومعرفة الجميع أن السيسي هو العدو الأول لغزة ومقاومتها!
المصريون في هذا الباب أحلم وأرشد وأنضج
لكن مقطع فيديو للقيادي بـ"حماس" في بيروت، "أسامة حمدان"، فجر جدلا إضافيا، بسبب ظهوره في مداخلة هاتفية مع قناة "الميادين" السورية المؤيدة للنظام هناك ورئيسه "بشار الأسد".
وخلال المداخلة، أصر مذيع "الميادين" على انتزاع تصريحات من "حمدان" لشكر رئيس النظام السوري، حيث قال له إن "الأسد" أبلغ قادة بعض فصائل المقاومة، خلال لقاء بين الجانبين، مؤخرا، في دمشق، بأن أبواب سوريا مفتوحة أمام كافة فصائل المقاومة الفلسطينية "دون استثناء"، وطلب منه التعليق على هذا الموقف.
"حمدان" رد على هذا الطلب، قائلا إن هذا الموقف "ليس بغريب أو جديد"، وأن "المقاومة تعرف هذا الموقف وترد التحية بأحسن منها"، مردفا: "نأمل بأن تظل دمشق كما كانت عاصمة للمقاومة والحق الفلسطيني ونعتقد أن هذا الأمر سيتحقق".
هذا تصريح #اسامة_حمدان الذي اضطر إليه بسبب أسئلة مذيع الميادين الإيرانية ، ويتضمن أنه لا تواصل بين حماس ونظام بشار بدليل أنه لا يعلم بقرار دمشق فتح أبوابها للحركة
— صلاح بن عمر بابقي𓂆 (@salahbabgi) May 22, 2021
الكلام الذي تطلقه حماس في كل الاتجاهات يبقى كلاما .. والمهم مواقفها فهي تعمل لأجل فلسطين ولم تقاتلنا أو ترضى بذلك pic.twitter.com/pIcRGkxZJH
ورغم أن "حمدان" تحاشى، خلال تعليقه، تماما ذكر اسم "بشار الأسد"، إلا أن متابعون اعتبروا أنه وجه الشكر لرئيس النظام السوري، معتبرين أنه يمكن قبول مسألة توجيه الشكر لإيران، كدولة قدمت دعما للمقاومة، وشكر "الأسد"، الذي لم يقدم شيئا، بل وارتكب المذابح البشعة بحق الشعب السوري طوال السنوات الماضية.
واعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي "صالح النعامي" أن "حمدان" شكر "الطاغية بشار الأسد"، قائلا إن هذا الموقف "تملق وسقوط يسئ إلى حركة حماس، وخيانة لجماهير الحركة التي تحقر ذاك الجرذ (بشار) الذي ولغ في دماء شعبه".
أن تضطر حماس لشكر إيران بسبب ضرورات مراكمة القوة في مواجهة الاحتلال، وفي ظل تخلي طغاة العرب عن هذا الدور، هذا مفهوم
— د.صالح النعامي (@salehelnaami) May 22, 2021
شكر أسامة حمدان الطاغية الصغير بشار أسد تملق وسقوط يسئ لحماس ولا يمثل موقفها وبكل تأكيد خيانة لجماهير الحركة التي تحقر ذاك الجرذ الذي ولغ في دماء شعبه
نفس الموقف عبر عنه الصحفي وصانع الأفلام الوثائقية "أسعد طه"، قائلا إنه "لم يستوعب بعد شكر أسامة حمدان لبشار الأسد"، متسائلا: "كيف للمقاوم المناضل أن يفعل ذلك؟".
لم أستوعب بعد شكر أسامة حمدان لبشار ..
— Assaad Taha أسعد طه (@Assaadtaha) May 22, 2021
كيف للمقاوم المناضل أن يفعل ذلك..
بدوره، قال الكاتب والسياسي الفلسطيني "ياسر الزعاترة" إن تصريحات "حمدان" لقناة "الميادين" فيها "ابتذال وتسئ لحماس ولا تفرح سوى شبيحة لا تقيم وزنا للإنسان"، على حد قوله.
وتابع: "شكر إيران يأتي بحكم الإضطرار، فما مبرر شكر تابع دمّر بلدا وشرّد شعبا حبيبا، وأساء مرارا لحماس؟!".
كلام أسامة حمدان ردا على سؤال "الميادين" بشأن لقاء بشار مع ممثلي فصائل فلسطينية (ليس من بينها حماس)؛ فيه ابتذال، ويسيء لحماس، ولا يفرح سوى شبيحة و"كائنات سياسية" لا تقيم وزنا للإنسان.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) May 22, 2021
شكر إيران يأتي بحكم الاضطرار، فما مبرر شكر تابع دمّر بلدا وشرّد شعبا حبيبا، وأساء مرارا لحماس؟!
والجمعة الماضي، رحبت إيران باتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، معبرة عن فخرها بدعم المقاومة، ومتعهدة باستمرار هذا الدعم.