وزير خارجية الجزائر: تربطنا بتركيا علاقات تاريخية وتصريحات ماكرون خطأ جسيم

الخميس 7 أكتوبر 2021 03:09 م

قال وزير الخارجية الجزائري، "رمطان لعمامرة"، إن تركيا لاعب دولي مهم جدا ترتبط معها بلاده بـ"علاقات تاريخية عميقة"، واصفا تصريحات للرئيس الفرنسي، "إيمانويل ماكرون"، بـ"الخطأ الجسيم".

جاء ذلك  في تصريح لوكالة "الأناضول" وعلى هامش الاجتماع الوزاري الثالث بين إيطاليا وأفريقيا في روما.

وقال "لعمامرة"، في تصريحه، إن الجزائر وتركيا تمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة.

ولفت إلى أن تركيا ساهمت بشكل مهم في عملية التنمية بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، وأن بلاده تتطلع إلى المزيد من علاقات الشراكة والاستثمارات التركية خلال الأيام المقبلة.

وأردف أن بلاده تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا، بحيث تشمل المجالات كافة، معربا عن تفاؤله بهذا الصدد.

وقبل أيام، طعن الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل مستنكرا: "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".

كما اتهم "ماكرون" النخبة الحاكمة في الجزائر بـ"تغذية الضغينة تجاه فرنسا".

وادعى "ماكرون" أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين عامي 1514 و1830، وتابع: "أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون".

وحول تصريحات "ماكرون" الأخيرة، قال "لعمامرة": "مهما كان سبب المشكلة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر على علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا".

وأضاف "لعمامرة" أن الجزائر وفرنسا تمتلكان تاريخا طويلا وصعبا ومعقدا، وأن بلاده نجحت في التعامل مع هذا الوضع في كل وقت.

وشدد على أن الجزائر حافظت دوما على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وأي دولة أخرى.

وتابع: "على جميع الدول الشريكة، وخاصة فرنسا، أن تفهم جيدا أن الجزائر لن تقدم أي تنازلات، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطلاقا".

وجدد رفض بلاده القاطع لتصريحات "ماكرون"، واصفا إياها بـ"الخطأ الجسيم".

ووصف وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، تصريحات الرئيس الفرنسي ضد بلاده والجزائر بأنها "غير مجدية"، وأن التاريخ التركي خال من الاستعمار.

واعتبر مراقبون أن تصريحات "ماكرون" استهدفت كسب دعم اليمين المتطرف، على أمل انتخابه لولاية رئاسية ثانية في أبريل/نيسان 2022.

وقال "لعمامرة" إن بلاده لا ترغب في إدارة أي مشكلة مع شركائها الدوليين عبر وسائل الإعلام، وإنما من خلال الوسائل الدبلوماسية.

وتابع "القواعد واضحة، في حال احترام سيادتنا واستقلالنا وحقوقنا المشروعة، فنحن على استعداد للتعاون مع هذا الشريك، وإلا فنحن مستعدون لمواجهة ذلك".

وردا على تصريحات "ماكرون"، استدعت الجزائر سفيرها في باريس، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية العاملة في إطار "عملية برخان" في الساحل الأفريقي.

ووصفت الرئاسة الجزائرية، في بيان، هذه التصريحات بـ"المسيئة" وتمثل "مساسا غير مقبول" بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقاوم جزائري قتلهم الاستعمار الفرنسي.

كما تدرس الجزائر مراجعة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المستعمر السابق، بحسب ما نقله موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية (خاص) عن مصدر (لم يسمه) قال إنه قريب من الملف.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

لعمامرة الجزائر ماكرون العلاقات التركية الجزائرية

مالي تستدعي السفير الفرنسي احتجاجا على تصريحات ماكرون

ردا على ماكرون.. الجزائر تتجه نحو تجريم الاستعمار الفرنسي

ماكرون يرفض مجددا الاعتذار عن التاريخ الاستعماري الفرنسي في أفريقيا

سوناطراك الجزائرية للنفط توقع 3 عقود في تركيا

لكسب ودهم.. ماكرون سيشارك بإحياء ذكرى ضحايا جزائريين قتلتهم فرنسا

6 اتفاقيات تعاون بين الجزائر وتركيا