شكوى في فرنسا ضد بن سلمان بتهمة التواطؤ في تعذيب وقتل خاشقجي

الخميس 28 يوليو 2022 01:13 م

تقدمت منظمتان غير حكوميتين، بشكوى قضائية في فرنسا، ضدّ ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، بتهمة "التوطؤ في التعذيب" و"الإخفاء القسري".

جاء ذلك بالتزامن مع أول زيارة لـ"بن سلمان" لأوروبا، منذ اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، حيث يتناول العشاء، الخميس، مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ما أثار غضب المدافعين عن حقوق الإنسان.

وتشكل هذه الزيارة خطوة جديدة "لرد الاعتبار" لولي العهد، بعد أقل من أسبوعين على زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للسعودية، التي كرست بشكل قاطع عودة "بن سلمان" إلى الساحة الدولية، في أجواء الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة.

وحسب الحقوقية البارزة "سارة ليا ويستون"، فقد تقدم بالشكوى منظمة "Dawn"، ومقرها الولايات المتحدة التي أسسها "خاشقجي" في 2018 قبل وفاته، والثانية هي منظمة سويسرية تطلق على نفسها اسم "Trial International".

وقالت "ويستون"، مديرة "Dawn" إن فرنسا "بصفتها موقعة على اتفاقيات مناهضة التعذيب والاختفاء القسري، فهي ملزمة بالتحقيق مع مشتبه به مثل بن سلمان إذا كان موجوداً على الأراضي الفرنسية".

أما "عبدالله العودة"، مدير منطقة الخليج في المؤسسة، فوصف زيارة الأمير "بن سلمان" إلى فرنسا بـ"المخزية".

وأضاف: "نعتقد أنه يحاول تبييض جرائمه.. إنه ديكتاتور غير مستقر، والمشي جنباً إلى جنب معه أمر مشين".

ويستبعد خبراء قضائيون أن يتم استدعاء ولي العهد خلال بقائه في فرنسا، ذلك أن الجهاز القضائي بحاجة إلى أسابيع قبل الاستجابة على شكوى من هذا النوع.

غير أنهم يقولون إنها قد تمنع "بن سلمان" من العودة إلى فرنسا مستقبلاً.

ووصل "بن سلمان"، الذي بدأ جولته الأوروبية الصغيرة في اليونان، إلى مطار أورلي في باريس، الخميس، حيث كان في استقباله وزير الاقتصاد والمال الفرنسي "برونو لومير"، كما ذكر مصدر حكومي.

أما "ماكرون" الموجود في أفريقيا، فذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان أنه سيعود ظهر الخميس، وسيستقبل "بن سلمان" بعد ساعات على عشاء عمل، مقرر في الساعة 20:30 (18:30 ت ج) في الإليزيه.

وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أشارت إلى مسؤولية "بن سلمان"، في اغتيال "خاشقجي"، ما أدى إلى تسميم العلاقات بين الرياض وواشنطن.

كما نبذت الدول الغربية، "بن سلمان"، الحاكم الفعلي للمملكة، بعد مقتل "خاشقجي"، الذي ينتقد السلطات، عام 2018 في قنصلية بلده في إسطنبول.

وبعد أقل من 4 سنوات على قضية "خاشقجي"، تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي بارتفاع جنوني في أسعار الطاقة.

وسعت الدول الغربية منذ ذلك الحين، إلى إقناع السعودية المصدر الرئيسي للخام، بزيادة الإنتاج من أجل التخفيف عن الأسواق والحد من التضخم.

لكن الرياض تقاوم ضغوط حلفائها، مشيرة إلى التزاماتها حيال منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها في "أوبك+"، تحالف الدول النفطية الذي تشارك في قيادته مع موسكو.

من جانبها، قالت "أنييس كالامار" التي قادت تحقيقا في اغتيال "خاشقجي"، عندما كانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحالات الإعدام خارج إطار القانون، إن "زيارة بن سلمان لفرنسا وبايدن للسعودية لا تغير من واقع أن بن سلمان ليس سوى قاتل".

فيما كتبت مديرة منظمة "هيومن رايتس ووتش" في فرنسا "بينيديكت جانرود"، على "تويتر": "يبدو أن بن سلمان يمكن أن يعتمد على ماكرون لرد اعتباره على الساحة الدولية، رغم القتل الوحشي للصحفي خاشقجي، والقمع القاسي للسلطات السعودية ضد أي انتقاد، وجرائم حرب في اليمن".

وأضافت أن عودة حظوته لدى رؤساء الدول الغربية "يثير صدمة أكبر لأن العديد منهم في ذلك الوقت عبروا عن اشمئزازهم (من عملية القتل) والتزامهم عدم إعادة بن سلمان إلى المجتمع الدولي"، مُدينة سياسة "الكيل بمكيالين".

أما "جوليان بايو"، رئيس حزب الخضر المعارض فقال إنه "مصعوق" من أن فرنسا "بدأت تتخلى بشكل كامل عن فكرة الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم".

وأضاف أن "ماكرون كان مجبراً على فرش السجادة الحمراء، لأننا نحتاج إلى النفط، وأن الاعتماد على الطاقة الأحفورية يعني أننا نبيع مبادئنا بالرخص".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البيت الأبيض عن مصافحة بايدن وبن سلمان: الرئيس يراعي مصالح الأمريكيين

ردا على اغتيال خاشقجي.. بن سلمان أبلغ بايدن بأن أمريكا ارتكبت أخطاء أيضا

ماكرون يعتزم إثارة ملف حقوق الإنسان خلال لقائه ابن سلمان

بن سلمان يبعث رسالة شكر إلى ماكرون.. هذا ما تضمنته

انتقاد حقوقي جديد لاستقبال بن سلمان في فرنسا

اتفاق سعودي فرنسي على تعزيز العلاقات ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي

زيارة رد الاعتبار.. حصاد الجولة الأوروبية الأولى لابن سلمان بعد اغتيال خاشقجي

بحضور تركي.. قنصلية السعودية في إسطنبول تحتفل باليوم الوطني

الجارديان: خاشقجي وراء تعيين بن سلمان رئيسا لوزراء السعودية

معهد أمريكي يدعو بايدن لتجاهل منصب بن سلمان الجديد والإسراع في معاقبته