شهر على احتجاجات إيران.. المتظاهرون مصممون على تحقيق أهدافهم

السبت 15 أكتوبر 2022 06:03 م

بعكس الاحتجاجات السابقة، هذه المرة لا يريد الناس التوقف، بل قرروا القتال إلى حين تحقيق أهدافهم، حيث لم تفلح محاولات النظام تخويفهم بالتهديد بالسجن والتعذيب والقتل، كما جرت في المرات السابقة.

هكذا يمكن وصف مظاهرات إيران، التي دخلت السبت، شهرها الثاني، على وفاة الشابة "مهسا أميني"، بعد أيام من احتجازها بسبب حجابها.

وتواصلت المظاهرات في طهران ومحافظات أخرى، للاحتجاج على وفاة "أميني"، حيث أظهرت مقاطع فيديو احتجاجات قال ناشطون إنها خرجت في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرقي البلاد).

وأظهرت صور عشرات المحتجين في الشوارع، مرددين شعارات مناوئة للحكومة وضد قوات التعبئة (الباسيج).

وحسب فيديوهات منتشرة، تخللت بعض التجمعات مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن والشرطة، منها في مدينة أردبيل شمال غربي إيران.


كذلك، انتشرت فيديوهات على شبكات التواصل عن تجمعات احتجاجية متفرقة في مدينتي مشهد وأردبيل، وتجمعات لطلبة جامعات في كرمانشاه وطهران ورشت.

ويطلق المحتجون الهتاف المعتاد "مرأة حياة حرية"، وهتافات سياسية.

كما أظهرت فيديوهات منتشرة، إغلاق محال تجارية في مدن كردية شمال غربي إيران، منها مدينة سنندج مركز محافظة كوردستان، وسط تضارب مستمر في الروايات عن أسبابه.

ففيما تؤكد السلطات الإيرانية ووسائل إعلام محلية أن الإغلاق سببه مخاوف أصحاب هذه المحلات و"تعرّضهم لتهديدات من مجموعات معارضة" في حال عدم الانخراط في الإضراب، لكن ناشطون على شبكات التواصل ووسائل إعلام معارضة خارج إيران، يقولون إن الإغلاق يعود إلى إضراب تلبية دعوات.

ويرى محللون أن الطبيعة المتعددة الأوجه للاحتجاجات المناهضة للحكومة، بما في ذلك تجمع الشباب في مجموعات صغيرة في أحياء محددة لتجنب رصدهم، تجعل من الصعب على السلطات محاولة منعها.

وعلى مدار الشهر، وعلى الرغم من تعطيل شبكة الإنترنت على نطاق واسع وحجب السلطات التطبيقات الشعبية مثل "أنستجرام" و"واتساب"، لبى الإيرانيون دعوات للتظاهر.

ويستهدف المتظاهرون خلال الآونة الأخيرة، ما وصفها تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بـ"مراكز الأعصاب الاقتصادية والسياسية للنظام"، من خلال المواجهات مع الشرطة، وخروج احتجاجات في المدن المحافظة التي تمثل قاعدة قوة النظام، بالإضافة إلى الاحتجاج في مؤسسات اقتصادية وصناعية.

ودخل عمال قطاع النفط الحيوي في البلاد على خط المظاهرات بعد تنفيذهم إضرابا عن العمل هذا الأسبوع، وسط دعوات أطلقها نشطاء للبدء بمزيد من الإضرابات والاحتجاجات.

وخلال الاحتجاجات، أطلق المتظاهرون شعار "بداية النهاية" للنظام، مرددين هتافات "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد "علي خامنئي".

وتقود شابات من طالبات وتلميذات منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي التظاهرات على وقع شعارات معادية للحكومة، فيضرمن النار في حجابهن ويشتبكن مع قوات الأمن.

وقُتل 108 أشخاص على الأقل منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي، حسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو، بيد أن تقارير حقوقية دولية تشير إلى أن عدد القتلي قد يتجاوز الـ200.

من جانبه، قال "خامنئي" الجمعة، إنه لا يمكن لأحد أن يجرؤ على التفكير في تقويض الجمهورية الإسلامية.

وشبه "خامنئي"، الجمعة، الجمهورية الإسلامية بـ"الشجرة الثابتة"، قائلا في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي: "هذه النبتة أصبحت اليوم شجرة ثابتة ويخطئ من يفكر في اقتلاعها".

واتهم المرشد الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن الاضطرابات وأعمال الشغب في إيران.

الأمر ذاته، ذكره الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، حين اتهم الولايات المتحدة بالسعي لزعزعة الاستقرار في بلاده.

ودعا "رئيسي"، في ندوة "البناء الثوري المجدد لهياكل الثقافة"، إلى إعادة بناء هذه الهياكل وتحديث القوانين وتعديل ما يخص النساء منها، قائلا إن المرشد الإيراني الأعلى يؤكد تبنّي هذا التوجه و"تنقيح القوانين".

وفيما تطالب إيرانيات محتجات بإلغاء "الحجاب الإلزامي" وسط جدل مستمر بشأنه بعد وفاة "أميني"، أكد الرئيس الإيراني "ضرورة تحديد طاقات المرأة في المجتمع والتعريف بها".

كما قال رئيسي إن "الحوار ضروري ومؤثر للغاية حول الشبهات ولأجل تمضية الأمور".

في المقابل، يواصل الغرب تقديم دعمه للمتظاهرين، حتى أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الجمعة، أن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب نساء إيران الشجاعات"، مؤكدا أن "على إيران إنهاء العنف ضد مواطنيها الذين يمارسون ببساطة حقوقهم الأساسية".

كما أشادت "كامالا هاريس" نائبة الرئيس الأمريكي ومسؤولون أمريكيون آخرون بالدور القيادي للنساء في المظاهرات التي تشهدها إيران، وذلك خلال لقاء مع ناشطين من أصول إيرانية.

وفي وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على طهران، حض وزير خارجية إيران "حسين أمير عبداللهيان" الجمعة، وزير خارجية الاتحاد "جوزيب بوريل" خلال اتصال هاتفي على اعتماد مقاربة "واقعية" للاحتجاجات، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية ليست "أرضا للانقلابات المخملية أو الملونة".

وكتب "بوريل"، على "تويتر" أن "القمع العنيف يجب أن يتوقف فورا. يجب إطلاق سراح المتظاهرين".

وفي برلين، ناشدت وزيرة الأسرة الألمانية "ليزا باوس" ونظراؤها من بقية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، إيران وضع حد للعنف وقمع الاحتجاجات في البلاد.

وقال وزراء الأسرة في مجموعة السبع، في بيان مشترك، إن السلطات الإيرانية "ملزمة بموجب القانون الدولي بضمان تمتع جميع النساء والفتيات على قدم المساواة وبشكل كامل بجميع حقوق الإنسان".

وأضاف الوزراء أنه ينبغي على الحكومة الإيرانية أن "تنهي جميع أشكال الاضطهاد والعنف ضد جميع الإيرانيين، والنساء والفتيات الإيرانيات خاصة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران مظاهرات إيران قطع الإنترنت الحجاب قمع خامنئي إبراهيم رئيسي

جيوبوليتكال: النظام الإيراني مأزوم بسبب الاحتجاجات لكن لن يسقط

عبداللهيان يقلل من مظاهرات إيران: لن يكون هناك تغيير للنظام

اندلاع حريق وإطلاق رصاص في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران (فيديو)

بعد دعمه الاحتجاجات.. إيران ترفض تدخل بايدن في شؤونها

إلى أي مدى يمكن أن تصل الاحتجاجات في إيران؟

إيران: العقوبات الأوروبية بشأن الاحتجاجات مبنية على تضليل واسع

دبلوماسي أمريكي: ندعم المتظاهرين في إيران لكن لا نهدف لتغيير النظام

نجل شاه إيران الراحل يتضامن مع أوكرانيا واحتجاجات المرأة.. ماذا قال؟

إيكونوميست: احتجاجات إيران مختلفة.. و"آيات الله" يرتعدون

إيران تستدعي السفير الألماني بسبب قرار مجلس حقوق الإنسان

لماذا لم تشهد إيران احتجاجات في الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني؟