رويترز: السعودية غير نادمة على إشعال أزمة مع إيران وحكامها الجدد أقل ترددا

السبت 9 يناير 2016 07:01 ص

اعتبرت وكالة رويترز في تقرير لها أن حكام السعودية لم يظهروا أي بادرة ندم على إعدام رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر» وما تبعه من تصدع دبلوماسي مع إيران، مشيرة إلى أن الحكام الجدد أقل ترددا من سابقيهم.

ورغم طمأنة ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» العالم الخميس الماضي بأن الأزمة لن تصل لحد اشتباك القوتين الخليجيتين في حرب شاملة، لم تفعل الرياض شيئا لوقف التصعيد في المواجهة وأظهرت قدرا من الارتياح لسياسة حافة الهاوية لم تعرفه المملكة قبل وفاة الملك الرحل «عبد الله» منذ عام وتولي شقيقه الملك «سلمان عبدالعزيز» مقاليد السلطة.

وأبلغ الأمير «محمد بن سلمان» وهو أيضا وزير الدفاع مجلة «إيكونوميست» أن «نشوب حرب بين السعودية وإيران سيكون إيذانا بكارثة وسينعكس بقوة على بقية العالم. نحن بالتأكيد لن نسمح بشيء كهذا».

ومن جانبه، قال محلل سياسي سعودي اشترط عدم ذكر اسمه «لا أعتقد أن هذا كان ليحدث أيام الملك عبد الله. سواء الإعدامات أو قطع العلاقات»، في إشارة إلى قيام السعودية بقطع العلاقات مع إيران عقب اعتداء محتجين على سفارتها وقنصليتها في طهران ومشهد تنديدا بإعدام النمر».

وأضاف عن قرار قطع العلاقات «أنا شخصيا كنت أتمنى أن يكتفوا بسحب السفير. كان هذا ليجعل الأمر أقل صعوبة لتغيير الموقف بعد ذلك».

وأسس الملك «سلمان»- وهو الشقيق السادس من أبناء الملك المؤسس «عبد العزيز» يتولى الحكم منذ 1953- لنقل السلطة لجيل جديد لأول مرة منذ ستة عقود.

وعين الملك «سلمان» ابن أخيه الأمير «محمد بن نايف» وليا للعهد وابنه الأمير «محمد بن سلمان وليا لولي العهد.

ويقول سعوديون إن الأزمة مع إيران أحدث دليل على اختلاف الحكام الجدد عن سابقيهم فهم أقل ترددا.

وتقول مصادر مقربة من السلطات في الرياض إن اقتحام مقري البعثة الدبلوماسية في إيران وقع بصورة مفاجئة رغم سوابقه فالسفارة البريطانية في طهران أحرقت في 2011 وقتل دبلوماسي سعودي في هجوم مماثل في 1988.

غير أن مصدرا سعوديا على صلة بالأمر، قال إنه لا يصدق كون الحكام السعوديين توقعوا الهجوم على السفارة، لكنه يرى أنهم كانوا عازمين على المخاطرة بتنفيذ الإعدام- الذي يرونه مبررا تماما- رغم احتمال أن ترد إيران.

وقال المصدر السعودي «التقدير في الحكومة هو الرد على أي تجاوز إيراني. لذا فإن محاولة إيران التدخل في أي شأن داخلي تمثل لعنة كاملة».

وأضاف أن التهديدات الإيرانية ربما جعلت الرياض أكثر تصميما على المضي قدما في إعدام النمر».

وقال أيضا «هذا مواطن سعودي أدين في جرائم بالسعودية. يظنون أن بوسعهم تدويل الأمر».

الأزمة تلت خطوات للاتفاق

وبحسب التقرير، فقد اتخذ الملك «سلمان» والأميران خطوات جريئة على مدار العام المنصرم للتصدي لما يرونه نفوذا إيرانيا متناميا في الشرق الأوسط فذهبوا للحرب في اليمن الجار الجنوبي بغرض وقف استيلاء الحوثيين الشيعة- المدعومين من إيران- على السلطة وزادوا الدعم لفصائل معارضة مسلحة تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد» حليف إيران.

لكن كثيرين في الرياض يصرون على أن الحكومة لم تكن تسعى بإعدام «النمر» لمعركة جديدة مع إيران وهو رجل دين اتهمته السعودية مرارا بإثارة القلاقل.

ويشير هؤلاء إلى سلسلة من الخطوات اتخذتها الرياض خلال الأشهر الماضية باتجاه تحسين العلاقات بينها العمل على تعيين سفير جديد وافقت عليه إيران بعد أشهر من الخلاف وافتتحت سفارة جديدة في العراق الذي تقوده حكومة شيعية وجلس ممثلوها على مائدة واحدة مع إيران في محادثات سلام بشأن سوريا الشهر الماضي في نيويورك.

ويقول مسؤولون سعوديون إن إيران باستغلالها إعدام «النمر عبرت عن زعمها بسلطتها على الشيعة جميعا دون النظر للحدود بين الدول وهو أمر تعتبره الرياض تهديدا حقيقيا للنظام الدولي.

وهذا الأسبوع قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» لرويترز إن على إيران أن تقرر إن كانت دولة طبيعية أم «ثورة».

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران إعدام النمر قطع العلاقات الدبلوماسية اقتحام السفارة السعودية

«الداخلية السعودية»: هجمات أتباع «النمر» «إرهابية» مثل «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»

«ستراتفور»: إعدام «نمر النمر» حلقة جديدة في مسلسل الصراع السعودي الإيراني

«واشنطن بوست»: سعي إيران للهيمنة جعل السعودية أكثر جرأة وتهورا

«القدس العربي»: معارضة إعدام «النمر» اتخذت طابعا طائفيا وتجاهلت الظاهرة نفسها

«العفو» الدولية: إعدام «النمر» تصفية حسابات سياسية تحت غطاء مكافحة الإرهاب

محللون: «الجامعة العربية» يجب أن تواجه طائفية إيران وإرهابها وتدخلها في شؤون الدول

«حماس» ترفض أي زيارة لإيران في ظل التوتر مع السعودية

«حماس» ترفض عرضا إيرانيا لتطبيع العلاقات في مواجهة السعودية