نفى مصدر مقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» صحة الأنباء التي تناولتها وسائل إعلام عن إنزال جوي أمريكي استهدف مواقع تابعة له في ناحية الرياض، جنوب غربي مدينة كركوك شمالي العراق.

وقال المصدر إن عددا من الطائرات المروحية حاولت تنفيذ إنزال جوي على «موقعين في مركز ناحية الرياض، لكنها باءت بالفشل»، على حد قوله، نافيا ما تناقلته وسائل إعلام في 28 ديسمبر/ كانون أول 2015؛ عن مصادر عراقية في الحشد الشعبي (الشيعي) ومسؤولين أكراد وسياسيين من محافظة كركوك عن قيام القوات الخاصة الأمريكية بمشاركة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية بإنزال جوي على عدة مقرات في ناحية الرياض، واعتقال القيادي في التنظيم «أبو عمر الشيشاني»، وقتل عدد من رفاقه.

وحول تفاصيل الحادث، أوضح المصدر أن «تنظيم الدولة بعد إنزال الحويجة في 22 أكتوبر/تشرين أول 2015، صار يتخذ إجراءات احترازية معينة لإفشال أي إنزال جوي».

وأضاف أن مفارز الدفاع الجوي «مستنفرة منذ فترة، وتعاملت مع المروحيات الأمريكية بكثافة نارية عالية منعتها من التحليق على علو منخفض، وأرغمتها على مغادرة أجواء الناحية بعد أن أفرغت ما لديها من صواريخ بشكل عشوائي على مبان عدة، لكنها نجحت في قصف مبنى المحكمة الإسلامية الذي أدى إلى مقتل 4 من أفراد الدولة الإسلامية داخل المبنى»، حسب قوله.

وكشف المصدر عن معلومات لدى تنظيم الدولة أفادت بأن القوات الأمريكية «لم تعد تثق بالمعلومات الاستخباراتية التي تقدمها لها الأجهزة المعنية في قوات البيشمركة الكردية بعد «فشل إنزال الحويجة الذي تمَّ تنفيذه بناء على معلومات قدمتها البشمركه للقوات الأمريكية بوجود قيادات كبيرة تابعة لتنظيم الدولة في موقع مجاور للسجن الذي استهدفه الإنزال الأمريكي الكردي المشترك قرب مدينة الحويجة قبل أشهر».

وأضاف معتقدا بأن القوات الأمريكية بعد خسارتها أحد جنودها في إنزال الحويجة «لن تعرض جنودها ثانيةً للخطر ما لم تكن هناك معلومات موثقة، وهذا أمر في غاية التعقيد إذا أخذنا بالحسبان الاحتياطات الأمنية التي تتخذها الدولة الإسلامية للحفاظ على القيادات والمباني ذات الأهمية».

وحسب المصدر، فإنّ ما «تحصل عليه القوات الأمريكية من معلومات عبر متعاونين معها من أبناء المدن، لا يمكن أنْ تكون معلومات ثمينة يقدمها أفراد مدنيون لا يتمتعون بمواصفات الجاسوس القادر على رصد المعلومة ومطاردتها وتحليلها»، كما يقول، مؤكدا خشية الذين يعيشون في مناطق سيطرة تنظيم الدولة من «أي تحركات، أو اقتراب من أهداف، أو مبان مهمة، تثير الشكوك حولهم وتعرضهم للاعتقال».

يذكر أنّ وسائل إعلام محلية تناقلت أنباء عن اعتقال، أو مقتل «أبو عمر الشيشاني»، كما أكدت مصادر كردية اعتقاله ونقله إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان، لكن الناطق باسم التحالف الدولي نفى مشاركة قوات أمريكية في عملية الإنزال، كما نفت وكالة «أعماق» المقربة من التنظيم ما تناقلته وسائل إعلام عراقية وروسية عن إنزال في ناحية الرياض واعتقال الشيشاني.