سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على اجتماع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" مع وزراء خارجية إسرائيل والمغرب ومصر والبحرين والإمارات في صحراء النقب، يومي الأحد والإثنين، واصفة إياه بأنه "مؤشر قوي على تطور العلاقات العربية الإسرائيلية".

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن عقد هذا الاجتماع الدبلوماسي في إسرائيل "دليل على أنها أن البلاد بدأت في جني ثمار اتفاقيات إبراهيم للتطبيع، التي تم التوقيع عليها قبل عامين"، وما ترتب عليها من "إعادة تنظيم عميق للشرق الأوسط".

وأضافت أن هذه الاتفاقيات "دفعت مصر، أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، إلى الانخراط بشكل أكثر جدوى مع إسرائيل في الوقت الذي تحاول فيه القاهرة إحياء دورها كجسر لإسرائيل مع العالم العربي".

ونقلت الصحيفة عن "عبدالخالق عبدالله"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات والمستشار السابق لولي عهد أبوظبي، أن اجتماع النقب "دليل على قبول إسرائيل من قبل القادة العرب الرئيسيين"، ومؤشر على أن "العلاقة بين الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط على وشك الدخول في مرحلة جديدة"، حسب قوله.

وأضاف: "هذه طريقة لإظهار أن شركاء أمريكا في المنطقة يتحدثون إليها بشكل جماعي وليس بشكل فردي". وتابع: "ربما بهذه الطريقة، ستستمع واشنطن إلينا أكثر بشأن القضايا الرئيسية".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الاجتماع في بلدة "سديه بوكير" الصحراوية في النقب يومي الأحد والاثنين، جاء بمثابة خطوة كانت تأمل فيها إسرائيل منذ فترة، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في توقيع صفقات التطبيع مع الدول العربية، فإن إسرائيل هي التي يمكنها الآن أن تعمل بشكل علني كقناة اتصال بين واشنطن وهذه الدول".

كما ستساعد إسرائيل في عقد لقاء بين وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد" والأمريكي "أنتوني بلينكن" في وقت يشهد توترا بالعلاقات بين البلدين بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ومطالب واشنطن لأبوظبي بزيادة إنتاج النفط، بحسب التقرير.

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن هناك مسألتين رئيسيتين أخريين على جدول أعمال الزيارة، هما: "تهدئة مخاوف الدولة العبرية بشأن اتفاق نووي وشيك مع إيران، ومناقشة النقص العالمي المحتمل في القمح الناجم عن الحرب في أوكرانيا والذي يمكن أن يسبب أزمة في الشرق الأوسط المعتمد بشدة على استيراد هذه المادة".

ويأتي اجتماع النقب في وقت دخلت الولايات المتحدة والقوى الدولية الكبرى وإيران المراحل النهائية من التفاوض بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والتي تهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.

ويثير إمكان التوصل إلى اتفاق قلق إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، الذين يرون في إيران مصدر تهديد لهم.

وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن المحللة السياسية البحرينية "إلهام فخرو" قولها إن "الذهاب إلى إسرائيل أمر منطقي لدول الخليج"، مضيفة: "الرغبة في إرسال رسالة حول تحالف أمني جديد، ودفع العلاقة مع إسرائيل إلى العلن، ثم إرسال رسالة إلى إيران، وبطريقة ما إلى الولايات المتحدة، هي الأولوية الرئيسية لهذه الدول".

وأشارت إلى أن قادة دول المنطقة "وجدوا أن الثمن الذي سيدفعونه محليا جراء التطبيع (مع إسرائيل) ليس كبيرا".