عداء إيران لأذربيجان.. 4 أسباب بينها تركيا وإسرائيل

السبت 4 مارس 2023 05:02 م

خلص فؤاد شاهبازوف، الخبير في قضايا الأمن الإقليمي بجنوب القوقاز، إلى وجود أربعة أسباب وراء خطاب إيران "العدائي" تجاه جارتها أذربيجان، وهي تركيا وإسرائيل ومخاوف العزلة وإثارة المشاعر القومية بين العرقية الأذربيجانية شمالي إيران.

وأشار شاهبازوف، في تحليل نشره "منتدى الخليج الدولي" وترجمه "الخليج الجديد"، إلى تدهور العلاقات بين إيران وأذربيجان، والتي غالبا ما تكون عدائية؛ حيث رفض قادة باكو قائمة مطالب طهران المتزايدة، على حد قوله.

وفي 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، نفذ مسلح إيراني هجوما غير مسبوق على سفارة أذربيجان بطهران، مما أسفر عن مقتل رئيس الأمن بالبعثة الدبلوماسية وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، وهو ما يمثل نقطة اللاعودة للعلاقات الثنائية، وفق شاهبازوف.

وأفاد بأن الخلاف الدبلوماسي يتنامى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عندما أجرت إيران لأول مرة تدريبات عسكرية كبيرة تضمنت قوات برية متطورة، وبينها دبابات ومروحيات، على طول الحدود الأذربيجانية، مما أثار انتقادات شديدة من مسؤولين في باكو، ولا سيما من الرئيس إلهام علييف.

حرب ناغورنو كاراباخ

المحفز الرئيسي وراء خطاب إيران العدائي تجاه أذربيجان، بحسب شاهبازوف، هو النظام الجيوسياسي الإقليمي المتغير بعمق، والذي ظهر من حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020.

وتابع أن انتصار أذربيجان العسكري الحاسم (بدعم من تركيا) على أرمينيا (حليفة إيران) واستعادتها الكاملة لأراضيها الحدودية مع إيران وجه ضربة كبيرة لطموح طهران في الاحتفاظ بالنفوذ على باكو، وتجلت العواقب بالفعل في علاقات أوثق بين أذربيجان وخصوم إيران الإقليميين، بما في ذلك تركيا وإسرائيل.

ومن ثم، فإن مناورات إيران العسكرية لعام 2021 ترقى إلى مستوى تحذير ضمني بأن على أذربيجان تقليص تفاعلها مع تل أبيب أو أنقرة، وفق شاهبازوف.

وأردف: وتصاعدت التوترات أكثر عندما أجرى الحرس الثوري الإيراني الجولة التالية من التدريبات الجماعية على الحدود مع أذربيجان في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ويردد الحرس أن إسرائيل تستخدم "أراضي الدول المجاورة لشن هجمات ضد إيران". وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها.

العزلة والقومية الأذربيجانية

وبعد الجولة الأخيرة من التدريبات، اتهمت أذربيجان إيران بزعزعة الأمن الإقليمي عبر اتباع موقف مؤيد بشدة للأرمن والضغط على يريفان لعدم توقيع اتفاق سلام نهائي مع أذربيجان، والذي من شأنه أن يمنح باكو ممر زنغازور لربط جمهورية ناختشيفان الأذربيجانية ذاتية الحكم بمناطق أذربيجان الغربية مرورا بالأراضي الأرمينية، بحسب شاهبازوف.

وأوضح أنه من وجهة نظر طهران، إذا تمكنت أذربيجان من الوصول دون عوائق إلى ناختشيفان، وبالتالي إلى تركيا، فإن إيران ستُعزل عن شريكتها الاإستراتيجية طويلة الأمد أرمينيا.

وتابع: كما أن الوجود الأذربيجاني القوي في ناختشيفان يمكن أن يثير المشاعر القومية في المناطق الشمالية لإيران، والتي تقطنها غالبية من القومية الأذربيجانية.

سفير في إسرائيل

واعتبر شاهبازوف أن إيران تلقت النبأ الأسوأ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بعد أن أعلنت الحكومة الأذربيجانية قرارها بإنشاء سفارة في إسرائيل.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل وقت قصير من الهجوم على السفارة الأذربيجانية، عينت باكو أول سفير لها في إسرائيل، مما كشف إخفاقات استراتيجية التخويف الإيرانية، وفق شاهبازوف.

وأضاف أنه ردا على الهجوم، أغلقت أذربيجان السفارة وأجلت موظفيها، وطالبت بإجراء تحقيق مناسب في العنف، ومن غير المحتمل أن تعيد فتح السفارة حتى تحصل على تفسير مرضٍ من إيران بخصوص تفاصيل الهجوم.

ومع ذلك، وفق شاهبازوف، فإن التصريحات الإيرانية التي تنفي "الدوافع الإرهابية" في هجوم السفارة تشير إلى تحفظ النظام على التحقيق في الحادث بشكل شامل، ولذلك من المرجح أن تنحرف باكو بعيدا عن إيران ونحو إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.

وتتهم عواصل إقليمية وغربية، في مقدمتها الرياض وواشنطن، طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن والعراق وسوريا ولبنان، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

المصدر | فؤاد شاهبازوف/ منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحليل الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران أذربيجان تركيا إسرائيل أرمينيا العزلة

هآرتس: إٍسرائيل نقلت أسلحة محظورة لأذربيجان على مدار 7 سنوات

لماذا يدعو الإيرانيون للحرب مع أذربيجان؟

لحفظ مصالحها.. هل تمنع دول الخليج حربا بين إيران وأذربيجان؟

كيف تحول العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط؟

علييف: أذربيجان وتركيا ستواصلان سياسة خارجية مشتركة.. وأردوغان: ممر زنغزور يعزز العلاقات

تغلغل إسرائيل ومشروع طوران بين 4 أعمدة لتوترات تركيا وإيران

هل ساعدت التكنولوجيا الإسرائيلية في انتصار أذربيجان في قره باغ؟