محللان: 3 سيناريوهات للحرب الروسية الأوكرانية

الجمعة 17 فبراير 2023 06:45 م

بالتزامن مع مرور عام على اندلاعها، وضع الباحثان المتخصصان في الشؤون الجيوسياسية "فلوران بارمنتييه" و"سيريل بريت"، 3 سيناريوهات للحرب الروسية الأوكرانية.

ووفق تحليل نشره الباحثان في موقع "ذا كونزرفيشن" النسخة الأمريكية، فإن المعطيات الحالية تشير إلى ذهاب الصراع إلى طريق مسدود.

وذكر الباحثان أن الصراع حتى الآن تضمن وقوع العديد من المفاجآت العسكرية والدبلوماسية والاستراتيجية.

فمن ناحية، فوجئت موسكو بقتال القوات الأوكرانية ودعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لكييف، بينما لم تنجح العقوبات الغربية في جعل روسيا منبوذة أو ردعها عن مواصلة عمليتها العسكرية، إضافة لزيادة حجم هجرة الأوكرانيين للعواصم الأوروبية.

وبالنظر إلى تلك المعطيات، قدر الباحثان أن الصراع الروسي الأوكراني قد ينتهي به المطاف وفق 3 سيناريوهات.

نكسة روسية كبيرة

ويتمثل السيناريو الأولي في تكبد روسيا نكسة كبيرة، كأن تشن روسيا هجوما جديدا على كييف، ودونباس وخيرسون.

لكن هذه الهجمات الروسية تبوء بالفشل. وتخسر موسكو العديد من الرجال وجزءًا كبيرًا من المقاطعات الأربع التي تم ضمها بشكل غير قانوني في سبتمبر/ أيلول 2022.

وتجد القيادة الروسية أن هدفها الاستراتيجي الرئيس من العملية العسكرية المتمثل في تغيير النظام لم يتحقق وبات بعيد المنال، في المقابل تستعيد أوكرانيا معاقلها من القوات الروسية وتتحرك نحو شبه جزيرة القرم.

وأوضح الباحثان أن نجاح هذا السيناريو يتوقف على عدة عوامل أبرزها تتدفق المساعدات العسكرية الأوروبية والأمريكية بشكل مطرد على أوكرانيا، وتمكن الجيش الأوكراني من الاحتفاظ بالقتال على عدة جبهات في وقت واحد.

على المدى الطويل، سيمهد هذا السيناريو الطريق لوقف إطلاق النار وفي نهاية المطاف لمفاوضات سلام حقيقية (لن يكون ذلك مرادفًا للنصر الروسي).

بالنسبة لأوكرانيا، مع النصر لن توجد "مفاوضات" سلام؛ ستعود إلى حدودها الأصلية، وستتم محاكمة الروس بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وكذلك دفع تعويضات عن الأضرار.

نجاح روسي ملموس  

ويكمن السيناريو الثاني في أن تحقق روسيا نجاحا ملموسا، كأن تحقق القوات الروسية سلسلة انتصارات عسكرية مع نهاية الشتاء، وأن تستعيد روسيا معظم مقاطعة خيرسون، وتهدد كييف مباشرة من بيلاروسيا وتتقدم نحو أوديسا.

وذكر الباحثان أنه في غضون ذلك، ستقوم روسيا بعمليات ضم غير شرعية في شرق أوكرانيا، وعمل حكومة موالية لموسكو. وسوف تفتقر حينها أوكرانيا إلى الوحدة الضرورية لإعادة بناء البلاد.

لكن يجب استيفاء عدة شروط لمثل هذه النتيجة، أهمها هو إصابة الأوكرانيين بالإرهاق البشري والمادي، والذي سيقود إلى انهيار القوات الأوكرانية، وإضعاف رئاسة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحت ضغوط اتهامه بفضيحة اختلاس، ما يقد يؤدي في النهاية إلى فشل حكومته بالحفاظ على الدعم الغربي، أو حدوث تطور دولي مثل أزمة في تايوان من شأنه أن يستحوذ على اهتمام الولايات المتحدة.

حرب مطولة

أما السيناريو الثالث فهو الحرب المطولة، إذ قد تؤدي النتيجة الثالثة لهذا الصراع إلى عدم قدرة كلا الطرفين على فرض سيطرته على الآخر على مدى عدة سنوات.

يتجلى هذا في استقرار الخطوط الأمامية الرئيسية، بينما تستمر المعارك في الاندلاع بمواقع ذات أهمية ثانوية (تقاطعات الطرق، وأقفال الأنهار، والجسور).

على سبيل المثال، يمكن لموسكو استئناف الهجوم على كييف بنجاح محدود وتركيز جهودها على تعزيز دونباس. من ناحية أخرى، يمكن أن تحاول أوكرانيا استغلال ميزة خيرسون جنوبًا لتهديد شبه جزيرة القرم.

لا يحول هذا السيناريو دون قتال عنيف ونجاح محدود من كلا الجانبين، لكن في ظل فشل في تغيير التوازن العام للصراع.

وسيكون الدخول في مفاوضات بمثابة اعتراف بفشل "بوتين" وسيضعه في خطر. بينما بالنسبة لـ"زيلينسكي"، فإن الموافقة على المحادثات ستكون بمثابة تنازل من شأنه أن يتسبب في فقدانه للدعم الواسع للغاية الذي يتمتع به حاليًا على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ووفق هذه المعطيات، ستصبح أوكرانيا في عام 2023 نزاعًا جديدًا لم يتم حله في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي.

المصدر | لوران بارمنتييه وسيريل بريت/ ذا كونزرفيشن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب الأوكرانية الروسية سيناريوهات الصراع الروسي الأوكراني مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية

روسيا تعين قادة جددا للمناطق العسكرية وتواصل حشد قواتها قرب باخموت

بايدن يزور بولندا وأمريكا تنهي تدريبات موسعة لأكثر من 600 جندي أوكراني

مصير "القيصر" بوتين هل تحدده حرب أوكرانيا؟.. واشنطن بوست تتساءل