عمدة باريس تدعو لدعم مقاومة طالبان بقيادة أحمد مسعود

الثلاثاء 17 أغسطس 2021 09:51 ص

في عريضة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، دعت عمدة باريس "آن هيدالجو" إلى دعم المقاومة في أفغانستان ضد حركة "طالبان"، والتي يتم تنظيمها حول "أحمد مسعود"، نجل القائد "مسعود" الذي اغتيل في سبتمبر/أيلول 2001.

وقالت عمدة باريس: "قد يقول البعض إنه بعد كل شيء تدخلنا في أفغانستان لمدة 20 عامًا ، فقدنا جنودًا، مولنا عددا من المشاريع لضمان تنمية هذا البلد وتعزيز روح الديمقراطية.. وأنه بالرغم من كل هذه التضحيات وكل هذه الإجراءات وكل هذه السياسات، فقد فشلنا. وعليه، قد نقول لأنفسنا أنه يتعين علينا الآن أن نتعلم من هزائمنا وأن ندفع الثمن، مع عدم الاكتراث لأولئك الذين يخاطرون بحياتهم في مواجهة طالبان المدفوعة بالانتقام".

وأضافت "آن": "بالإضافة إلى كونه غير مقبول أخلاقياً، فإن مثل هذا الموقف قصير النظر أيضًا (…) في أوقات أخرى وفي ظروف أخرى ، سيكون من الضروري بلا شك إجراء تحليل واضح للأسباب التي دفعت القوات الأمريكية والغربية الأعضاء في حلف الناتو، إلى الانسحاب، بعد عشرين عامًا في أفغانستان ، دون جعل عودة "طالبان" أمرًا مستحيلًا".

وتابعت عمدة باريس -المنتمية إلى الحزب الاشتراكي- القول : "في الوقت الحاضر ، لا أستطيع تحمل رؤية الأفغانيات يعدن إلى البرقع، ويمنعن من الخروج دون مرافقة رجل؛ كما لا يمكنني تحمل على رؤية الفتيات الأفغانيات الصغيرات محرومات من المدرسة، وغداً يجبرن على الزواج. أرفض ذلك من منطلق القناعة الإنسانية والنسوية . (…) وغدًا ، إذ تحدثنا عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين أو حقوق الإنسان، فإن ضميرنا السيء سيهمس لنا باسم أفغانستان إذا بقينا هكذا مكتوفي الأيدي".

وأوضحت عمدة باريس أن هجوم "طالبان" ألقى بما يقرب من 800 ألف أفغاني على الطرق، معظمهم لا يزالون في أفغانستان، لكن غدا سيكونون على طرق الهجرة الرئيسية المحفوفة بالمخاطر التي ستجلب عددًا منهم إلى أوروبا. سيصل المحظوظون من بينهم إلى فرنسا وعاصمتها باريس.

وقالت "آن" إنها ليست ساذجة حتى تعتقد أنه بمجرد وصول "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان، ستظل بعيدة عن "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، مضيفة: "سيجد أعضاء هذه الشبكات الإرهابية غدًا في أفغانستان ملاذًا آمنًا. وبعد غد  سيجدون أنه من العملي تطوير قواعد خلفية، ومواقع تدريب جهادي وتلقين عقائدي هناك ، للقيام بأعمال إرهابية أو إلهامهم عبر الإنترنت".

وخلصت عمدة باريس إلى القول "إنه كان لأفغانستان دوماً صلة مع تاريخ هذا القرن منذ عام 1979. وهذه القصة لم تنته بعد".

وشددت "آن": "لن ندع هذا البلد، ومواطنيه العاشقين للحرية يختفون في غموض نظام متعصب. وعليه يجب أن يكون المجتمع الدولي وأوروبا وفرنسا في الموعد".

وكرمت بلدية باريس شهر مارس/آذار الماضي القائد الأفغاني "أحمد شاه مسعود" المعروف باسم "القائد مسعود"، بإطلاق اسمه على طريق حدائق الشانزليزيه، خلال حفل حضره نجل الراحل "أحمد مسعود" وعمدة العاصمة الفرنسية.

وتزامن موعد التكريم مع مرور 20 عاماً على زيارة "مسعود" الأولى إلى باريس. و"مسعود" كان رمز المقاومة ضد الاتحاد السوفييتي و"طالبان" في ثمانينيات القرن الماضي.

وتحدثت عمدة باريس واصفة إياه بـ"الشخصية المقاومة الحيّة أبداً، المقاتل من أجل الحرية فيما ما زال وجهه وكفاحه وكلماته تلهمنا إلى اليوم في أفغانستان ولكن أيضاً هنا في باريس".

وسيطرت حركة "طالبان"، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان كلها تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان عمدة باريس أحمد مسعود

بعد 20 عاما.. بلدية باريس تكرم أحمد شاه مسعود

واشنطن: موقفنا حيال أفغانستان مرهون بسلوك طالبان

أحمد مسعود: مستعد للمسامحة في دماء والدي شريطة السلام في أفغانستان