كشفت تقارير غربية أن أمير الحرب المسيطر على شرقي ليبيا "خليفة حفتر" شرع في توظيف حملة لوبيات ضغط في الولايات المتحدة لتلميع صورته قبل الانتخابات الليبية المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهي الحملة التي سينفذها عضو كونجرس سابق عن الحزب الجمهوري، ومساعدا سابقا للرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون".
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن تكلفة الحملة تقترب من مليون دولار، وهي تهدف إلى تعزيز الدعم السياسي والنفوذ لـ"حفتر" داخل الدوائر الأمريكية قبل الانتخابات الليبية في وقت لاحق من هذا العام.
ووفقًا للوثائق المقدمة إلى وزارة العدل الأمريكية، اتفق كل من "لاني ديفيس" والذي كان أحد مساعدي "كلينتون"، وعضو الكونجرس السابق "روبرت ليفينجستون" مع "حفتر" على عقد مدته 6 أشهر؛ حيث سيرتب الاثنان زيارة لـ"حفتر" إلى واشنطن والالتقاء بمسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع.
وستحاول مجموعة الضغط أيضا ترتيب اجتماعات مع "أعضاء رئيسيين في الكونجرس الأمريكي" ، إضافة إلى مراكز الفكر في واشنطن.
لكن "ميدل إيست آي" قال إنه تلقى تأكيدا من المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "سيندي كينج" بأن "البنتاجون" ليس لديه أي خطط لاستضافة "حفتر".
وأظهرت الوثائق أن "حفتر" وافق على دفع 160 ألف دولار شهريا لمدة 6 أشهر، وبعد ذلك سيجتمع الجانبان للاتفاق على شروط استمرار التمثيل.
وفي بيان، قال "ديفيس" و"ليفينجستون" إن جهود الضغط التي يبذلانها "تقتصر على التعبير عن دعم حفتر لانتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة في 24 ديسمبر؛ بما يضمن دولة ليبية سلمية ومستقرة وموحدة وديمقراطية في ظل سيادة القانون".
ونقل "ميدل إيست آي" عن محللين قولهم إن "حفتر" يخطط لهذه الحملة من أجل تحسين صورته بعد انتهاء الهجوم الفاشل للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس العام الماضي، وهو الهجوم الذي شهد ارتكاب قواته انتهاكات مروعة شملت عمليات قصف واستهداف لمدنيين وتعذيب وإعدامات بالجملة.
ويواجه القائد العسكري أيضًا دعاوى قضائية متعددة في الولايات المتحدة من عائلات ليبية تتهمه بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال شخص مطلع على الاتفاقية لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن جماعات الضغط ستركز على إبراز دور "حفتر" في العمل مع الولايات المتحدة للإطاحة بالزعيم الليبي السابق "معمر القذافي"، وسيسعون أيضا لنزع صفة "أمير الحرب" عنه، تمهيدا لدخوله المعترك السياسي.
وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، ألمح مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى "جوي هود" إلى عدم ممانعة واشنطن لترشح "حفتر" إلى رئاسة ليبيا، وأن الكرة في ملعب الليبيين أنفسهم.