السعودية وإيران تتبادلان تصريحات لاذعة في اجتماعات «دافوس»

السبت 23 يناير 2016 05:01 ص

قال مشاركون في اجتماع عقد خلف الأبواب المغلقة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية الأسبوع الماضي إن الاجتماع الذي استهدف بحث سبل تحقيق السلام في سوريا شهد خلافات بين شخصيات سعودية وإيرانية كبيرة.

وسلط الخلاف بين الأمير السعودي «تركي الفيصل» ووزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» في الاجتماع الضوء على الخصومة بين الدولتين اللتين تخوضان حربا بالوكالة في سوريا واليمن، حيث عقد الاجتماع يوم الأربعاء الماضي واقتصرت المشاركة فيه على من وجهت إليهم الدعوة.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع طالبا عدم ذكر اسمه بسبب سرية الجلسة «كان بمثابة حوار الطرشان».

ونفى «ظريف» عقد أي اجتماع سري مع الأمير «تركي» وهو رئيس سابق للمخابرات السعودية وسفير سابق في الولايات المتحدة.

وردا على سؤال في مؤتمر صحفي في نفس اليوم عما إذا كان سيلتقي أي مسؤولين سعوديين في دافوس قال «ظريف»: «لن يعقد أي اجتماع سري».

وأكد الأمير «تركي» أنه حضر الجلسة مع «ظريف» وآخرين لكنه أحجم عن التعليق على ما تردد معللا ذلك بقواعد السرية في الاجتماع.

وحضر الاجتماع أيضا مبعوث «الأمم المتحدة» الخاص بسوريا «ستيفان دي ميستورا» والأمين العام السابق لـ«الأمم المتحدة»، «كوفي عنان» والأمين العام السابق لـ«الجامعة العربية»، «عمرو موسى» ووزيرا خارجية إيطاليا والنمسا ومسؤولون من تركيا وعدة دول غربية.

وقال «ظريف» إن إيران تؤيد التوصل إلى حل سياسي في سوريا ووضعت خطة من أربع نقاط عندما وجهت إليها الدعوة أخيرا للمشاركة في الجهود الدبلوماسية الدولية بشأن سوريا العام الماضي، واستبعدت إيران لسنوات من المشاركة في أي جهود بإصرار من الولايات المتحدة والسعودية.

ودون أن يذكر أي دولة بالاسم وجه «ظريف» صفعة مستترة للسعودية عندما شجب من يؤججون ويستغلون الخلافات الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة، على حد قوله.

وفي مؤتمره الصحفي اتهم «ظريف» السعودية بإنفاق ملايين الدولارات للضغط على «الكونجرس» الأمريكي ضد الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، وأدى الاتفاق مع طهران إلى رفع عقوبات «الأمم المتحدة» عن إيران الأسبوع الماضي.

وأضاف «ظريف» أن الرياض أصيبت بالذعر بعد الهجوم على السفارة وأن السعوديين بحاجة «للعودة إلى صوابهم»، وفق قوله.

وقال مشاركون إن الأمير «تركي» رد على ذلك خلال الجلسة المغلقة وهاجم دور إيران في الصراع السوري، ونقل عن الأمير «تركي» قوله لـ«ظريف» إنه يعجبه ما يقوله لكنه يستغرب عندما يرى أفعاله.

وأضاف مشاركون أن الأمير «تركي» (70 عاما) الابن الأصغر للملك الراحل «فيصل بن عبدالعزيز» اتهم إيران بإرسال عشرة آلاف مقاتل على الأرض في سوريا لدعم «الأسد».

وتابعوا أنه وصف الرئيس السوري بأنه «إرهابي يقتل شعبه» وتبقيه طهران في السلطة.

وقال أحد المشاركين إن تعليقات الأمير كانت أكثر حدة من المتوقع وأصابت بعض من حضروا الاجتماع بالصدمة.

ودون أن يعلق على الانتقادات المتبادلة قال الأمير «تركي» إن قائد «الحرس الثوري» الإيراني تباهى بأن إيران لديها 120 ألف مقاتل في دول عربية.

واعترفت إيران بمقتل ضباط في حرسها الثوري في سوريا لكنها تنفي أن يكون لديها مثل هذا الوجود العسكري الكبير في البلاد أو أنها تشارك في العمليات القتالية بشكل مباشر.

وقال مسؤولون قريبون من دمشق ومطلعون على التطورات العسكرية إن مئات المقاتلين الإيرانيين انضموا للحرب على الأرض في سوريا منذ أن بدأت روسيا ضرباتها الجوية في سبتمبر/أيلول الماضي وإن الكثيرين منهم موجودون قرب حلب.

وذكر دبلوماسي من الشرق الأوسط أن الوجود الإيراني يقدر بنحو ألفين من قوات «الحرس الثوري لكنه زاد بانضمام آلاف عدة من المتطوعين الشيعة من دول مثل باكستان وأفغانستان والعراق حصلوا على تدريب عسكري في إيران.

ولم يرد «ظريف» على انتقادات الأمير «تركي» أثناء الاجتماع ولم يسفر ما تبقى من الجلسة عن شيء.

وقال أحد المشاركين إن «دي ميستورا» عبر عن أسفه، قائلا: «هذه ثالث سنة نتحدث فيها بشأن سوريا ولا نصل إلى شيء».

وأضاف أن حديث الأوروبيين المشاركين في الجلسة اقتصر على الأزمة الإنسانية وأزمة اللاجئين وسبل منع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا.

وقطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة والنقل مع طهران مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، إثر اقتحام محتجين السفارة السعودية في إيران، واندلعت الاحتجاجات بعد إعدام رجل الدين شيعي «نمر باقر النمر مما أثار غضب الإيرانيين.

ويشير الخلاف أيضا إلى بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم إجراء محادثات سلام تدعمها الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هذا الأسبوع في جنيف كما هو مقرر.

والتقط مصور يعمل لدى جهة رسمية صورة لمصافحة بالأيدي بين الأمير «تركي» و«ظريف» خارج الغرفة، ولم توزع الصورة كما تبخرت أي إشارات على الدفء عندما جلس الاثنان إلى الطاولة مع مسؤولين كبار آخرين ومسؤولين في «الأمم المتحدة».

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران دافوس تركي الفيصل محمد جواد ظريف الطائفية السنة الشيعة

«الجبير» إيران لا تزال تدعم الإرهاب والعرب مستعدون للدفاع عن أنفسهم

إيران تكشف هوية العقل المدبر للهجوم على السفارة السعودية

«التعاون الإسلامي» تدعم بقوة موقف السعودية في نزاعها مع إيران

«الجبير»: اعتذار إيران لا يكفي.. وعليها التوقف عن دعم الميليشيات

«التعاون الإسلامي» تدين الاعتداء على المقرات الدبلوماسية للسعودية في إيران

«الجبير»: إيران هي المسؤولة عن عدم استقرار المنطقة

الكويت تعترض على كلمة إيران في «البرلمانات الإسلامية» لتدخلها في الشأن السعودي