تستأنف أوكرانيا وروسيا، الإثنين، المفاوضات الساعية لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي رفضت فيه كييف استسلام مدينة ماريوبول المحاصرة أو خروج الجيش منها.

وقالت الرئاسة الأوكرانية، إنه سيتم في وقت لاحق الإثنين، استئناف المفاوضات الساعية لوقف إطلاق النار مع روسيا.

وأوضح مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية "ميخائيل بودولياك"، في بيان له، أن المفاوضات ستجري عبر الاتصال المرئي، مضيفا: "قبل ذلك كان هناك عمل مكثف للغاية في مجموعات العمل الفرعية".

ولم يقدم "بودولياك"، أية تفاصيل حول سير المفاوضات، بيد أن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية كشفت، تفاصيل المحاور التي تدور حولها المفاوضات، مشيرة إلى أن "تقدماً ملحوظاً" تشهده هذه المباحثات.

وفيما تلتزم روسيا علناً بالمطالب التي قدمها الرئيس "فيلاديمير بوتين"، في الأيام الأولى من الغزو، بما في ذلك دعوة إلى "نزع السلاح"، واعتراف كييف بضم موسكو لشبه جزيرة القرم في 2014، واستقلال المنطقتين الانفصاليتين اللتين تدعمهما روسيا في دونباس الشرقية، فقد تخلت روسيا بهدوء عن تعهدها تنحية الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، وتراجعت عن الاقتراحات بتقسيم البلاد إلى إقطاعيات مدعومة من موسكو.

على الطرف الآخر، استبعدت أوكرانيا تقديم تنازلات إقليمية لروسيا تحت أي ظرف من الظروف، وقالت إن المفاوضات بشأن المناطق التي استولت عليها موسكو قبل هذه الحرب، ستتطلب محادثات منفصلة بين "زيلينسكي" و"بوتين".

فيما سيشمل اتفاق محتمل، حسب الصحيفة البريطانية، من روسيا إعلان وقف إطلاق النار، وسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية إلى المواقع التي كانت فيها عندما شن "بوتين" الغزو في 24 فبراير/شباط 2022.

وحسب شخصين مطلعين على المحادثات، فإنه من المرجح أن تتضمن التسوية تقديم كييف تنازلات رمزية عن طريق حظر مجموعات معينة أو تغيير أسماء الشوارع التي سميت على اسم أنصار أوكرانيين قاتلوا إلى جانب ألمانيا النازية ضد الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أحد الأشخاص، أن روسيا من المرجح أيضاً أن تخفِّف من مطالب أوكرانيا، بجعل اللغة الروسية هي اللغة الرسمية الثانية في البلاد، إذا تراجعت كييف عن القوانين التي تحد من استخدامها.

لكن يعتبر وضع ماريوبول نقطة شائكة رئيسية في المحادثات، لأنها جزء من الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا التي يطالب بها الانفصاليون المدعومون من موسكو، وفقاً للمصدرين المطلعين.

وكانت روسيا، دعت الأحد، القوات الأوكرانية لإلقاء السلاح في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث تقول موسكو إنها تشهد "كارثة إنسانية مروعة"، وأمهلتها حتى صبح الإثنين، للاستسلام.

إلا ان نائبة رئيس الوزراء الأوكراني "إيرينا فيريشتشوك"، قالت في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، إن تخلي أوكرانيا عن مدينة ماريوبول، وإلقاء السلاح "أمر غير وارد".

ونقلت بوابة "أوكرانسكا برافدا" الإخبارية، عن "فيريشتشوك"، قولها: "أي استسلام أو إلقاء سلاح غير وارد".

وأضافت: "لقد أبلغنا الجانب الروسي بذلك بالفعل".

الأمر ذاته، ذكرته نائبة رئيس الحزب الحاكم في أوكرانيا "يفنينيا كرافتشوك"، حين قالت إنَّ الجيش الأوكراني لن يغادر مدينة ماريوبول المحاصرة.

واعتبرت المسؤولة الأوكرانية، أن "بوتين" يتلقى "معلومات خاطئة.. إنه يعيش في عالمه الخاص حيث يقول له مستشاروه إنه يربح في أوكرانيا، ولكن لديهم خسائر فادحة يومياً".

وأشارت "كرافتشوك" إلى أن "نسبة الأشخاص في أوكرانيا الذين يعتقدون أن كييف ستنتصر (في الحرب) هم 93%، فيما تؤمن نسبة 98% بأن الجيش الذي صمد طيلة 26 يوماً قادر على المواجهة، رغم أن موسكو قالت إنها ستجتاح كييف في غضون 3 أيام".

واتهمت الجيش الروسي بأنه "لا يسمح بخروج الناس من ماريوبول"، مشيرة إلى أن سكان المدينة "يعيشون في الملاجئ دون مياه أو أغذية أو تيار كهربائي، ويحصلون على المياه من خلال إذابة الثلج".

وقالت "كرافتشوك": "إذا كانت أي دولة قادرة على تجاهل القوانين الدولية (في إشارة لروسيا)، فإن هذا سيعرض العالم كله للخطر، وهذا ما قصده الرئيس زيلينسكي، عندما قال إن هذا قد يؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة".

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".