قال ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، إن المملكة لن تسمح باندلاع حرب مباشرة مع إيران؛ لأن ذلك سيكون بداية لكارثة كبرى تحل بالمنطقة والعالم.
وفي مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية، نشرتها اليوم الخميس، قال «بن سلمان»، وهو يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، إن اندلاع حرب مباشرة بين السعودية وإيران أمر «لا نتوقعه على الإطلاق»، معتبرا أن «من يدفع في هذا الاتجاه فهو شخص لا يتمتع برجاحة العقل».
وأضاف أن «وقوع حرب بين السعودية وإيران سيكون بداية لكارثة كبرى تحل بالمنطقة، وسينعكس ذلك بقوة على بقية العالم؛ لذلك لن نسمح بوقوع مثل هذا الأمر».
وردا على سؤال بشأن السبب الذي دعا المملكة إلى تنفيذ عدد كبير من الإعدامات بحق مدانين بـ«الإرهاب»، في هذه التوقيت، رغم أن الهجمات الإرهابية المدان بها هؤلاء، وبينهم رجل دين شيعي بارز، تمت منذ سنوات طويلة، قال ولي ولي العهد السعودي: « بادئ ذي بدء فإن المنفذ فيهم القصاص خضعوا لمحاكمة في اتهامات تتعلق بالإرهاب ومروا بثلاثة درجات قضائية، وحصلوا على حق توكيل محامي، وكان لهم محامون في كل مرحلة قضائية».
وأضاف: «أبواب المحاكم كانت مفتوحة أيضا لأي صحفي أو إعلامي، وتم إعلان كل الإجراءات والنصوص القضائية على الملأ، والمحكمة لم تميز على الإطلاق بين متهم سني أو شيعي».
وبشأن الاحتجاجات التي نجمت عن هذه الإعدامات في إيران، وشملت إحراق السفارة والقنصلية السعودية في هناك، قال «نرى ذلك أمرا غريبا»، متسائلا باستنكار: «ما شأن إيران بمواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية واتخذت محكمة سعودية قرارا بخصوصه؟».
وأجاب: «لو يثبت ذلك شيئا؛ فهو يثبت أن إيران حريصة على توسيع نفوذها على دول المنطقة».
وحول ما إذا كان قرار السعودية بقطع العلاقات مع إيران بعد واقعة حرق السفارة والقنصلية في إيران ساهم في تصعيد التوتر مع الأخيرة من عدمه، قال «بن سلمان»: «على العكس. نحن نخشى أن تتصاعد التوترات أكثر. تخيل ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن دبلوماسي سعودي أو أي من أفراد عوائلهم أو أطفالهم تعرضوا للهجوم في إيران. إن وضع إيران حينئذ سيكون أصعب».
واستعبد أن يكون قرار بلاده بقطع العلاقات مع إيران سببا لتوتر أكبر مع الأخيرة، قائلا إن «التصعيد الإيراني وصل لمستويات عالية جدا، وسنحاول بأقصى ما يمكننا عدم التصعيد بشكل أكبر».
وأضاف: «نحن فقط نتعامل مع الإجراءات والخطوات التي سيتم اتخاذها ضدنا (من قبل إيران)».
على صعيد آخر، قال وولي ولي العهد السعودي إن بلاده قلقة مما تراه ميلا من الولايات المتحدة للعب دور أقل في الشرق الأوسط.
وأضاف: «على الولايات المتحدة أن تدرك أنها البلد رقم واحد في العالم وعليها أن تتصرف على هذا الأساس».
وتوترت العلاقات بين الرياض وطهران بشدة خلال الأسبوع الجاري على خلفية تنفيذ السلطات السعودية حكم القصاص (الاعدام عبر قطع الرقبة) في عالم الدين الشيعي السعودي، «نمر باقر النمر»، المدان بـ«الإرهاب».
إذ أقدمت السعودية على قطع العلاقات مع إيران إثر قيام محتجين إيرانين غاضبين من خطوة إعدام «النمر» بحرق سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.
واتخذت عدة دول خليجية وعربية خطوات مساندة للمملكة؛ حيث قطعت كل من البحرين والسودان وجيبوتي والصومال العلاقات مع إيران، واستدعت كل من الكويت وقطر والأردن سفرائها من طهران، فيما خفضت الإمارات من مستوى تمثيلها الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى القائم بالأعمال.
طالع التفاصيل كاملة:
- «محمد بن سلمان»: لم نتورط في اليمن ولن نسمح بمواجهة عسكرية مباشرة مع إيران
- «بن سلمان»: ندرس طرح أسهم «أرامكو» للتداول .. ونعتزم خصخصة التعليم والصحة
- «بن سلمان»: المرأة السعودية لا تزال تحجم عن العمل والإصلاح الاجتماعي يستغرق وقتا
