من النيادي إلى حزلقوم.. تاريخ العرب مع الفضاء بين ناسا وفاسا (تقرير خاص)

الجمعة 3 مارس 2023 07:15 ص

يوسف علي أوغلو – الخليج الجديد

مثّل انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الخميس، في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية، محطة بارزة في تاريخ العرب مع اختراق الفضاء؛ إذ تعد الرحلة، التي تدوم لـ6 أشهر، "أطول مهمة فضائية عربية".

ورغم قفزات ملحوظة حققها العرب بمجال اختراق الفضاء في السنوات الأخيرة، وخاصة من قبل قطر والسعودية والإمارات، إلا أن تجاربهم خلال التاريخ الحديث تبقى محدودة ومتأخرة، مقارنة بالإرث الغربي والروسي الغزير في هذا المجال.

ويأتي ذلك رغم أن دراسات علماء العرب والمسلمين الأوائل، ومنهم الصوفي، والبيروني، والطوسي، وثابت بن قرة، وابن الهيثم، ساهمت بإثراء علم الفلك والفضاء التي تعتمد عليه الدراسات والاكتشافات في العصر الحديث.

كما أن العديد من العلماء العرب في العصر الحالي يقدمون إسهامات كبيرة في تطور علوم الفضاء غربيا، ومنهم المصريان فاروق الباز، وعصام حجي، اللذان يعملان في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

أول مهمة فضائية عربية

وبالعودة إلى تاريخ العرب مع الفضاء، ستكون البداية من عام 1985، الذي شهد انطلاق أول عربي في مهمة إلى الفضاء الخارجي. وكان ذلك من نصيب السعودي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وهو طيار مدني شارك في رحلة إلى الفضاء على متن المكوك الفضائي الأمريكي "ديسكفري"، في 17 يونيو/حزيران من هذا العام.

وفي عام 1987، كان التاريخ على موعد مع تجربة عربية أخرى لاختراق الفضاء. ففي 22 يوليو/تموز من هذا العام، صعد السوري محمد أحمد فارس إلى المحطة الفضائية "مير" ضمن برنامج الفضاء السوفييتي.

وجرت الرحلة، آنذاك، على متن مركبة الفضاء "سويوزm3 "، وضمت أيضا اثنين من رواد الفضاء الروس، في إطار برنامج للتعاون بمجال الفضاء بين سوريا والاتحاد السوفيتي.

بعد ذلك، كان على العرب الانتظار لعدة عقود قبل أن تكون الرحلة الثالثة، وبالتحديد بعد 32 عاما. ففي 25 سبتمبر/أيلول 2019، انطلق الإماراتي هزاع المنصوري برفقة الأمريكية جيسيكا مير والروسية أوليج سكيربوتشكا، إلى محطة الفضاء الدولية على متن الرحلة "Soyuz MS 15"؛ ليكون أول رائد فضاء عربي يدخل محطة الفضاء الدولية. وقضى المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء؛ حيث شارك في إجراء 16 تجربة علمية.

وفي 3 فبراير/شباط 2023، توجه الإماراتي سلطان النيادي من مركز كيندي للفضاء في ولاية فلوريدا الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية على متن المكوك "دراجون" ضمن فريق المهمة "كرو 6".

وبالتعاون مع وكالات فضاء منها "ناسا" الأمريكية، من المقرر أن يجري النيادي وزملاؤه 19 تجربة بحثية خلال رحلته الفضائية التي تمتد لـ6 أشهر، وتعد "أطول مهمة فضائية عربية"؛ إذ لم يسبق لأي رائد فضاء عربي أن قضى هذه المدة في الفضاء.

اختراق إماراتي للفضاء

وتعكس مهمتا النيادي والمنصوري اهتماما إماراتيا متصاعدا في السنوات الأخيرة باستكشاف الفضاء.

فقد أطلقت أبوظبي، عام 2017، برنامج "الإمارات لرواد الفضاء". وفي 20 يوليو/تموز 2020، أطلقت مشروعها لاستكشاف المريخ المعرف اختصارا باسم "مسبار الأمل"، وذلك من مركز تانيجاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ "إتش-2 أيه" الياباني.

وبعد رحلة دامت 7 أشهر، دخل المسبار بالفعل إلى أجواء المريخ، وبالتحديد في 9 فبراير/شباط 2021؛ لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد أمريكا والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.

وبُني المسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشارك فيه تطويره جامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وتتواصل مهمته لعامين.

والغرض من المسبار، الذي بُني في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشاركت عدة جامعات أمريكية في تطويره، هو دراسة دورات الطقس اليومية والموسمية في مناطق المريخ المختلفة.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، أطلقت الإمارات المستكشف الفضائي "راشد" نحو القمر، في رحلة تستغرق 5 أشهر، وتعد الأولى من نوعها عربيا.

ومن المقرر أن يهبط هذا المستكشف على سطح القمر في أبريل/نيسان 2023؛ حيث سيدرس خصائص التربة وصخور وجيولوجيا القمر وحركة الغبار والبلازما والغلاف الكهروضوئي.

ويحمل المستكشف "راشد"، مركبة الهبوط اليابانية "هاكوتو- آر"، على متن صاروخ الإطلاق "سبيس إكس فالكون تسعة" الأمريكي.

جهود سعودية

الجهود الإماراتية المتصاعدة لاستكشاف الفضاء تترافق مع جهود بلدين آخرين غنيين بالنفط، وهما السعودية وقطر.

ففي سبتمبر/أيلول 2022، أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي يهدف لتأهيل كوادر وطنية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى.

وفي فبراير/شباط 2023، أعلنت السعودية اعتزامها إرسال أول رائدة بالإضافة إلى رائد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من 2023.

ووفقا للهيئة السعودية للفضاء، عبر بيان، فإن ريانة برناوي وعلي القرني سينضمان إلى طاقم مهمة"AX-2"  الفضائية  الأمريكية. كما سيضمن برنامج الرحلة، الذي يتواصل لـ10 أيام، تدريب رائدة ورائد فضاء سعوديين آخرين على جميع متطلبات المهمة، وهما مريم فردوس وعلي الغامدي.

وكانت السعودية اتخذت خطوات أخرى هامة في إطار تنظيم وتطوير هذا القطاع، وشمل ذلك تأسيس "الهيئة السعودية للفضاء" في 27 ديسمبر 2018، وإنشاء "المجلس الأعلى للفضاء" برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتعديل اسم هيئة الاتصالات لتكون تحت اسم "هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية" في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وما بين أعوام 2000 و2019 تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمرا صناعيا سعوديا إلى الفضاء بإشراف "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" (كاكست).

كما أبرمت المملكة عدة اتفاقيات هامة في هذا المجال، منها اتفاقية، وقعتها مع وكالة الفضاء البريطانية، في مارس/آذار 2022، للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. إضافة إلى اتفاقية "أرتميس" التي وقعتها مع وكالة "ناسا"، في يوليو/تموز 2022، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.

قطر على الطريق 

وتسير قطر بثبات أيضا على طريق استكشاف الفضاء. ففي عام 2010، أطلقت برنامج "قطر للبحث عن الكواكب النجمية الخارجية"؛ لتصبح لاعباً بارزا في الفريق العالمي للبحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية.

وأتي هذا البرنامج بثماره فعليا؛ حيث اكتشف العاملون  فيه حتى الآن 6 كواكب خارجية جديدة حملت أسماء "قطر-1بي"، و"قطر-2بي"، و""قطر-3بي"، و"قطر-4بي"، و"قطر-5بي"، و"قطر-6بي".

وفي 29 أغسطس/آب 2013، أطلقت قطر بنجاح أول أقمارها الاصطناعية "سهيل 1"، وتم ذلك من جويانا الفرنسية بأمريكا الجنوبية على متن الصاروخ الأوربي "أريان 5". ويعزز برنامج "سهيل سات" من دور قطر لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات بالمنطقة. 

وفي إطار اهتمامها بهذا المجال، تم التطرق خلال الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الثالث بواشنطن، الذي انعقد يومي 14 و15 سبتمبر 2020، إلى تعاون مشترك في مجال الفضاء هو الأول من نوعه عربيا.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، في هذه الصدد، أنه تم توقيع مشروع تعاون مشترك في مجال الفضاء بين وكالة "ناسا" و"مؤسسة قطر من أجل استكشاف المياه في الصحراء" يهدف إلى صياغة مشروع قمر صناعي علمي سيرسم خرائط للمياه الجوفية، ودراسة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي للأرض.

في حين تهدف المرحلة الأولى إلى وضع تصميم المركبة الفضائية "الواحة"، والأجهزة الملحقة بها، وإعداد خطة للإطلاق أواخر 2025.

ووفق مراقبين، يأتي اهتمام الثلاثي الخليجي (قطر والسعودية والإمارات) بمجال الفضاء في إطار خططهم  التنموية للتحول نحو تنويع الموارد الاقتصادية عوضا عن الاهتمام فقط على النفط والغاز.

فقد قدر تقرير لمؤسسة ستانلي مورجان لعام 2018، حجم اقتصاد الفضاء في العالم 360 مليار دولار، بينما من المتوقع أن يصل إلى 2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.

كما أن مثل هذه المشاريع تعد ملهمة للأجيال المقبلة ومشجعة لها على الابتكار، هذا بخلاف تعزيز الصورة الإيجابية للدول التي تقوم بها على الساحة الدولية.

وقد لخص الشيخ محمد بن راشد 3 رسائل لبرنامج الفضاء في بلاده عند إطلاق مسبار الأمل: "الرسالة الأولى للعالم: أن الحضارة العربية لعبت ذات مرة دورا كبيرًا في المساهمة في المعرفة الإنسانية، وستلعب هذا الدور مرة أخرى.. والرسالة الثانية هي لإخواننا العرب: لا شيء مستحيل، وأننا نستطيع أن نتنافس مع أعظم الأمم في السباق على المعرفة.. والرسالة الثالثة هي لمن يسعون للوصول إلى أعلى القمم: لا تضع حدودا لطموحاتك، ويمكنك أن تصل حتى إلى الفضاء".

الاحتكار والإمكانيات المادية

وبشأن محدودية الإسهام العربي في مجال الفضاء عموما، رغم خطوات الثلاثي الخليجي (قطر والسعودية والإمارات) الرائدة خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال، يقول ضياء حجازي، عضو "الجمعية المصرية لعلوم الفلك"، ومؤسس مبادرة "الفلك هيلف مصر كلها"، إن العامل المادي هو أكثر عامل مؤثر في هذا الأمر؛ حيث يتطلب الاستثمار في الفضاء ميزانيات ضخمة، لا تتوفر للكثير من الدول العربية.

وأوضح حجازي، في حديث خاص مع "الخليج الجديد"، أن هذا ما يفسر أن الخطوات الأخيرة في هذا القطاع كانت من قبل نفطية غنية مثل قطر والإمارات والسعودية، فيما غابت عنه دول عربية أخرى مثل مصر، التي لا يتوفر لديها الإمكانيات المادية اللازمة، ومن ثم فهي غير قادرة على اختراق هذا المجال رغم وفرة المختصين المؤهلين لديها.

كما اعتبر حجازي أن الاحتكار الأمريكي والروسي والأو روبي المبكر لهذا المجال أحد أسباب المحدودية العربية في اختراق الفضاء؛ فتطور هذا المجال عربيا محكوم بالعامل الأجنبي الذي اقتحم الفضاء مبكرا، وبات يملك المحطات الكبرى التي يتم السفر لها مثل محطة الفضاء الدولية أو منصات الإطلاق ومركبات الإطلاق.

وبخلاف الثلاثي الخليجي المذكور، ينتقد حجازي غياب الدعم المادي والمعنوي في الداخل العربي عموما للعلماء والباحثين في مجال الفضاء، بينما يتم تقديريهم خارجيا.

دراما الفضاء عربيا

المحدودية العربية في اختراق الفضاء انعكست على تناول الدراما العربية للقطاع ذاته.

فلا يكاد المتابع للحركة الفنية يستذكر في المجال سوى أعمال تُعد على الأصابع، رغم الثراء الواسع لهذا المجال من أفلام الخيال العلمي عالميا.

وأولها الفيلم المصري "رحلة إلى القمر" الذي تم عرضه في قاعات السينما لأول مرة في 27 أبريل/نيسان 1959، وهو بطولة إسماعيل يس ورشدي أباظة وإخراج حمادة عبدالوهاب.

وتدور أحداث الفيلم حول رحلة فضائية هدفها الوصول للقمر؛ حيث يتمكن شخصان من الصعود إلى الصاروخ وإطلاقه، والتوجه به إلى هناك، وبعد وصولهما يقابلان في رحلتهما رجلا مسنا تعيش معه ابنته، وشيئا فشيئا ينجذب كل من الابنة والعالم الذي كان على متن الصاروخ لبعضهما البعض، ويحاولان فيما بعد العودة مجددا إلى الأرض.

وفي عام 2011، تعود السينما المصرية بعد غياب لـ42 عاما إلى الفضاء عبر الفنان أحمد مكي في فيلم "سيما علي بابا" وهو من أفلام الفانتازيا، والتي يجسد فيه شخصية "حزلقوم"، الذي يتوجه إلى كوكب "ريفو" في الفضاء، وينتحل شخصية قائد الكوكب بسبب تشابهه معه. والفيلم من إخراج أحمد الجندي.

وفي عام 2015، يخترق مكي الفضاء مجددا عبر شخصية "حزلقوم" أيضا، لكن من خلال المسلسل المصري "الكبير قوي". إذا ينطلق "حزلقوم"، في الجزء الخامس من هذا المسلسل، في مهمة في الفضاء تنظمها وكالة "فاسا" لتفجير نيزك عملاق يتوقع أن يضرب الأرض والقاهرة الكبرى خلال أسبوع. ويتمكن "حزلقوم" بالفعل من تدمير النيزك، قبل ارتطامه بالأرض، والتسبب بفناء الجنس البشري.

وفي 29 مارس/آذار 2018، تم عرض المسلسل اللبناني "عرب في الفضاء" للمخرج نينا نجار. والمسلسل، الذي يؤدي بطولته عدد من النجوم بينهم أحمد هلال، وترف التقي، وعويض العتيبي، يدور في عام 2155؛ عندما يُرسل طاقم عربي إلى الفضاء للبحث عن نصوص الحضارة العربية الضائعة "أيادي الفلك" على أحد الكواكب وإنقاذ البشرية من الانقراض. وهناك، يتحدى كائن فضائي طاقم الفريق بحل لغز مقابل إرشادهم إلى موقع النصوص.

إشكالات دراما الفضاء

هذه المحدودية الدرامية لها أسباب تتشابه جزئيا مع أسباب محدودية اختراق الفضاء عربيا في الواقع.

إذ يعود الأمر إلى 3 إشكالات، وفق ما يقول الناقد الفني المصري إمام الليثي لـ"الخليج الجديد"؛ أولها ضعف الإمكانيات المادية لدى صانعي الدراما العربية، سواء ميزانيات أو معدات تصوير.

فهذه النوعية من الأفلام، كما يوضح الليثي، تتطلب ميزانيات ضخمة وتقنيات تصويرية مكلفة لصنع الحيل البصرية بصيغة احترافية عالمية، لافتا في هذا الصدد إلى أنه ليس لدينا منتج مستعد مثلا لدفع 100 مليون دولار لإنتاج فيلم من هذه النوعية.

ويلفت الليثي إلى أن صناعة السينما في الدول الغربية، وخاصة السينما الأمريكية، سبقت في هذا المجال، بداية من السينما الصامتة؛ حيث كان صناع الأفلام يعملون بتقنيات بسيطة، لكنها كانت مقبولة في وقتها، قبل أن تتطور تلك التقنيات تدريجيا.

ويعد الفيلم الفرنسي الصامت "A Trip to the Moon" (أو رحلة إلى القمر)، التي تم عرضه عام 1902، أول فيلم صور لنا الفضاء الخارجي.

أما الإشكالية الثانية لمحدودية الإنتاج الدرامي العربي في مجال اختراق الفضاء، حسب الليثي، فهي ضعف القدرات المتعلقة بالخدع السينمائية التي تعد شرطا أساسيا لهذه النوعية من الأفلام؛ فنحن لا نزال بعيدين عنها، ولم ندرسها بشكل كافي. ومن درس الخدع السينمائية من العرب لا يتجاوز بضعة أشخاص، وهؤلاء فضلوا العمل في الولايات المتحدة نظرا للمقابل المادي العالي هناك والذي لا يتوفر عندنا.

وتتعلق الإشكالية الثالثة، كما يوضح الليثي، بثقافة السيناريست أو الكاتب العربي؛ حيث أن ثقافته محدودة في الجانب العلمي بشكل عام، ومن يكتب في هذا المجال عندنا عدده قليل جدا.

ونتيجة لكل الإشكاليات السابقة، لا يستطيع صناع السينما منافسة الأعمال الغربية الرائدة في هذا المجال، وتقديم شيء يجذب الجمهور العربي بعيدا عنها، كما يشير الناقد الفني.

بارقة أمل

وإن كانت أوضاع الدراما العربية التي تتناول الفضاء، لا تبشر بأمل قريب يغير حالها، فإن التطورات الحالية في مجال اختراق الفضاء في الواقع تبدو مشجعة.

فحجازي، في حديثه لـ"الخليج الجديد"، يبدو متفائلا بالمستقبل؛ حيث يعتبر أن مهمة الإماراتي سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية ربما تكون البداية الحقيقة للعرب في مجال الفضاء؛ كونها أطول مهمة عربية، بخلاف مهمة المنصوري التي دامت فقط لـ7 أيام لذلك كان يعتبر فيها مشاركا فقط.

ومما يزيد تفاؤله أن العالم العربي في السنوات الأخيرة أيضا افتتح الكثير من المراكز البحثية الأكاديمية في مجال علوم الفلك والفضاء. ويشير على سبيل المثال في هذا الصدد إلى أن مصر تضم كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء في جامعة بني سويف، وقسم هندسة الطيران والفضاء بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وقسم علوم الفلك والفضاء والأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة القاهرة.

ويشير حجازي إلى أن الخبرة العلمية متوفرة لدى العرب، وأن كل ما يحتاجه الباحثين في مجال الفضاء والفلك، هو التقدير سواء ماديا أو معنويا. ويقترح في هذا الخصوص أن يؤسس العرب وكالة فضاء مشتركة تحت اسم "وكالة الفضاء العربية" مثلا، على غرار وكالة الفضاء الأوروبية.

ويلفت إلى أن الجانب المادي متوفر في دول مثل الإمارات والسعودية وقطر، والكوادر العلمية متوفر في دول مثل مصر والكوادر العلمية؛ فإذا تم الجمع بين الجانبين سيتم تشكيل مشروع عربي حقيقي لاقتحام الفضاء.

ويختتم حجازي حديثه بالتأكيد على أن انطلاق النيادي في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية أثبتت أن العرب في تقدم، وبات عندهم رائد فضاء عربي حقيقي؛ ما يفتح الآفاق أمام غيره من رواد الفضاء العربي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تاريخ العرب الفضاء النيادي حزلقوم قطر الإمارات السعودية إمام الليثي سلطان النيادي محطة الفضاء الدولية اقتحام الفضاء مسبار الأمل ناسا اختراق إماراتي للفضاء مركز محمد بن راشد للفضاء هزاع المنصوري تاريخ العرب مع الفضاء ريانة برناوي محمد بن سلمان اختراق الفضاء الدراما العربية إشكالات دراما الفضاء أول مهمة فضائية عربية فاسا

استثمارات الخليج الضخمة تجتذب شركات فضاء عالمية

أنجز أطول مهمّة لرائد فضاء عربي.. احتفاء إماراتي بعودة سلطان النيادي