تراجع سعر الروبل الروسي أمام الدولار، الأربعاء، مسجلًا أدنى مستوياته القياسية، بالتزامن مع استمرار إغلاق البورصة الروسية وتعثر النظام المالي، نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على الدولة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسجل الروبل الروسي في تعاملات موسكو الأربعاء، 105.20 مقابل الدولار، أي أضعف بنحو 4%، فيما سجل 117.90 أمام اليورو لتكون نسبة التراجع 4.3%، بينما سجل 112 مقابل الدولار على منصة "EBS" للتداول الإلكتروني، ليستمر بذلك في الانهيار لليوم الثالث على التوالي، ولكنه لا يزال بعيدًا عن أدنى مستوياته على الإطلاق إذ سجل 120 الإثنين الماضي.
وبدأ سعر الروبل الروسي في الانخفاض، منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فجر الخميس الماضي، ليفقد بذلك ثلث قيمته في تعاملات موسكو.
وعالجت روسيا الأزمة التي تمر بها، عبر رفع أسعار الفائدة إلى 20% بشكل حاد، وطلبت الحكومة الروسية من الشركات تحويل 80% من عائداتها من العملات الأجنبية في السوق المحلية، حيث أوقف البنك المركزي الروسي تدخلاته في العملات الأجنبية بسبب العقوبات التي استهدفت احتياطيات الدولة.
ومع اتجاه الأسر والشركات في روسيا، لتحويل الروبل المتراجع إلى عملة أجنبية، رفعت البنوك أسعار الفائدة على الودائع بالعملات الأجنبية، إذ يعرض بنك "سبيربنك"، أكبر مقرض في روسيا، دفع 4% على الودائع التي تصل إلى 1000 دولار، بينما يقدم "ألفا بنك" 8% على الودائع بالدولار لمدة 3 أشهر.
وسيؤثر ضعف الروبل على مستويات المعيشة في روسيا ويشجع التضخم المرتفع بالفعل، ومن المتوقع أن تؤدي العقوبات الغربية إلى نقص السلع والخدمات الأساسية مثل السيارات أو الرحلات الجوية، مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
صعود النفط
وارتفعت أسعار النفط، الأربعاء، مع تصاعد مخاوف من تعطل الإمدادات في أعقاب فرض عقوبات ضخمة على بنوك روسيا مع اشتداد القتال في أوكرانيا، في حين سارع المتعاملون للبحث عن مصادر نفط بديلة في سوق تعاني بالفعل من شح الإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 8 دولارات لتلامس ذروة 113.02 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ يونيو/حزيران 2014 قبل أن تتراجع 6.20 دولار أو 5.9% إلى 111.17 دولار للبرميل بحلول الساعة 0950 بتوقيت جرينتش.
كما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أكثر من 8 دولارات للبرميل لتصل إلى أعلى مستوى منذ أغسطس/ آب 2013 قبل أن تفقد بعض زخمها ويجري تداولها بزيادة 5.86 دولار أو 5.7% إلى 109.27 دولار للبرميل.
وتشكل صادرات النفط الروسية حوالي 8% من الإمدادات العالمية.
وقالت شركة إكسون موبيل، الثلاثاء، إنها ستخرج من عمليات النفط والغاز الروسية بسبب غزوها لأوكرانيا.
وسيشهد القرار انسحاب إكسون من إدارة منشآت إنتاج النفط والغاز الكبيرة في جزيرة سخالين في الشرق الأقصى لروسيا.
وفشل اتفاق البلدان الأعضاء في منظمة الطاقة الدولية، الثلاثاء، على ضخ 60 مليون برميل نفط من المخزونات في طمأنة السوق، وزادت الأسعار بعد الإعلان.
ويجتمع تحالف "أوبك+" خلال وقت لاحق الأربعاء، على وقع أزمة عسكرية متصاعدة بين روسيا، العضو الرئيس في التحالف، وأوكرانيا المدعومة غربيا.
وتسود تخوفات من أن تدفع الأزمة الروسية الأوكرانية إلى تعطل سلاسل إمدادات الطاقة، في وقت تعتبر فيه موسكو ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة.
وتنتج روسيا يوميا 10.2 ملايين برميل، تصدر منها متوسط 4.5 ملايين برميل من الخام، كما أنها أكبر مصدّر للغاز بأكثر من 230 مليار متر مكعب سنويا.
وتراجعت الأسهم الأوروبية، الأربعاء، مع ارتفاع أسعار السلع الأولية مما عزز مخاوف مرتبطة بالتضخم في وقت تأثرت خلاله المعنويات سلبا بفعل العقوبات المفروضة على روسيا.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% بحلول الساعة 0811 بتوقيت جرينتش ليسجل تراجعا لثالث جلسة على التوالي.
وارتفع مؤشر قطاع التعدين 1.5% مع زيادة أسعار معادن منها النيكل والألومنيوم بفعل مخاوف متزايدة من اضطراب الإمدادات.
وكان قطاع السيارات الأكثر تراجعا ونزل مؤشره 3.3%.
وانخفض مؤشر بنوك منطقة اليورو 2.2% مسجلا أدنى مستوى في عشرة أشهر مع انحسار المراهنات على رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة.
وبالنسبة للٍأسهم الفردية، هوى سهم شركة إريكسون 11.5% بعدما قالت شركة معدات الاتصالات السويدية الكبيرة إنها أبلغت بأن المعلومات التي قدمتها لوزارة الخارجية الأمريكية بخصوص تحقيق داخلي يتعلق بنشاطها في العراق غير كافية.
