«التعاون الإسلامي» تدعم بقوة موقف السعودية في نزاعها مع إيران

الجمعة 22 يناير 2016 12:01 ص

دعمت منظمة التعاون الإسلامي بقوة السعودية في نزاعها المستمر مع إيران منذ نحو أسبوعين، وأصدرت بيانا، مساء أمس الخميس، اتهمت فيه إيران بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى، حسب وكالة «رويتز» للأنباء وصحيفة «الحياة» اللندنية.

وعقدت منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من جدة مقرا لها اجتماعا استثنائيا لمجلس وزراء الخارجية دعت اليه الرياض بشأن اقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري.

وبدأت الأزمة حين أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي السعودي البارز، «نمر باقر النمر» في وقت سابق من ذلك اليوم؛ ما أثار غضب الشيعة في المنطقة وعمق الانقسام السياسي والطائفي بين المملكة السنية المحافظة وإيران الشيعية.

وأدان البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي «الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في طهران ومشهد والتي تشكل خرقا واضحا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961».

وأكد البيان «على أن هذه الاعتداءات تتنافى مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة اللذين يدعوان إلى صون السلم والأمن والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول».

وأضاف: «يرفض (المجلس) ويدين التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبي الجرائم الارهابية (في المملكة)، وتدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب».

وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على اقتحام سفارتها في طهران. واتخذت دول عربية خليجية أخرى إجراءات مختلفة لخفض مستوى العلاقات مع إيران.

وفي بيانهم الختامي، أمس، أعرب وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي عن تأييدهم لـ«الإجراءات الشرعية والقانونية التي اتخذتها السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الديبلوماسية والقنصلية في إيران»، مطالبين باتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث أو تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً على البعثات الدبلوماسية والقنصلية لدى إيران.

وعبّروا عن دعمهم وتأييدهم الكامل لجهود المملكة وجميع الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، أياً كان مصدره وأهدافه.

وطالب المجلس الوزاري بـ«العمل على نبذ الأجندة الطائفية والمذهبية لما لها من آثار مدمرة وتداعيات خطرة على أمن واستقرار الدول الأعضاء وعلى السلم والأمن الدوليين»، مؤكداً في الوقت ذاته «أهمية توطيد علاقات حُسن الجوار بين الدول الأعضاء لما فيه خير مصلحة الشعوب اتساقاً مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي».

وأيّد كل الجهود السياسية لتحقيق تسويات دائمة للنزاعات بين الدول الأعضاء على أساس ميثاق منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والقانون الدولي، مطالباً الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إبلاغ هذا البيان للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، ورفع تقرير في شأنه إلى الدورة المقبلة لمجلس وزراء الخارجية.

تعليق عضوية إيران في المنظمة

إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية الكويتي رئيس الاجتماع، «صباح الخالد الصباح»، أن الاجتماع لم يتطرق إلى موضوع تعليق عضوية إيران في منظمة التعاون الإسلامي، وقال: «إن الدول ركزت على مبادئ المنظمة، ودانت جميع الدول الاعتداء على السفارة السعودية في إيران باستثناء إيران التي رفضت الإدانة».

وتابع في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الاستثنائي: «كثير من الدول أبدت قلقها من توتر العلاقات السعودية الإيرانية، ولكن لا بد أن نسترجع من تسبب في ذلك، لاسيما وأن اعتداءً واضحاً وصريحاً على مبني السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد».

وشدد على أن أي وساطة يجب أن «تأخذ في عين الاعتبار من المتسبب في توتر العلاقات».

وتابع: «دول المنظمة البالغ عددها 57 دولة ما عدا إيران قدمت رسالة واضحة وصريحة من خلال إدانتها لإيران»، كاشفاً أن هنالك دولاً تلعب دور الوساطة بين السعودية وإيران من أهمها باكستان وإندونيسيا.

وكان «عباس عراقجي»، مساعد وزير الخارجية الإيراني، أعرب، في كلمته أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، عن أسفه لعدم استجابة بعض الدول لدعوة طهران للحوار بهدف الحد من الاحتقان الإقليمي، داعيا منظمة التعاون الاسلامي الى تحمل مسؤولياتها في حل الخلافات بين الدول الإسلامية بشكل حيادي.

وقدم سردا لما أقدمت عليه إيران عقب الحادث الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران، لافتا إلى أن الحكومة الإيرانية دانت الحادث، وفتحت تحقيقا موسعا لمعرفة المتورطين فيه لتقديمهم إلى العدالة، وستعلن نتائج هذا التحقيق.

وأضاف «عراقجي»: «وبالرغم من هذه الاجراءات الإيرانية، تتسرع منظمة التعاون الإسلامي للآسف في عقد اجتماع طارئ حول حادث السفارة السعودية في طهران، فيما تطالب الحكومة الفلسطينية ومنذ عام من المنظمة عقد اجتماع طارئ لدراسة الهجمات التي يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل الصهاينة دون أن تلبي هذه المنظمة الطلب الفلسطيني».

بينما قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، في تصريحات صحيفة على هامش الاجتماع، أمس: «إذا أرادت إيران أن تكون دولة محترمة في المجتمع الإسلامي والعالم بشكل عام عليها أن تحسن من صورتها، وعدم التدخل في شؤون المنطقة أو نشر الفتن الطائفية والالتزام بحماية البعثات الدبلوماسية»، معرباً عن أمله بأن تلتزم إيران بمبدأ حسن الجوار.

وأكد أن «المطلوب من إيران حالياً ليس الاعتذار فحسب، بل تغيير سياساتها، والعمل بمبدأ حسن الجوار، وعدم دعم الميليشيات التي تقوم بقتل الأبرياء في دولهم، والابتعاد عن ممارسة الاغتيالات، والتوقف عن احتضان زعامات إرهابية في بلادهم». (طالع المزيد)

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

التعاون الإسلامي السعودية إيران العلاقات السعودية الإيرانية حرق السفارة السعودية

«التعاون الإسلامي» تدين الاعتداء على المقرات الدبلوماسية للسعودية في إيران

بدء اجتماع «التعاون الإسلامي» لبحث الاعتداء على دبلوماسيات السعودية في إيران

«الجبير»: السعودية لن تسمح بأن تزعزع إيران أمنها أو أمن حلفائها

اجتماع طارئ لمجلس وزراء خارجية «التعاون الإسلامي» في جدة الخميس المقبل

«التعاون الإسلامي»: لا وساطة بين السعودية وإيران دون تكليف

السعودية وإيران تتبادلان تصريحات لاذعة في اجتماعات «دافوس»

«جاكرتا» تستضيف قمة استثنائية لـ«التعاون الإسلامي» لبحث القضية الفلسطينية

الكويت تعترض على كلمة إيران في «البرلمانات الإسلامية» لتدخلها في الشأن السعودي

إيران تتهم السعودية بمنعها من حضور اجتماع «التعاون الإسلامي»

«الخارجية» السعودية تكذب طهران: أصدرنا تأشيرات للوفد الإيراني لكنه لم يحضر

صحف السعودية: الملك «سلمان» في قمة «الوحدة والتضامن» .. و«الخلاف مع إيران»

«أردوغان» في القمة الإسلامية: قادرون على تحقيق ما يتطلع إليه العالم الإسلامي

خلال شهور.. إطلاق فضائية «التعاون الإسلامي» ضد التكفير والإباحية

كيف يؤثر التنافس السعودي الإيراني على «منظمة التعاون الإسلامي»؟

السعودية: المناداة بعالمية حقوق الإنسان لا تتعارض مع قيم الإسلام