بهاء الحريري: أحب أخي سعد لكن الخلاف بيينا كبير وشاسع

السبت 12 فبراير 2022 08:05 ص

"أحب أخي سعد ولكن الخلاف بيننا كبير وشاسع بالتفكير وبالرؤية حول كيفية السير إلى الأمام".. بهذه الكلمات تحدث "بهاء الحريري"، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل "رفيق الحريري"، متحدثا عن أخيه غير الشقيق "سعد"، الذي سبق أن تولى رئاسة الحكومة اللبنانية، وأعلن انسحابه مؤخرا من الحياة السياسية.

وكشف "بهاء"، الذي برز على الساحة السياسية "مزاحماً" لأخيه، في لقاء لبرنامج "المشهد اللبناني" على قناة "الحرة"، أن "الموضوع لم يعد بينه وبين سعد لأنه ترك الحياة السياسية"، مشيراً إلى أن "العربة تمشي إلى الأمام وليس إلى الوراء".

ولطالما دعا "بهاء" إلى تنفيذ القرارات الدولية وسحب السلاح غير الشرعي واصفاً "حزب الله" بالارهابي، ليعود ويكرر أنه "في زمن "رفيق الحريري" كان لبنان تحت وصاية شرعية سورية وافق عليها المجتمع الدولي والإقليمي، أما اليوم فليست هناك وصاية "إنما فريق إرهابي كما يعتبره ثلاثة أرباع العالم ولا يملك أي وصاية شرعية".

وأضاف: "هذا الفريق أخذ شعباً بكامله إلى المهوار، وعندما كنا تحت الوصاية استطعنا أن نربح، فلماذا لا نستطيع الآن".

وعن السياسة التي سيتبعها للتعامل مع شروط "حزب الله" وضغوطه، قال: "بالنسبة إلينا الانتخابات هي الأساس"، واصفاً "التحالف الرباعي الذي حصل بعد اغتيال رفيق الحريري بأنه كفر سياسي" مضيفا: "نحن لا نتعاون مع حزب الله، لا تعاون مع حزب الله".

كما نفى أن يكون هناك تواصل مع "حركة أمل" التي اعتبر أنها لا تمثل الاعتدال الشيعي، قائلاً إن "التواصل يجري مع الاعتدال الشيعي"، مشيراً إلى وجود مقوّمات هائلة في الطائفة الشيعية تؤمن بالاعتدال وليس بالمسيرة التي أدت إلى هذه الكارثة.

ورداً على سؤال عما يُحكى عن أجندة له مع الأتراك، أجاب: "لقد أثبتنا أين هو توجهنا في الأشهر الـ 18 الأخيرة، تحدثنا مع الحرّة، الشرق الأوسط، العربية، والصحف الكويتية ولا أذكر أنني تحدثت لصحيفة تركية، ولم أزر تركيا طوال حياتي وليس لدي عمل هناك ولا أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع هذه الدولة"، بحسب قوله.

وعن مشروعه السياسي، قال "بهاء": "هو تطبيق اتفاق الطائف وفيه فصل الدين عن السلطة التنفيذية والتشريعية، ووجود مجلس شيوخ يعطي الصلاحيات للأقليات، وتطبيق اللامركزية الادارية، وتحقيق استقلالية القضاء ومكافحة الفساد عبر قضاء مستقل".

واعتبر "الحريري"، أنه في "عهد (الرئيس) ميشال عون شهدنا انهياراً لبنانياً تاماً ورأينا عزلة دولية وعربية تامة للبنان، أصبحنا نصوّت في الجامعة العربية ضد إخواننا العرب وهذا لم يحصل بتاريخ لبنان، لذلك نعتبر أن العهد مسؤول عن هذه الأخطاء وعليه تحمّل المسؤولية".

وتمنى التواصل مع كل المكونات التي ظلّت تحترم مبادئ "14 آذار"، لكن "من خرج عن القيم وساوم في هذه المنظومة وغض النظر عن السلاح والفساد فنحمّله مسؤولية الكارثة التي وصل إليها لبنان".

أما في الموضوع الاقتصادي، فتحدث "بهاء" عن أربع ركائز هي: القطاع المصرفي، القطاع السياحي، الطبابة والتعليم، هذا بالاضافة كما قال إلى موضوع اللبنانيين في الخارج الذين يشكلون جزءاً أساسياً للبنان كاقتصاد حر.

وعن الطائفة السنية وما يحكى عن إحباط في صفوفها، قال إن "تصدّع أو تفكك الطائفة السنية خط أحمر ولن نرضى إلا أن تأخذ حقها بالكامل ضمن المعادلة اللبنانية ولا مساومة بحقوقها، في الوقت نفسه مشروعنا عابر للطوائف، مشروعنا الاعتدال".

ورداً على سؤال عن علاقته بالسعودية، أجاب "بهاء": "الحمد لله وين ما منروح مكرّمين ومنرجع مكرّمين"، ولم أسمع يوماً إساءة لي من إخواننا الخليجيين وحسب ما أعرف علاقتنا جيدة، لم يُسَأ إلينا سابقاً ولا أسيء إلينا اليوم ولن يساء إلينا في المستقبل".

وزاد: "ما بحياتنا رحنا إلا مكرمين وما بحياتنا رجعنا إلا مكرمين"، مشدداً "على لبنان أن يصلح علاقاته مع الخليج والمجتمع الدولي.

وعن سبب عدم مجيئه إلى لبنان، قال: "هو أمني بحت، ولو أُعطيت ضمانة أمنية للنزول أنزل اليوم لكن هذا الموضوع يُدرس بدقة".

وفيما إن كان مهدداً أمنياً، أجاب "بهاء": "كل الدلائل مع حلفائنا وأصحابنا في المجال الأمني تشير إلى ذلك،ونحن نريد أن نكون حريصين أمنياً وأكثر من حريصين، ووعد الحر دين في الوقت المناسب نكون في لبنان".

والشهر الماضي، أعلن "بهاء" إنه سيواصل مسيرة والده، رئيس الوزراء الراحل "رفيق الحريري"، مضيفا في رسالة مسجلة: "سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليه؟ سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وأشار إلى أنه سيكون في لبنان قريبا، إلا أنه لم يصل بعد.

وقبل ذلك بأسبوع، أعلن "سعد" شقيق "بهاء" الأصغر، والذي تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات من قبل، أنه لن يخوض الانتخابات النيابية المقبلة، وأنه يعلق دوره في الحياة السياسية، داعيا حزبه إلى فعل نفس الشيء.

وأشار "سعد" إلى نفوذ إيران باعتباره أحد الأسباب التي جعلته يرى أن الأمل ضئيل في تغيير إيجابي في لبنان.

وأضفت الخطوة غموضا هائلا على الحياة السياسية اللبنانية قبل شهور فحسب من الانتخابات التي يأمل خصوم "حزب الله" خلالها في إنهاء الأغلبية التي حصدها الحزب وحلفاؤه عام 2018.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بهاء الحريري سعد الحريري الأزمة اللبنانية حزب الله

ميقاتي عن إعلان الحريري تعليق عمله السياسي: صفحة حزينة للبنان

جنبلاط: اعتزال الحريري يطلق يد حزب الله والإيرانيين بلبنان

ذكرى صامتة لاغتيال الحريري.. هل تراجع دور السنة في لبنان؟

بهاء الحريري: العلاقة مع السعودية ركيزة أساسية في المعادلة الخليجية

لبنان.. تنافس داخل البيت السني على مرحلة ما بعد الحريري

لبنان.. بهاء الحريري يكثف جهوده لخلافة شقيقه قبيل الانتخابات النيابية