البرلمان الباكستاني ينتخب شهباز شريف رئيسا للوزراء

الاثنين 11 أبريل 2022 12:09 م

انتخب البرلمان الباكستاني، الإثنين، "شهباز شريف" رئيسا للوزراء بعد يوم على سحب الثقة من "عمران خان".

وأفادت صحيفة "داون" الباكستانية بأن 174 برلمانيا من أصل 342 صوتوا لصالح انتخاب "شهباز" (70 عاما) رئيسا للوزراء، فيما كان عدد النواب المطلوب للفوز بالمنصب 172 نائبا.

وأضافت أن نواب حزب "إنصاف"، الذي يتزعمه "خان"، كانوا تقدموا باستقالة جماعية قبل بدء التصويت على جلسه اختيار رئيس الوزراء.

وسيصبح "شهباز" رئيس الوزراء رقم 23 في تاريخ باكستان، وسيشكل حكومة جديدة يمكن أن تبقى في السلطة حتى أغسطس/آب 2023، وهو موعد إجراء الانتخابات العامة المقبلة.

وكان "شهباز"، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء 3 مرات "نواز شريف"، قاد، قبل أيام، محاولة ناجحة من جانب المعارضة في البرلمان للإطاحة بـ"خان".

وفي خطاب له بعد فوزه في التصويت البرلماني، قال "شهباز" إن البلاد تتجه لتسجيل أكبر عجز في الموازنة في تاريخها، إضافة لعجز غير مسبوق في الميزان التجاري وميزان المعاملات الجارية.

وأضاف أن حكومة "عمران خان" أساءت إدارة الاقتصاد، وأن حكومته الجديدة ستواجه تحديا كبيرا لإعادته إلى المسار الصحيح.

ولا يحظى "شهباز"، الذي يتزعم حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية–جناح "نواز شريف" بشهرة كبيرة خارج وطنه، لكنه يتمتع بسمعة محلية كمسؤول إداري كفؤ أكثر من كونه سياسيا.

ويقول محللون إن "شهباز"، على عكس "نواز"، يتمتع بعلاقات ودية مع الجيش الباكستاني، الذي يسيطر تقليديا على السياسة الخارجية والدفاعية في الدولة المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.

وتدخل جنرالات باكستان بصورة مباشرة في الإطاحة بالحكومات المدنية 3 مرات، ولم يكمل أي رئيس وزراء ولايته التي تبلغ 5 سنوات منذ استقلال الدولة الواقعة في جنوب آسيا عن بريطانيا عام 1947.

واشتهر "شهباز"، وهو سليل عائلة "شريف" الثرية، بأسلوبه الإداري المباشر المُنجز، والذي ظهر عندما عمل عن كثب مع الصين في المشاريع التي تمولها بكين خلال رئاسته لوزراء إقليم البنجاب.

وقال، في مقابلة قبل أيام، إن العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ضرورية لباكستان في السراء والضراء، في تناقض صارخ مع علاقة "خان" العدائية في الآونة الأخيرة مع واشنطن.

تحديات فورية

وكرئيس للوزراء، سيواجه "شهباز" تحديات فورية، ليس أقلها الاقتصاد الباكستاني المتعثر الذي تضرر من ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط قيمة العملة المحلية، وتراجع احتياطيات النقد الأجنبي بسرعة.

ويقول محللون أيضا إن "شهباز" لن يتصرف باستقلالية تامة؛ إذ سيتعين عليه العمل على أجندة جماعية مع أحزاب المعارضة الأخرى وشقيقه.

وعاش "نواز" خلال العامين الماضيين في لندن لتلقي العلاج الطبي، منذ خروجه من السجن؛ حيث كان يقضي عقوبة بتهمة "الفساد".

وبصفته رئيسا سابقا لوزراء البنجاب، الإقليم الأكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان، خطط "شهباز" ونفذ عددا من مشاريع البنية التحتية الضخمة الطموحة، بينها أول نظام نقل جماعي حديث في باكستان في مسقط رأسه في لاهور بشرق البلاد.

وبحسب وسائل إعلام محلية، كتب القنصل العام الصيني المنتهية ولايته إلى "شهباز"، العام الماضي، يشيد بما سماه "سرعة البنجاب" في تنفيذ المشاريع في إطار مبادرة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الضخمة.

وقال الدبلوماسي الصيني أيضا إن "شهباز" وحزبه سيظلان من أصدقاء الصين سواء كانا في الحكومة أو المعارضة.

وبخصوص أفغانستان، تتعرض إسلام أباد لضغوط دولية لكي تحث "طالبان" على الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بينما تحاول الحد من عدم الاستقرار هناك.

وعلى خلاف "خان"، الذي يندد دائما برئيس وزراء الهند الهندوسي القومي "ناريندرا مودي"، فإن عائلة "شريف" السياسية تتبنى مواقف أكثر سلمية تجاه الهند جارة باكستان المسلحة نوويا التي حاربتها إسلام آباد 3 مرات.

وُلد "شهباز" في لاهور لعائلة صناعية ثرية، وتلقى تعليمه في باكستان، وبعد ذلك انضم إلى أعمال العائلة ويشارك في ملكية شركة حديد باكستانية.

ودخل عالم السياسة في إقليم البنجاب الذي أصبح رئيسا لوزرائه للمرة الأولى عام 1997 قبل أن يتورط في الاضطرابات السياسية ويسجن بعد انقلاب عسكري، ثم نُفي إلى السعودية عام 2000.

وعاد "شهباز" من المنفى في 2007 ليستأنف عمله السياسي في إقليم البنجاب مجددا.

وظهر على الساحة السياسية عندما أصبح رئيسا لحزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية–جناح نواز شريف" بعد إدانة "نواز" في عام 2017 بتهمة إخفاء أصول متعلقة بكشف "وثائق بنما".

وتقول عائلة "شريف" وأنصارها إن هناك دوافع سياسية وراء هذه القضايا.

وواجه الشقيقان العديد من قضايا الفساد في مكتب المحاسبة الوطني، ومن بينها قضايا في أثناء رئاسة خان للوزراء، لكن "شهباز" لم يُدن بأي تهم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

باكستان شهباز شريف نواز شريف عمران خان الولايات المتحدة أفغانستان الهند طالبان ناريندرا مودي

باكستان: حبس شهباز شريف للاستجواب بقضية فساد

رئيس وزراء باكستان الجديد يوجه شكرا خاصا للسعودية وبن سلمان

شهباز شريف يتولى مهامه رئيساً لوزراء باكستان.. وأردوغان يهنئه

الإمارات والبحرين تهنئان شهباز شريف بتولي رئاسة وزراء باكستان

أكد عزمه على تحقيق الشراكة مع السعودية.. بن سلمان يهاتف شهباز شريف