قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية «علي خامنئي»، إن شعار «الموت لأمريكا» يُقصد به «السياسات الأمريكية».

جاء هذا التصريح خلال لقاء مع طلاب، قبيل ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في العام 1979، عندما اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية، واحتجزوا 52 رهينة لمدة 444 يوما.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن «خامنئي» قال خلال تصريحات له أول أمس الثلاثاء، إن مفهوم  شعار «الموت لأمريكا هو الموت لسياسات أمريكا وسياسات الاستكبار»، مضيفا: «لو شرحنا هذا المنطق لأي شعب فإنه يتقبله».

وكرر «خامنئي» تحذيره من أن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها، على رغم الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق كان من أجل إنقاذ طهران من عقوبات اقتصادية خانقة، وضعت لفرض قيود على برنامجها النووي.

وأشار «خامنئي» إلى المشاكل والضربات التي تلقتها البلاد في التاريخ المعاصر بسبب الثقة في أمريكا، مؤكدا أن «أهداف أمريكا تجاه إيران لم تتغير، ولو استطاعوا تدمير إيران ما ترددوا لحظة واحدة، إلا أنهم غير قادرين على ذلك، وسيفشلون في تحقيق هدفهم».

وفي غضون ذلك، أصدر المشاركون في مسيرات «اليوم الوطني لمواجهة الاستكبار» أمس بيانا اعتبروا فيه أن «أمريكا ما زالت الشيطان الأكبر»، وأن «مقارعة الاستكبار إجراء ينم عن المنطق والحكمة».

وكان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» انتقد في خطاب ألقاه في افتتاح الجمعية العامة للمنظمة الدولية في سبتمبر/آيلول الأصوليين في إيران، وقال: «هتاف الموت لأمريكا لا يؤمن فرص عمل أو يجعل إيران أكثر أمنا، عليها أن تغير مسارها».

من جانبه، سخر الرئيس الإيراني «حسن روحاني» من مرشحين جمهوريين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، معتبرا أن بعض من يعارض الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الست، لا يعرف موقع إيران على الخريطة، لكنه شدد على أن مواطنيه «لا يريدون العيش في الماضي» في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة.

وعلى هامش مشاركته في الجمعية العام للأمم المتحدة، قال «روحاني» في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية: «أحيانا، عندما كان لدي وقت، كنت أتابع بثا حيا (للمناظرات بين المرشحين الجمهوريين)، وبعضه كان مضحكا جدا، وتحدثوا عن مسائل غريبة جدا».

وأضاف أن «بعضهم لا يعرف أين تقع طهران بالنسبة إلى إيران، وبعضهم لا يعلم أين تقع إيران جغرافيا، ولا يميز أن واحدة هي عاصمة الأخرى».

وتابع في إشارة إلى المرشحين الجمهوريين: «ما تحدثوا عنه كان بعيدا تماما من الحقيقة، لذلك كان الشعب الإيراني يتابع (المناظرات) بوصفها ترفيها، إذا صح التعبير، ووجدوا أنها مضحكة».

وكان نائب وزير النفط الإيراني للشؤون التجارية والدولية، «أمير زماني نيا» قد قال إن شعار الثورة الإسلامية في إيران «الموت لأمريكا»، كان شعارا مرحليا لم يعد أحد يستمع إليه في إيران، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.

وأفاد موقع «نيويوركر» الأمريكي في تقرير تحت عنوان «الموت لأمريكا والصفقة مع إيران»، بأن «أمير زماني نيا» قال إن «الهتاف بشعار الموت لأمريكا كان أحد لوازم الثورة الإسلامية، ونحن لم نعد نستمع له».

وأعرب عن أمله بزيادة الاستثمارات الغربية بعد إلغاء العقوبات الاقتصادية، وأكد أن «ما يريده الشعب الإيراني هو أن لا يعتقد الشعب الأمريكي بأننا لا نفعل شيئا إلا أن نذهب يوميا إلى الشوارع ونهتف الموت لأمريكا».