توفيت الملكة "إليزابيث الثانية"، عن عمر ناهز 96 عاما بعد 70 عاما من جلوسها على عرش المملكة المتحدة لتكون بذلك أطول حكامها وخلفها ولي عهدها ونجلها الأكبر تشارلز (73 عاما) الذي بدوره كان أطول منتظر للجلوس على العرش في تاريخ البلاد.

ووفق بيان رسمي صدر عن قصر باكنجهام، مساء الخميس، فقد توفيت الملكة إليزابيث في قصر بالمورال، بعد ساعات قليلة من إعلانه عن تدهور حالتها الصحية وأنها تقضي أيامها الأخيرة.

وقبل الإعلان عن تدهور حالتها اجتمعت عائلة الملكة في منزلها في بالمورال بإسكتلندا  

وقال قصر باكنغهام في بيان "توفيت الملكة بسلام في بالمورال بعد ظهر اليوم. سيبقى الملك والملكة في بالمورال هذا المساء وسيعودان إلى لندن غدا".

بعد وفاتها، أصبح الابن الأكبر للملكة ووريثها " تشارلز " (74 عاما) أمير ويلز السابق، ملك المملكة المتحدة و14 دولة من دول الكومنولث.

وقال الملك "تشارلز": وفاة والدتي الحبيبة الملكة "إليزابيث" تمثل أكبر لحظة حزن بالنسبة لي.

وفي وقت لاحق، أعلنت رئيس الوزراء البريطانية "ليزا تراس" الولاء للملك "تشارلز" الثالث في خلافة والدته.

وقالت "تراس" إن بريطانيا نمت وازدهرت في كنف الملكة إليزابيث الثانية، التي كانت وفاتها بمثابة صدمة لبريطانيا والعام

وذكرت أن الملكة الراحلة كانت الصخرة التي بنيت عليها بريطانيا المعاصرة.

امتدت فترة حكم الملكة "إليزابيث الثانية" كرئيسة للدولة إلى فترة التقشف بعد الحرب، والانتقال من الإمبراطورية إلى الكومنولث، ونهاية الحرب الباردة، ودخول المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي والانسحاب منه.

كما امتد حكمها إلى 15 رئيسًا للوزراء بدءًا من "ونستون تشرشل" المولود عام 1874، بما في ذلك "ليز تروس"، التي ولدت بعد 101 عام في عام 1975، وعينت من قبل الملكة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

في قصر باكنغهام في لندن، بدأت الحشود التي تنتظر تحديثات حالة الملكة في البكاء عندما سمعت بوفاتها. وتم إنزال علم الاتحاد الموجود أعلى القصر إلى نصف سارية في الساعة 18:30 بتوقيت جرينتش.

ولدت الملكة "إليزابيث ألكسندرا ماري وندسور" في مايفير بلندن في 21 أبريل 1926.

وكان قليلون هم من يتوقعون أنها ستصبح ملكة، لكن في ديسمبر/كانون أول 1936 تنازل عمها "إدوارد الثامن" عن العرش ليتزوج الأمريكية المطلقة مرتين "واليس سيمبسون".

ولم يتم الكشف عن تفاصيل رسمية حول ما سيحدث خلال الأيام المقبلة، لكن من المتوقع أن تحصل الملكة على جنازة رسمية كاملة، كما هو معتاد في ذكرى وفاة الملك.

وبحسب موقع "سكاي نيوز" (النسخة الإنجليزية) سيوقع الملك "تشارلز" على الخطط النهائية خلال الأيام المقبلة.

ووفقا لخطة "جسر لندن سقط" الخاصة بيوم وفاة ملك أو ملكة بريطانيا والتي تعود للستينيات وجرى تحديثها مرارا، فستتم سلسلة من الخطوات يصل عددها 48 خطوة.

ومن بين تلك الخطوات، حمل نعش الملكة على عربة مدفع خضراء يرافقه 138 بحارا (تقليد يعود إلى الملكة فيكتوريا) ثم يذهب إلى قلعة وندسور، وعندما يتم إدخاله إلى الكنيسة عندها ستتوقف الكاميرات عن البث، وستبقى البلاد في حالة حداد لمدة ثلاثة أيام على الأقل.

وقد تدفن الملكة في كنيسة سانت جورج في وندسور أو ساندرينجهام أو حتى بالمورال في اسكتلندا.

وبعد ذلك يخاطب ولي العهد الأمير "تشارلز"، الملك الجديد، الأمة مساء وفاتها، وستتم طباعة التذاكر لإعلانه ملكا خلال 24 ساعة، و"كاميلا باركر"، دوقة كورنوال، ستصبح الملكة "كاميلا".

وخلال الأيام التسعة التي تلي وفاتها، ستقام إعلانات طقسية وتجمعات دبلوماسية، وسيزور الملك تشارلز بجولة في إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا.

ويوم تتويج الملك "تشارلز" سيتم إعلانه يوم عطلة وطنية، وستتغير كلمات النشيد الوطني.

على صعيد أخر،  أعرب العديد من زعماء وقادة وكبار حكومات الدول العربية والغربية، مساء الخميس، عن تعزيهم في وفاة ملكة بريطانيا "إليزابيث" الثانية.

قال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إن الملكة "إليزابيث" الثانية جسدت وحدة الأمة البريطانية على مدى 70 عاما.

بدوره، قال المستشار الألماني "أولاف شولتز" إن الملكة "إليزابيث" الثانية "امرأة كتبت التاريخ".

وقدم الرئيس الأوكراني "فولودومير زيلينسكي" التعازي لبريطانيا والكومنولث في وفاة الملكة "إليزابيث" وقال إنها "خسارة لا يمكن تعويضها".

وقدم رئيس الوزراء الايطالي "ماريو دراغي" تعازيه بوفاة الملكة، معتبرا أن الملكة "المحبوبة" مثلت المملكة المتحدة ومنظمة الكومنولث "بتوازن وحكمة".

وعلق رئيس وزراء أيرلندا "مايكل مارتن" على وفاة الملكة "إليزابيث" قائلا إن ملكة بريطانيا ساعدت في تطبيع العلاقات مع بلده، متذكرا زيارتها "الحاسمة" عام 2011 والتي كانت أول زيارة لملك أو ملكة منذ الاستقلال عن لندن قبل قرن تقريبا.

من جهتها، قالت "ماري سيمون" الحاكمة العامة لكندا على تويتر، إن الكنديين في جميع أنحاء البلاد يشعرون بالحزن لرحيل الملكة "إليزابيث" وقدمت تعازيها إلى العائلة المالكة البريطانية.

ونشر الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" نائب رئيس دولة الإمارات تغريدة قال فيها: ننضم إلى العالم في الحداد على وفاة جلالة الملكة "إليزابيث".

وأبدى ملك الأردن "عبدالله الثاني" حزنه بوفاة الملكة الراحلة، وقال: الأردن حزين لرحيل جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.

بدوره قدم الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" واجب العزائر في ملكة بريطانيا قائلا "عزائي للأمة البريطانية في هذا المصاب الجلل، وثقتي كاملة بقدرة الملك تشارلز لسد الفراغ الذي ستتركه الملكة إليزابيث الثانية".

وقال الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إن إرث الملكة إليزابيث سيبقي خالدا في صفحات تاريخ بريطانيا والعالم