قال المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي»، أمس الأربعاء، إن «الولايات المتحدة تستخدم الجنس والمال وأساليب الحياة الغربية، لاختراق نخبة صانعي القرار في إيران».
وتأتي تعليقات «خامنئي»، في أعقاب موجة اعتقالات لصحفيين ومثقفين نفذتها سلطات طهران، بسبب مخاوف من اختراق غربي بعد أن توصلت إيران إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية.
وقال «خامنئي» في تعليقاته التي أذاعها التلفزيون الإيراني: «شيئان رئيسان يستخدمان في هذا الاختراق: المال والإغراءات الجنسية. إنهما يستخدمان لتغيير المعتقدات ووجهات النظر، وأساليب الحياة حتى يفكر الشخص الذي يتأثر بهما بنفس الطريقة التي يفكر بها الأمريكي».
وأبلغ «خامنئي» اجتماعاً لقادة «الباسيج»، وهي وحدة المتطوعين في الحرس الثوري الإيراني، أن «الأهداف الرئيسة لهذا الاختراق هي النخب والأشخاص المؤثرون وصانعو القرار. هذا هو السبب في أن هذا الاختراق يمثل خطراً هائلاً».
واعتقل «الحرس الثوري» الإيراني فنانين وصحفيين ومواطنين أمريكيين في إطار «الحملة على الاختراق الغربي».
وانتقدت «لجنة حقوق الإنسان» في الجمعية العامة للأمم المتحدة إيران الأسبوع الماضي بسبب تلك الحملة، وأيضاً لاستخدامها المتزايد لعقوبة الإعدام وهو توبيخ رفضته طهران قائلة إنه تحريض على «رهاب إيران».
وكانت السلطات الإيرانية اعتقلت مطلع الشهر الجاري اثنين من الصحفيين البارزين ورفض رئيس الجهاز القضائي الشجب الدولي لما يبدو أنها حملة على الكتاب والفنانين.
وقالت أسرة «عيسى سحرخيز» -وهو صحفي مستقل مشهور- إن الحرس الثوري اعتقله بتهمتي «إهانة الزعيم الأعلى (آية الله علي خامنئي) و الدعاية المناهضة للنظام».
وقالت وكالة أنباء «تسنيم» الوثيقة الصلة بسلاح الحرس الثوري الإيراني إن «إحسان مازندراني» المدير المنتدب لصحيفة «فاريختيجان» اعتقل بتهم أمنية. وأكد موظفون في الصحيفة لـ«رويترز» نبأ اعتقاله.
وجاء اعتقال الصحفيين بعد الحكم على اثنين من الشعراء ومخرج سينمائي إيرانيين بالسجن مددا طويلة والجلد الشهر الماضي لإدانتهم بتهم منها «إهانة المقدسات والدعاية المناهضة للدولة».
وحكم على المخرج السينمائي «كيوان كريمي» بالسجن ستة أعوام والجلد 223 جلدة وعلى الشاعرين فاطمة اختصاري ومهدي موسوي بالسجن 11.5 سنة وتسع سنوات على الترتيب والجلد 99 جلدة لكل منهما.
وقالت الرسالة الموقعة من 116 شاعرا وكاتبا ونشرت على الموقع الإلكتروني لمركز القلم الأمريكي «إننا نشعر بقلق بالغ من هذه الأحكام غير الإنسانية ... لمجرد التعبير عن أنفسهم بالفن. وكتابة الشعر ليست جريمة.»
ويقول نشطاء إن وضع حقوق الإنسان لم يتحسن في عهد الرئيس «حسن روحاني» الذي ساند جهود التوصل للاتفاق النووي عما كان عليه في ظل سلفه «محمود أحمدي نجاد» ويستشهدون على ذلك بزيادة عدد الإعدامات والسجناء السياسيين.