«حماس» ترفض أي زيارة لإيران في ظل التوتر مع السعودية

الأحد 10 يناير 2016 06:01 ص

أكد مقربون على دراية بالتحركات الخارجية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أن الحركة لا تستبعد أن تقوم طهران بعد الغياب والتأخر الطويل، بتوجيه دعوة لرئيس المكتب السياسي للحركة «خالد مشعل» للقاء الرئيس الإيراني «حسن روحاني» والمرشد الأعلى للثورة «علي خامنئي».

وقال أحد الكتاب المحسوبين على حركة «حماس»، وهو على دراية بالتحركات الخارجية للحركة، أن أكثر ما يؤرق الحركة حاليا، وهو لجوء النظام الإيراني إلى توجيه الدعوة الرسمية لـ«مشعل» لزيارة طهران، بهدف أولا إحراج الحركة أمام الموقف العربي المساند للسعودية، في أعقاب قطع العلاقات بين الرياض وطهران، بعد حادثة إعدام المملكة رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر»، إضافة إلى عمل إيران على إعادة تكوين حلف لها في المنطقة، تأمل أن تكون «حماس» طرفا فيه، في ظل تنامي المحور السعودي العربي المناهض.

وبحسب صحيفة «رأي اليوم»، يتجه موقف قادة «حماس» نحو رفض أي زيارة حاليا إلى طهران، وهو قرار اتخذ بعد مناقشات كبيرة شهدتها أروقة الحركة في قطاع غزة والخارج، بعد تلقي إشارات تقول إن طهران من الممكن أن تتخذ خطوة كهذه.

وقد جاء ذلك صراحة بإعلان القيادي في «حماس» بالخارج، «أسامة حمدان» بأن حركته لا تتلقى دعوات لزيارة الدول عبر وسائل الإعلام، إذ كان يشير إلى ما نشرته بعض المواقع الإعلامية الإيرانية عن توجيه طهران دعوة رسمية لـ«مشعل» لزيارتها.

وبحسب «حمدان» الذي تحدث في تصريح صحفي سابق فقد أعلن أن «حماس» لا تتلقى دعوات عبر وسائل الإعلام، وأنها لن تعلق على الأخبار حول الزيارة التي تذكرها وسائل الإعلام.

وقد جاء ذلك بعد نشر موقع «رها نيوز» الإيراني، خبر نقله عن مصادر في طهران، قالت إن دعوة رسمية وجهت من إيران لـ«خالد مشعل لكنه لم يقبل الدعوة حتى الآن، لأن «حماس» تريد أن تكون أقرب إلى المملكة العربية السعودية.

وبحسب الموقع؛ فإن مصدر في حركة «حماس» أكد تلقي «مشعل» دعوة رسمية لزيارة إيران ولقاء المسؤولين، بينما رفض الإدلاء بموعد الزيارة.

وقد سبق الحديث عن توجيه الدعوة لـ«مشعل» حسب ما نشره الإعلام الإيراني، وعقد ممثل «حماس» في طهران الدكتور «خالد القدومي»، مع وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، وقبله مسؤول الملف النووي الإيراني، «على أكبر صالحي»، وهو اجتماع يعتبر الأول من نوعه بين ممثل «حماس» ومسؤولين إيرانيين كبار بحجم وزير الخارجية، بعد الأزمة التي حدثت بين الطرفين.

وبشكل أساسي ناقش الطرفان تطوير العلاقات، وحرصت طهران في اللقاء على إظهار دعمها لـ«حماس» ومساندتها، خاصة وأن ذلك الأمر لم يكن معتاد في فترة الخلاف التي دفعت بالإيرانيين إلى قطع المساعدات المالية عن الحركة.

ومن خلال اللقاءات التي عقدت مع ممثل «حماس»، طلب من الحركة العودة إلى ما يعرف بـ«محور الممانعة» الذي يضم كل من إيران وسوريا و«حزب الله» اللبناني، من خلال إغراء الحركة بعودة تدفق المال والدعم المتوقف، وهو ما يتطلب من «حماس» مقابل ذلك اتخاذ موقف معارض للسعودية.

إلا أن ممثل «حماس» وصف وقتها اللقاء بالصريح، وأكد أن الحركة ملتزمة بتبني علاقات متوازنة مع جميع الأطراف في المنطقة، ولا تقيم علاقة مع طرف على حساب الآخر، وهو ما يفسر على رفض الأفكار الإيرانية الصريحة لتشكيل المحور المناهض للسعودية.

ولا تستبعد «حماس»، بل أن فيها من يؤكد، أن الهدف من عقد اللقاءات هذه ونشر مثل هذه الأخبار حاليا، تخريب علاقاتها بالسعودية، لإظهار أن الموقف السني المعلن غير موحد خلف الموقف السعودي.

وجاء قرار حركة «حماس» حتى لا تفسر الزيارة على أن لها علاقة بما يجري من خلاف سعودي إيراني، حيث لا تغفل الحركة أن تأخر الدعوة طوال الفترة الماضية التي كانت تشعر الحركة أن فيها تعمد في عدم دعوة مشعل لزيارة طهران منذ أن قررت حماس الخروج من سوريا الحليف الأول لطهران في المنطقة، والتوجه للإقامة في العاصمة القطرية الدوحة.

ورغم زيارة عدد من قادة «حماس» لطهران منذ الخروج من سوريا، إلا أنها لم توجه دعوة لـ«مشعل»، كونه حسب طهران ودمشق صاحب فكرة الخروج.

وتتجه الحركة في هذا الوقت إلى تعزيز علاقاتها أكثر من السعودية، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لـ«مشعل» وقادة الحركة للرياض بعد الغياب الطويل، حيث لم تستقبل المملكة «مشعل» وقادة «حماس» رسميا للقاء الملك وقيادة المملكة، منذ انهيار اتفاق مكة للمصالحة الذي رعاه الملك الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز»، حيث اتخذت السعودية موقفا وقتها من «حماس»، وباعتبارها أنها هي السبب في انهياره، غير أن الأمر تغير قليلا، بزيارة «مشعل» للمملكة، ولقاء الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الذي يسعى لتقوية المحور السني في المنطقة، وهو ما تبعه تأييد من الحركة لعملية «عاصفة الحزم» التي تقوم بها السعودية وحلفاؤها في اليمن، ضد «الحوثيين» المتحالفين مع إيران.

  كلمات مفتاحية

حماس خالد مشعل السعودية إيران الملك سلمان العلاقات السعودية الإيرانية

محللون: «الجامعة العربية» يجب أن تواجه طائفية إيران وإرهابها وتدخلها في شؤون الدول

خبراء: مصر تلتزم موقفا حذرا في مواجهة الأزمة بين السعودية وإيران

«حماس»: إيران لم تطلب منا موقفا عدائيا ضد السعودية ولن نبيع موقفنا مقابل المال

وزاري «التعاون الخليجي» يتفق على آلية لمواجهة «الأنشطة الإيرانية»

رويترز: السعودية غير نادمة على إشعال أزمة مع إيران وحكامها الجدد أقل ترددا

«حماس» ترفض عرضا إيرانيا لتطبيع العلاقات في مواجهة السعودية

«أبو مرزوق» يهاجم إيران: «من أكثر الناس باطنية وتلاعبا بالأوصاف وحذرا في السياسة»

«مشعل»: إيران تراجعت عن الدعم المالي لـ«حماس» بسبب موقفنا من «الأسد»