أكد الشيخ «عبد اللطيف آل الشيخ» رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن صدور البيان التوضيحي لحادثة البريطاني خلال فترة وجيزة يرجع لتكامل الأدلة والقرائن التى كانت سبباً في صدوره مبكراً، متسائلا: «هل إذا توافر كل ذلك نقوم بتأخيره مثلا؟»، نافيا أن يكون هناك علاقة بسرعة إنجازه و شخوص القضية.

وعن مقارنة هذه الحادثة بحوادث سابقة قال: «ليست لدينا حوادث سابقة تأخر فيها شيء، ونكتفي بما صدر في البيان الذي كان واضحاً وشاملا وليس لدي أي إضافة حول الموضوع».

وأصدرت الهيئة أمس الأربعاء بيانا أكدت فيه أن لجنة التحقيق باشرت القضية من جميع جوانبها؛ وتبين أن المقطع المصور يعود لحادثة وقعت في مجمع تجاري شمال الرياض, والفرقة المباشرة لها من أحد مراكز هيئة مدينة الرياض, وتم على الفور استدعاء جميع المعنيين بالقضية والتحقيق معهم.

وتابع البيان  أنه بعد أخذ جميع أقوالهم ومناقشتها مع ما ورد للجنة من شهادة شهود عيان كانوا حاضرين للحادثة؛ ثبت للجنة أن الشخص الذي ظهر في المقطع المصور وهو يقفز على الشخص الأجنبي هو رئيس الفرقة بناءً على إفادة رئيس مركز الهيئة ومشرف الفترة، وأن الفرقة قد باشرت ابتداءً مخالفة ليست من اختصاصها وهي الإنكار على الشخص الأجنبي لقيامه بالمحاسبة في المكان الخاص بالعوائل رغم وجود زوجته بالقرب منه وهذا التنظيم من اختصاص إدارة السوق ورجال أمن السوق المكلفين بذلك.

 وأضاف البيان أنه ثبت للجنة أن الفرقة اطلعت عند مباشرة المخالفة على طبيعة العلاقة التي تربط الشخص الأجنبي بالمرأة التي معه وأنها زوجته، كما ثبت للجنة أن الفرقة لم تتواصل مع مشرف الفترة ولم تطلعه على الحادثة إلا بعد انتهاء المشاجرة واعتصام الشخص الأجنبي وزوجته بسيارتهما؛ وهذا مخالف للتعليمات التي تنص على أخذ التوجيه من رئيس المركز قبل اتخاذ أي إجراء في الميدان, وتحديد مكان الفرقة ورفع حالة الميدان أولاً بأول عبر الجهاز الاتصال اللاسلكي.

وأكد البيان أن أعضاء الفرقة قاموا بتصعيد الموقف وذلك باللحاق بالشخص الأجنبي وزوجته إلى سيارتهما ومحاولة استيقافهما، كما ثبت للجنة تواطؤ أعضاء الفرقة على الكذب ومحاولة تضليل اللجنة؛ كإنكار ظهور بعضهم في المقطع المصور وتناقض إفاداتهم في تحديد مشرف الفرقة واسم العضو الذي تعامل مع الشخص الأجنبي وصعَّد الموقف وغيرها.

وقد تقرر بناءً على الصلاحيات الممنوحة للرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بناءً على ما رأته اللجنة في تقريرها، معاقبة أعضاء الفرقة المباشرة للحادثة وهم أربعة أعضاء بنقلهم إلى خارج منطقة الرياض إلى مناطق أخرى، وتكليفهم بالعمل الإداري تحقيقًا للمصلحة، وصدر قرار لكل واحد منهم يحدد مكان تكليفه اعتبارًا من تاريخ صدور القرار.

وقدمت الرئاسة العامة اعتذارها للمقيم وزوجته عما بدر تجاههما من المذكورين كونهم من منسوبي الجهاز؛ معتبرة ذلك تصرفًا فرديًا ولا يمثل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنسوبيها الذين يمتثلون للتوجيهات والتعليمات، ويعتبرون مثالاً للأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر وفق الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة.

من جانبه استنكر المغرد السعودي الشهير «مجتهد» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الازدواجية التي  تتعامل بها «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر السعودية» قائلا: «من أجل عيون البريطاني خلال 24 ساعة تتشكل اللجنة وتنعقد وتقرر ويعتمد قرارها من رئاسة الهيئة!».

وتعجب «مجتهد» من سرعة تحقيق «الهيئة» ومعاقبة أربعة من رجالها وإحالتهم إلى أعمال إدارية خارج الرياض بعد ثبوت إدانتهم بالتعدي على مقيم بريطاني وزوجته السعودية، بحسب قرارها المنشور أمس، رغم وجود فيديو لزوجة المقيم وهي تصفع أحد رجال الهيئة، معتبرا ذلك ازدواجية في المعايير، ففيما تم حبس و جلد سعودية لاتهامها بسب أحد رجال الهيئة تم الاعتذار لزوجه بريطاني لكونها صفعت أحد رجال الهيئة!

وأرجع «مجتهد» هذه المفارقة لكون المعتدى عليه بريطاني الجنسية في حين تم الحكم بسجن وجلد المواطنة «السعودية».