أكدت سلطات الدفاع المدني السعودية، أنها تلقت أكثر من 3000 بلاغ، جراء الأمطار الغزيرة في القصيم، كما وقعت أضرارا في السيارات والمحال والمساكن، وتطلب الموقف إجلاء أكثر 1000 شخص، وإيواء 349 شخصا، ولم تحدث إصابات أو وفيات كما أدت الأمطار إلى سقوط أشجار، وأعمدة إنارة، وأجزاء من المباني.

ولحقت أحياء في مدينة بريدة أضرار «جسيمة»، أجبرت رجال الدفاع المدني على مناشدة قاطني حي الإسكان من خلال مكبرات الصوت، بإخلاء منازلهم، والخروج منها في ساعات الصباح الأولى أمس (الأربعاء)، لغزارة الأمطار، وتحول الحي إلى «بركة»، وهو ما أدى إلى إجلاء أكثر من 250 عائلة، كما أدت إلى سقوط أشجار وأعمدة إنارة وأجزاء من المباني.

وشملت الأضرار مستشفيات عدة، منها الملك فهد التخصصي، الذي شُلت فيه الحركة المرورية بسبب المياه التي حاصرت جميع المداخل والمخارج، كما تم إخلاء ثلاثة مبانٍ تقطنها 297 ممرضة تجاور المستشفى.

وتكررت الحال في مستشفى الولادة والأطفال، الذي شهد تسربات في مبناه الجديد، ولم تسلم المجمعات التجارية من المياه التي غمرتها وهدمت أجزاء منها. وتحول مجمع شهير في مدينة بريدة إلى «بركة»، ما أدى إلى إغلاقه.

وعلى رغم أن المسافة بين بريدة وأقرب بحر (سواحل جدة) تناهز 860 كيلومتراً، إلا أن المدينة الواقعة في عمق الصحراء، وسط الجزيرة العربية، تحولت أمس إلى مدينة «ساحلية» بامتياز، بعد الأمطار الغزيرة التي تواصل هطولها لليوم الثالث على التوالي، ما أحال شوارعها إلى أودية وشعاب، واستعان أهلها بالقوارب، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.

وفي المنطقة الشرقية، أدى «سوء فهم» في تلقي قرار تعليق الدراسة في محافظة العديد (جنوب المنطقة) بسبب غزارة الأمطار فيها إلى تعطل الدراسة أمس في غالبية مدارس الدمام والخبر والقطيف.

وفهم الأهالي أن القرار ينص على «تعليق الدارسة في العديد من محافظات الشرقية»، في حين أنه يخص محافظة العديد فقط، وهي محافظة جديدة نسبياً، تقع جنوب الأحساء، محاذية للحدود السعودية مع كل من الإمارات وقطر. وشهدت سقوط كميات كبيرة من الأمطار ليل أول من أمس، ما تسبب في إجلاء عدد من السكان من منازلهم، كما تسببت الأمطار في تجمعات مياه، ما شكل خطراً في حال الخروج من المنازل.

وتسبب تساقط الأمطار بغزارة أمس، لليوم الثانى على التوالي على العاصمة السعودية الرياض في وفاة شخص واحد بمحافظة رماح، فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ 85 آخرين بعد احتجاز الأمطار لهم بمدن مختلفة بمحافظات الرياض.

وغطت المياه التي بلغ ارتفاعها نحو مترين، قرابة 10 سيارات تحت جسر في منطقة اللبان بغرب الرياض، بينما أكد الدفاع المدني أنه نجح في سحب 72 سيارة غمرتها المياه في العاصمة وأنقذ ركابها.

وأدت الأمطار إلى تباطؤ كبير في حركة السير بالشوارع الرئيسية التي لم تقفل بشكل كامل، على عكس العديد من الشوارع الفرعية في العاصمة التي يقدر عدد سكانها بنحو 5.7 ملايين نسمة.

وتساقطت الأمطار في مناطق عدة من المملكة، لكنها كانت بشكل غزير في شمال الرياض.

وكان 8 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم الأسبوع الماضي جراء أمطار غزيرة وسيول في غرب المملكة وجنوبها.