"تصفية الخصوم مستمرة".. توقيف ساسة بارزين ورجل أعمال في تونس

الأحد 12 فبراير 2023 09:17 ص

شنت السلطات التونسية حملة اعتقالات جديدة على المعارضة في البلاد، شملت سياسيين ورجل أعمال نافذا كان حليفا للرئيس الأسبق "زين العابدين بن علي"، ومن يعرف باسم "رئيس حكومة الظل" في البلاد.

وتأتي هذه الاعتقالات وسط اتهامات من المعارضة للرئيس "قيس سعيّد" باستخدام القضاء من أجل تصفية خصومه السياسيين.

وفي قضية قالت وسائل إعلام محلية إنها تتعلق بـ"التآمر على أمن الدولة"، اعتقلت الشرطة التونسية القيادي السابق في حزب التكتل من أجل العمل والحريات "خيام التركي"، الذي سبق أن تولى وزارة المالية.

كما اعتقل "كمال لطيف" وهو رجل أعمال في قطاع مواد البناء له علاقات مع الساسة وجميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، والذي يوصف بأنه "رئيس حكومة الظل" لدوره المؤثر في الساحة السياسية وارتباطه بعلاقات وثيقة بالأطراف السياسية الرئيسية في البلاد.

وأوقفت السلطات التونسية كذلك القيادي السابق في حركة النهضة والناشط السياسي "عبدالحميد الجلاصي".

كما اعتُقل دبلوماسي سابق وعسكري متقاعد بحسب تلفزيون "التاسعة" وراديو "موزاييك إف.إم"، دون ذكر اسمه.

وفي حين أن "الجلاصي" من أشدي منتقدي "سعيد"، لا يعرف عن "لطيّف" و"التركي" أي آراء معارضة للرئيس التونسي.

من جانبه، ندد حزب النهضة، أكبر أحزاب المعارضة، باعتقال "التركي"، وقال إنه "يهدف إلى ترهيب معارضي سعيّد".

وأضاف الحزب في بيان، أن ذلك "يؤكد أن سعيد قد حلّ محل القضاء، وأصدر أحكامه خارج إطار القانون، بما يذكر بأساليب الأنظمة الفاشية في ترهيب الناس عبر استهداف المعارضين والتنكيل بهم"، وفق تعبيره.

كما نددت أحزاب أخرى معارضة باعتقال "التركي"، ودعت إلى الكشف عن التهم التي بسببها اعتقل أو الإفراج عنه.

من جانبها نددت جبهة الخلاص، وهي الائتلاف المعارض للرئيسي لـ"سعيّد"، باعتقال "التركي"، كاشفة أن الشرطة استجوبته عدة مرات بسبب تنظيمه مأدبة غذاء جمع فيها شخصيات معارضة في منزله.

وكان ائتلاف أحزاب طرح في إحدى المراحل اسم "التركي"، وهو شخصية قيادية سابقة في حزب التكتل، كمرشح لرئاسة الوزراء.

وقال محاميه "عبدالعزيز سيد" عبر الهاتف لوكالة "رويترز"، إن الشرطة داهمت منزل "التركي" لاعتقاله فجرًا.

وذكرت إذاعة "موزاييك إف.إم" (محلية) أن اعتقال "التركي" جاء للاشتباه في تآمره ضد أمن الدولة، دون أن تذكر مصدرًا.

بدورها، قالت إذاعة "موزاييك" (محلية): "تحت إشراف النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس (العاصمة)، وفي إطار البحث المتعلّق بشبهات التآمر على أمن الدولة والاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة، تمّ مساء السبت إيقاف القيادي السابق بحركة النهضة عبدالحميد الجلاصي".

و"الجلاصي" (مواليد عام 1960) ناشط سياسي في حركة النهضة وكان قياديًا بارزًا فيها، وتقلد منصب النائب الأول لرئيسها قبل أن يستقيل في مارس/آذار 2020.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، اعتقلت السلطات عدة معارضين سياسيين لسعيّد أو فتحت تحقيقات معهم.

وتعاني تونس أزمة سياسية منذ بدأ "سعيد" فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021، رفضتها غالبية القوى السياسية والمدنية في البلاد.

وشملت أبرز هذه الإجراءات حل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وإقرار دستور جديد عبر استفتاء في يوليو/تموز 2022، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال "سعيّد" الذي بدأ في 2019 فترة رئاسية تستمر 5 سنوات، إن إجراءاته "ضرورية وقانونية" لإنقاذ الدولة من "انهيار شامل".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس اعتقالات أزمة سياسية رجل الظل خيام التركي كمال لطيف عبدالحميد الجلاصي

يوسف ندا لـ"الخليج الجديد": سعيد مجرد أداة والجيش التونسي هو الجهة الحقيقية خلف الانقلاب

بعد توقيف سياسيين.. اعتقالات تونسية جديدة تطال قاضيين سابقين

قيس سعيد يتهم خصومه المعتقلين بالتآمر على أمن تونس: خونة ومرتزقة (فيديو)