انتصار للديموقراطية.. تضامن واسع بعد التحقيق مع الغنوشي

الأربعاء 20 يوليو 2022 04:44 م

أثار التحقيق الذي جرى مع زعيم حزب حركة النهضة في تونس رئيس البرلمان المنحل "راشد الغنوشي"، سجالا داخل البلاد، حيث اعتبره البعض "محاكمة للديمقراطية الناشئة" التي ساهمت حركة "النهضة" وشركاؤها في تكرسيها على مدى عقد ونصف.

والثلاثاء، أفرج قاضٍ تونسي عن "الغنوشي"، بعد تحقيق استمر قرابة 10 ساعات، في استجواب بشأن "غسل أموال"، في قضية جميعة "نما تونس"، وهي تهمة ينفي صحتها ويعتبرها مُسيسة.

واتهم ساسة وناشطون تونسيون، الرئيس "قيس سعيّد"، بزرع ديكتاتورية ناشئة يسعى من خلالها لترسيخ حكمه في البلاد، مستعينا بأدوات كانت سائدة خلال حكم الرئيس السابق "زين العابدين بن علي".

وقال وزير الخارجية السابق القيادي بحركة النهضة "رفيق عبدالسلام"، عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "صوت العدالة ينتصر على إرادة الانقلابيين"، مضيفا: "تستمر المعركة ضد الانقلاب الغادر إلى غاية إغلاق هذا القوس المظلم والبائس من تاريخ تونس الحديث".

وتقدم "عبدالسلام" بالشكر "لكل الأحرار من المحامين والحقوقيين والسياسيين، والمناضلين والمناضلات الذين رابطوا أمام القطب القضائي في هجير الصائفة الحارق، وكل الذين وقفوا مع الحق من دون تهيب في مواجهة العسف والظلم القيسي الجديد".

بينما كتب الناشط السياسي "الأسعد البوعزيزي": "محاكمة الشيخ راشد اليوم أعادت إلى ذهني محاكمة الحبيب عاشور (مناضل ونقابي بارز) سنة 1986، حينها صدح الحبيب عاشور عاليا وقال مخاطبا محمد مزالي: (حاكمتني فرنسا وذهبت فرنسا وأنا باق، حاكمني الهادي نويرة ومات نويرة وأنا لازلت باقيا)".

وأضاف: "هرب محمد مزالي سنة 1986 وبقي الحبيب عاشور قبل أن تتوفاه المنية سنة 1999.. الشيخ راشد حاكمه بورقيبة، مات بورقيبة والشيخ لا زال باقيا، وحاكمه بن علي، مات بن علي والشيخ لا زال باقيا، ويحاكمه اليوم قيس سعيد".

كما عبرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان"، عن تضامنها مع "الغنوشي".

وكتبت "كرمان" في "فيسبوك": "كل التضامن مع المناضل الكبير راشد الغنوشي، في وجه الاستهداف الذي يتعرض له من قبل سلطات الانقلاب التونسية، التي مضت بعيدا في تقويض المؤسسات الدستورية التونسية وانتهاك الحقوق والحريات".

وأضافت: "ادعو كافة المنظمات الحقوقية لإدانة مايتعرض له والتضامن معه، ومع كافة ضحايا الانقلاب في تونس".

كما عبر "ياسين أقطاي" مستشار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، عن دعمه لـ"الغنوشي"، داعيا السلطات التونسية الى احترام المعارضين السياسيين.

وكتب أقطاي مغردا: "كل التضامن مع الشيخ راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المنتخب في وجه الاستهداف الذي يتعرض له اليوم من قبل السلطات التونسية التي ندعوها إلى احترام حقوق المعارضين السياسيين وعدم استخدام القضاء كوسيلة لتصفية الخلافات السياسية".

قبل أن يتقدم بالتهنئة لاحقا لـ"الغنوشي" على سراحه، وقال: "نتضامن معه ومع كل البرلمانيين التونسيين ونتمنى كل الخير لتونس والتوفيق في طريق الديمقراطية".

وجاءت جلسة التحقيق قبل أقل من أسبوع من إجراء "سعيّد" استفتاء على دستور جديد يوسع سلطاته بدرجة كبيرة، في خطوة رفضها حزب النهضة وغيره من الأحزاب باعتبارها غير قانونية.

وتعاني تونس منذ 25 يوليو/تموز 2021، أزمة سياسية حادة، حيث فرض سعيّد آنذاك إجراءات استثنائية، منها حل البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى.

ترفض عدة قوى سياسية ومدنية هذه الإجراءات، وتعتبرها "انقلاباً على الدستور"، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحاً لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.

وكان حزب النهضة قوة رئيسية داخل البرلمان، وشارك تقريباً في كل الحكومات التي تشكلت منذ ثورة عام 2011، وتعاون مع الأحزاب العلمانية مبتعداً عن جذوره الدينية.

وقال "سعيّد" إن خطواته منذ العام الماضي، عندما علق البرلمان وبدأ في الحكم بمرسوم قبل أن يعيد صياغة الدستور الديمقراطي للبلاد، كانت ضروريةً لإنهاء سنوات من الركود السياسي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغنوشي النهضة تحقيقات نما تونس قيس سعيد

بعد 10 ساعات من التحقيق.. الحكم ببراءة الغنوشي والنيابة تطعن

الثلاثاء.. الغنوشي يمثل أمام القضاء في قضية "نماء تونس"

الغنوشي يتوقع إيقافه قريبا

النهضة التونسية تتهم حزبا يساريا متطرفا بـ"الوشاية" ضد الغنوشي

تحقيق جديد مع الغنوشي بتهمة التحريض على الأمنيين.. والنهضة: ترهيب للمعارضين

تونس.. الغنوشي يغادر مركزا أمنيا بعد جلسة تحقيق