قالت صحيفة «حريت» التركية، إن نائب وزير الخارجية الروسي «فاسيلي نيبنزيا» سيقوم بزيارة إلى منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، ومقرها إسطنبول، بعد غد الجمعة، وهي الزيارة التي تعد الأولى لمسؤول روسي رفيع إلى تركيا منذ أزمة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ووفق الصحيفة، فإن «نيبنزيا»، سيصل إلى تركيا في زيارة عمل بصفته مندوبا لروسيا في المنظمة حيث سيقوم بعرض أولويات واقتراحات روسيا على المنظمة.
ومنظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود هي منظمة دولية تجمع بين 12 دولة من بينها تركيا وروسيا، ومقرها إسطبول، وتأسست عام ١٩٩٩، ويتركز نشاطها على الجانب الاقتصادي في الأساس.
وتمر العلاقات التركية الروسية بأزمة خطيرة نجمت عن إسقاط الجيش التركي لطائرة عسكرية روسية قالت أنقرة إنها انتهكت المجال الجوي لتركيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأعلنت موسكو سلسلة من العقوبات الاقتصادية ضد أنقرة تشمل قطاعي السياحة والزراعة وكذلك وقف أعمال اللجنة الاقتصادية المكلفة بالتفاوض على خط الغاز «توركيش ستريم».
والشهر الماضي، أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أن بلاده تمتلك أدلة دامغة، تثبت أحقيتها تركيا في إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت مجالها الجوي، نهاية الشهر الماضي.
جاء ذلك تعليقا على إعلان موسكو، عدم تمكنها من قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة، بسبب تعرض عدد كبير من شرائحها للتلف.
وأوضح «أردوغان» أنّ العالم بأسره أبدى قناعة حول أحقية تركيا، مشيرا إلى أن الاستعراضات الدعائية، إنما تزيد من خيبة أمل أولئك الذين كانوا يعلقون آمالهم على نتائج الصندوق الأسود.
وانتقد «أردوغان» في هذا الخصوص، بعض أطياف المعارضة الداخلية الذين وقفوا إلى جانب روسيا، بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية.
وفي الشهر ذاته أعلن رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» عن احتمال فرض عقوبات ضد روسيا عند الضرورة.وقال «داود أوغلو» خلال اجتماع كتلة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان التركي، إن تركيا ليست تلك الدولة التي من الممكن خلق مشاكل لها بهذه الطرق، مضيفا: «وإذا اعتبرنا أن هناك ضرورة، فسنرد بفرض عقوباتنا، وقد تم مناقشة هذه المسألة خلال الاجتماع الحكومي أمس الإثنين».
وتابع: «لكننا نأمل بتخطي الأزمة مع روسيا ولن نحتاج إلى اتخاذ هذه الإجراءات».
وأوضح «داود أوغلو» أن أنقرة مستعدة للحوار مع روسيا، ولكافة أشكال تبادل وجهات النظر معها، لكنها لن تسمح إطلاقا بفرض أي إملاءات عليها.
وقال: «إن على روسيا أن تدرك أن وراء الحدود السورية التركية إخوة لنا، ومهمتنا هي حماية حقوقهم إلى جانب حماية حدودنا، فأي إجراء اتخذناه كان من أجل حماية بلدنا، ومساعدة المدنيين في سوريا».
