شن نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد «حسين سلامي»، هجوما حادا على النظام الحاكم في السعودية، محذرا من أن السياسات التي تتبعها الرياض في الوقت الراهن ستكون بمثابة الانهيار الجليدي الذي سيدفن نظام «آل سعود»، ، حسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وفي تصريحات للصحفيين، اليوم الخميس، على هامش مراسم تابين لرجل الدين السعودي الشيعي، «نمر باقر النمر»، الذي أعدمته السلطات السعودية، قبل أيام، قال «سلامي» إن «النهج الذي يتخذه نظام آل سعود يشبه دقيقا النهج الذي اتخذه نظام (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين في عقدي الثمانينيات والتسعينيات (من القرن العشرين)؛ حيث هاجم إيران، واعدم كبار علماء الدين في العراق، وواصل اعتداءاته الخارجية، وقمعه الداخلي حتى واجه نهاية مقيتة».
وأضاف: «نظام آل سعود يعمل كرهينة سياسية لدى الأمريكان وسياساته، التي يتخذها اليوم، أشبه بتساقط قطع الدومينو والانهيار الجليدي الذي سيدفن النظام السعودي»، حسب زعمه.
وتابع: «لم نشهد من آل سعود طيلة العام الماضي سوى ضعف الأداء السياسي وسوء الإدارة».
وأشار في هذا الصدد إلى حادثة تدافع الحجاج في مشعر منى اثناء موسم الحج الماضي؛ ما أدى إلى مصرع المئات منهم.
وادعى أن السياسات الخارجية للسعودية، والتي تشمل تسليح من وصفهم بـ «الزمر الإرهابية في سوريا»، في إشارة إلى قوات المعارضة السورية، أدت إلى «تزايد قوة التيارات التكفيرية الصهيونية في العراق وسوريا».
ومواصلا ادعاءاته، اعتبر أن «تشريد الشعب السوري اليوم، والذلة التي يتعرض لها هذا الشعب العزيز في أوروبا، والعنف الذي يعاني منه الشيعة والسنة في العراق، ما هي إلا إفرازات لسياسات النظام السعودي المثيرة للفرقة».
المسؤول في الحرس الثوري الإيراني سلط الضوء أيضا على العمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي، بقيادة السعودية، ضد الحوثيين في اليمن؛ زاعما أن «الهجمات العشوائية والعدوانية اليومية (لهذا التحالف) ضد الأحياء السكنية في اليمن ودفن الآسر الآمنة تحت الانقاض هي نتيجة لسياسات النظام السعودي».
واعتبر أن «اعدام عالم الدين الثوري الشيخ نمر باقر النمر وغيرها من الأمور تكشف عن الصورة المقيتة ونوازع العنف والعدوانية لدى النظام السعودي».
واتهم السعودية بالسعي إلى خفض أسعار النفط «من أجل ضرب اقتصاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرا أن «هذه القضية قادت السعودية اليوم إلى سحب 10 مليارات دولار شهريا من احتياطياتها للعملة الصعبة وتسجيل عجز في الميزانية بقيمة 100 مليار دولار».
وتوترت العلاقات بين الرياض وطهران بشدة خلال الأسبوع الجاري على خلفية تنفيذ السلطات السعودية حكم القصاص (الاعدام عبر قطع الرقبة) في عالم الدين الشيعي السعودي، «نمر باقر النمر»، المدان بـ«الإرهاب».
إذ أقدمت السعودية على قطع العلاقات مع إيران إثر قيام محتجين إيرانين غاضبين من خطوة إعدام «النمر» بحرق سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.
واتخذت عدة دول خليجية وعربية خطوات مساندة للمملكة؛ حيث قطعت كل من البحرين والسودان وجيبوتي والصومال العلاقات مع إيران، واستدعت كل من الكويت وقطر والأردن سفرائها من طهران، فيما خفضت الإمارات من مستوى تمثيلها الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى القائم بالأعمال.
وحول رد الفعل السعودي مع الأزمة الراهنة مع بلاده، اعتبر «سلامي» أن مبادرة الرياض بقطع علاقاتها مع طهران خطوة «عجولة وغير منطقية».
ورأى أن «تحريك العالم العربي لإيجاد شرخ سياسي أكبر وسط العالم الإسلامي عبر قطع العلاقات مع إيران دليل على أن النظام السعودي ينتهج سياسة واستراتيجية تفتقر للمنطق»، وفق قوله.
واختتم تصريحاته قائلا إن «أفاقا مظلمة تلوح في أفق نهج آل سعود»، محذرا من أن «السعوديين سيتعرضون للانهيار والزوال إن لم يصلحوا نهجهم».