اقتحام بن غفير الأقصى.. غضب عربي وفلسطيني واسع وتحذيرات من انفجار الأوضاع

الثلاثاء 3 يناير 2023 09:54 ص

أثار اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي "إيتمار بن غفير" المسجد الأقصى المبارك، صباح الثلاثاء، غضبًا عربيًا وفلسطينيًا واسعًا.

وللمرة الأولى منذ تعيينه وزيرًا للأمن القومي، اقتحم المتطرف "بن غفير" المسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة وضباط الاحتلال الإسرائيلي، رغم تحذيرات فلسطينية مسبقة من الإقدام على الخطوة.

وتعقيبًا على ذلك أدانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان "بأشد العبارات إقدام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال".

وطالب المتحدث باسم الخارجية الأردنية "سنان المجالي"، إسرائيل بـ"الكف الفوري" عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى.

وأضاف، أن "قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة، وتمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

وأكد المتحدث أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الاسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً".

وشدد على أن "إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض كل الجهود المبذولة للحؤول دون تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم".

من جهتها، أعربت مصر، عن أسفها لاقتحام مسؤول رسمي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية.

وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، رفضها التام لأية إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.

وحذرت مصر من التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام، داعيةً كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع.

بينما أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى تحت حماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرته انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة.

وحذّرت الخارجية القطرية في بيان، من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم.

وحمّلت الخارجية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن هذه السياسة التصعيدية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وحثّت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات.

كما استنكرت الكويت، اقتحام "بن غفير" للأقصى، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل استفزازاً  لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وقالت في بيان لوزارة خارجيتها إن الاقتحام يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.

ودعت دولة الكويت المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق وممتلكاته ولاسيما في القدس ومقدساتها وحذرت الوزارة من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة لتداعيات هذه الانتهاكات.

من جانبها، نددت المملكة العربية السعودية بالممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف.

وعبرت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.

كما أدانت دولة الإمارات بشدة اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

غضب فلسطيني واسع

من جهتها، أدنت الرئاسة الفلسطينية اقتحام "بن غفير" للمسجد الأقصى المبارك معتبرا ذلك تحدٍ لشعبنا الفلسطيني، وللأمة العربية والمجتمع الدولي.

وقالت الرئاسة على لسان الناطق باسمها "نبيل أبوردينة" في بيان: "نحمّل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية عن أية نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء شعبنا ومقدساته".

وحذر من أن استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع

ودعت الرئاسة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية إلى تحمل مسؤولياتها وإجبار إسرائيل، على وقف تصعيدها واقتحامات المسجد الأقصى قبل فوات الأوان، معتبرًا أن اقتحامات المستوطنين للأقصى تحولت إلى اقتحامات إسرائيلية حكومية، "وهي مرفوضة ومدانة".

من جانبها قالت حركة "حماس" إن جريمة اقتحام الوزير الفاشي "بن غفير" المسجد الأقصى، استمرار لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على مقدساتنا وحربه على هويتنا العربية.

وأكدت الحركة في تصريح صحفي أن المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينيا عربيا إسلاميا، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يغير هذه الحقيقة.

وأضافت أن شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال، مؤكدة أن المعركة لن تتوقف إلا بانتصار شعبنا النهائي وطرد المحتل عن كامل أرضنا.

بينما قالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن اقتحام وزير الفاشية الصهيونية للمسجد الأقصى هو عدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين جميعاً.

وحملت "الجهاد"، ما سمتها "حكومة التطرف والفاشية الصهيونية" مسؤولية دفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة، مشددة على أن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته.

وأكدت أن المقاومة على استعداد تام ويقظة وهي تجري تقييماً مستمراً لكل ما يجري ويدها على زناد الفعل، وإن رصاص المقاتلين الذي يدوي في جنين ونابلس سيصل حتماً إلى القدس.

أما "الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين" فقالت في تصريح صحفي إن المجرم "إيتمار بن غفير" يصب الزيت على النار ويتحدّى إرادة شعبنا باقتحام المسجد الأقصى.

وأضافت أن "شعبنا ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم والكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا وسواعده المقاوِمة".

وتابعت الشعبية: "على المجتمع الدولي التدخّل قبل فوات الأوان وإيقاف هذا العدوان الذي قد يؤدّى لانفجار المنطقة بأكملها".

وصباح الثلاثاء، اقتحم "بن غفير" الأقصى تم دون إعلان مسبق وبعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية بأنه قرر إرجاء الزيارة بعد طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

وأمس الإثنين، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن حركة "حماس" أرسلت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنها لن تقف "مكتوفة الأيدي" حال نفذ "بن غفير" تهديده باقتحام المسجد الأقصى.

وسبق أن اقتحم "بن غفير" المسجد الأقصى مرارا في الماضي ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائبا في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيرا.

ونالت الحكومة الإسرائيلية برئاسة "نتنياهو" ثقة الكنيست (البرلمان)، الخميس الماضي، وتوصف بأنها الأشد تطرفا منذ إنشاء دولة الاحتلال.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الأردن فلسطين إسرائيل المسجد الأقصى اقتحام الأقصى إيتمار بن غفير

لابيد عن اقتحام بن غفير الأقصى: أكثر رجل غير مسؤول مكلف بالمكان الأكثر تفجرا بالمنطقة

الجيش الإسرائيلي يرفع التأهب بعد اقتحام بن غفير الأقصى.. وإصابة جندي باشتباكات في جنين

السيطرة على حماس صعبة.. مصر تبلغ إسرائيل رسالة تحذيرية حول اقتحام بن غفير الأقصى

إعلام عبري: نتنياهو يؤجل زيارته للإمارات بعد اقتحام بن غفير للأقصى

كيف سترد حماس بعد اقتحام بن غفير الأقصى؟.. موقع بريطاني يتوقع السيناريوهات

البرلمان الأردني يصف حكومة نتنياهو بالإرهابية.. ومطالبات بطرد السفير الإسرائيلي

صحيفة عبرية: بن غفير يجعل مستقبل إسرائيل في خطر