بمسدس بلاستيك.. لبنانية تحتجز رهائن لتصرف وديعتها في بنك بلوم

الأربعاء 14 سبتمبر 2022 01:48 م

نجحت لبنانية مسلحة بمسدس بلاستيك، في الحصول على وديعة خاصة بها من أحد البنوك، بعد احتجازها رهائن، عدة ساعات.

وقال مصدر من جمعية للدفاع عن حقوق المودعين، إن مودعة مسلحة وشركاء لها احتجزوا رهائن لفترة وجيزة في "بنك لبنان والمهجر" (بلوم)، الأربعاء، وغادروا المصرف بعد الحصول على 13 ألف دولار ونحو 6 ملايين ليرة لبنانية، كانوا قد أودوعها في وقت سابق بالبنك.

فيما كشف مصدر آخر بجمعية "صرخة المودعين"، التي تدافع عن المواطنين اللبنانيين الذين علقت مدخراتهم في البنوك اللبنانية في ظل الانهيار المالي، أن المرأة تدعى "سالى حافظ".

ولفت المصدر إلى أنها كانت تسعى للوصول إلى مدخراتها "لدفع تكاليف علاج شقيقتها التي تعاني من السرطان".

وكان عشرات المودعين اللبنانيين، اقتحموا الأربعاء البنك الذي يقع بمنطقة السوديكو (شرقي بيروت)، بعد أن حاولت إحدى السيّدات سكب البنزين على نفسها، للمطالبة بوديعتها، وفق لقطات مصوّرة بثتها منصات تُعنى بشأن حقوق المودعين.

وبثت حسابات لبنانية عبر منصات التواصل لقطات لاقتحام المودعين البنك في العاصمة بيروت، وسط أجواء من الفوضى.

لكن مصدر في البنك، أعلن انتهاء وضع احتجاز الرهائن، عقب حصول السيدة على جزء من وديعتها.

وعقب خروجها من البنك، كشفت "سالي" في مقابلة مع قناة "الجديد"، أن المسدس الذي نفذت به عملية الاقتحام "لم يكن حقيقيا"، بل كان "مسدسا من البلاستيك".

ولفتت إلى أن المسدس "لعبة كان يلهو بها ابن شقيقتها، ويُستخدم مثله في المسلسلات، وبقي معها في الحقيبة"، مؤكدة أنها ضد السلاح المنفلت.

وأكدت أنها أودعت 20 ألف دولار في البنك، ولكنها لم تستطع الحصول عليها بسبب مماطلة البنك الذي عرض عليها 200 دولار كل شهر، حتى استرداد كامل المبلغ، وهو مبلغ لا يساوي ثمن الحقنة التي تتلقاها شقيقتها يوميا، على حد قولها.

وكشفت أنها لم تحصل على كل المبلغ لكنها أخذت فقط 13 ألف دولار منها 12 ألف دولار والمبلغ المتبقي كان بالليرة اللبنانية.

ولفتت إلى أنها كانت تفكر في بيع كليتها من أجل تدبير مبلغ مالي لعلاج أختها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها باعت جزءا كبيرا من أثاث منزلها، بسبب ضيق الحال.

وفي حال تم إلقاء القبض عليها أو التحقيق معها، قالت "سالي" إنها تريد منهم أن يضعوا أنفسهم مكانها، ولو أن أي قريب لهم كان في مكان أختها ما الذي سيفعلونه.

ووجهت رسالة للشعب اللبناني قائلة إنه لم يعد لديهم سبب للسكوت، مطالبة الساعين إلى الانتحار بعدم إهدار حياتهم، بل التوجه لنيل حقوقهم حتى لو كان ذلك سيفقدهم حياتهم.

و"سالي" ناشطة في ثورة الشباب اللبناني التي انطلقت عام 2019، وسبق أن تعرضت لقمع القوات الأمنية عام 2020، واشتهرت قصتها عندما سحلها عناصر أمنية، وفق تقارير إعلامية وقتها.

وتنحدر "سالي" من العاصمة اللبنانية بيروت، وقد درست حسب ما تشير صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك" في جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان (AUL).

وفي خارج البنك، ظهرت "نانسي" شقيقة "سالى" المصابة بالسرطان، منتظرة خروج شقيقتها بما يمكن أن تتحصل عليه من مال.

وانتشر فيديو مؤثّر عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ لـ"نانسي"، وهي جالسة في سيارة، وقد تساقط شعرها بالكامل، وبدا عليها الإعياء والحزن.

وفي أغسطس/آب الماضي، احتجز مسلح رهائن بمصرف "فدرال بنك" في لبنان، وسلم نفسه لقوات الشرطة، بعد اتفاق على تسلم جزء من ودائعه المالية لعلاج والده.

ووافق المسلح على تسليم نفسه بعد قبوله أخذ 30 ألف دولار من ودائعه في البنك، التي قال إنها تفوق 200 ألف دولار.

ويشهد لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة منذ خريف 2019 صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، حوادث مماثلة مع فرض المصارف قيوداً مشددة على سحب الودائع خصوصاً بالدولار.

وجعل ذلك المودعين عاجزين عن التصرّف بأموالهم خصوصاً بالدولار، بينما فقدت الودائع بالعملة المحلية قيمتها مع تراجع الليرة أكثر من 90% أمام الدولار.

وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين، إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين بالحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.

وفي ظل انقسام سياسي يحول دون اتخاذ خطوات بناءة لوقف الانهيار الذي لم توفّر تداعياته أي قطاع أو شريحة اجتماعية، يصدر مصرف لبنان بين الحين والآخر تعاميم لامتصاص نقمة المودعين، تسمح لهم بسحب جزء من ودائعهم بالدولار ضمن سقف معين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لبنان احتجاز رهائن مسلحة لبنانية بنك لبناني مصرف لبناني

إثر دعاوى مودعين ضدها.. مصارف لبنان تنفذ إضرابا

الثالث في 3 أيام.. اقتحام بنك لبناني جديد والفاعل يسلم نفسه

8 اقتحامات بيوم واحد.. بنوك لبنان تغلق أبوابها في وجه المودعين

من جديد.. لبناني يقتحم مصرفا ويحرر جزءا من وديعته

لبناني يقتحم مصرفا للمطالبة بوديعته المصرفية كاملة