واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط، تراجعها خلال تعاملات الإثنين، لتصل إلى مستويات ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، على خلفية تعرض الصين حاليا لأسوأ تفش لفيروس كورونا المستجد منذ عامين مما يزيد المخاوف من تراجع الطلب على الطاقة في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
وتراجع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي إلى أقل من 95 دولار للبرميل ليصل إلى أقل مستوى له منذ أواخر فبراير/شباط الماضي.
وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط اليوم بمقدار 4.54 دولارات إلى 93.72 دولارا للبرميل تسليم مايو/أيار المقبل.
كما تراجع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي بمقدار 4.22 دولارات إلى 98.56 دولارا للبرميل تسليم يونيو/حزيران المقبل.
وكان عدد الإصابات الجديدة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، في مدينة شنغهاي الصينية، قد ارتفع مجددا رغم فرض قيود وإجراءات الإغلاق، على عدة ملايين من سكان المدينة.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء أن النفط فقد أغلب مكاسبه التي حققها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الخام.
وأضافت أن الهيكل الضعيف لمنحنى العقود الآجلة للنفط خلال الأيام الأخيرة، يشير إلى تراجع المخاوف من نقص الإمدادات، وأنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى انهيار صادرات النفط الروسي رغم العقوبات الدولية على موسكو.
وللمساعدة في تعويض نقص في الخام الروسي بعد فرض عقوبات على موسكو، ستفرج الدول الأعضاء بوكالة الطاقة الدولية، ومن بينها الولايات المتحدة، عن 240 مليون برميل من احتياطيات النفط الاستراتيجية على مدار الأشهر الستة المقبلة.
وقال محللون ببنك "جيه بي مورجان"، إن أحجام السحب من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي تعادل 1.3 مليون برميل يوميا على مدار الأشهر الستة المقبلة، وهو ما يكفي لتعويض نقص قدره مليون برميل يوميا في المعروض من النفط الروسي.
وأضاف "جيوفاني ستاونوفو" المحلل لدى "يو بي إس": "السحب من الاحتياطات الحكومية الاستراتيجية من شأنه أن يخفف بعض الشح في السوق على مدى الأشهر المقبلة، ويقلل احتياج أسعار النفط للارتفاع لتحفيز تقليص للطلب على المدى القريب".