اشتباكات السودان تتواصل لليوم الثاني وسط روايات متضاربة.. ودعوات التهدئة تتصاعد

الأحد 16 أبريل 2023 08:23 ص

تواصل القتال في العاصمة السودانية الخرطوم حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، بعد يوم من المعارك الدامية بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، والتي خلفت ما لا يقل عن 56 قتيلاً ونحو 600 جريح، وسط روايات متضاربة من الجانبين ومخاوف من "سيناريو الفوضى الشاملة".

وفي الوقت الذي أعلنت فيه القيادة العامة للقوات المسلحة اقتراب "ساعة النصر"، قالت قوات الدعم السريع إنها تحقق انتصارات على الأرض.

وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار في شوارع الخرطوم المهجورة، حسب شهود عيان، بعد أن قالت قوات الدعم السريع إنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم ومنشآت حيوية أخرى.

ونفى الجيش هذه المزاعم، وحثت القوات الجوية السودانية الناس على البقاء في منازلهم مع استمرار الضربات الجوية ضد قواعد قوات الدعم السريع.

وشوهدت صباح الأحد طائرات مقاتلة تحلق في سماء المنطقة، قبل أن تهتز النوافذ والمباني السكنية في أجزاء كثيرة من الخرطوم خلال الاشتباكات.

ولا يزال بالإمكان، حسب شهزود العيان، سماع أصوات مدفعية ثقيلة في الخرطوم وأم درمان وبحري القريبة في الساعات الأولى من صباح الأحد.

كما سمع شهود عيان أصوات إطلاق نار في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والتي لم ترد تقارير سابقة عن اندلاع قتال فيها.

في المقابل، قال الجيش السوداني إنه سيطر على قواعد ومقار قوات الدعم السريع، التي يصفها بـ"الميليشيا المتمردة" في 7 مدن.

وأضاف في بيان، أن قواته سيطرت واستولت على قواعد ومقار الدعم السريع في كل من: بورتسودان، كسلا، القضارف، الدمازين، كوستي، كادوقلي، ومعسكر كرري بشمال أم درمان، لافتا إلى أن مقاتلي الدعم السريع "ولوا الأدبار وتركوا كل عتادهم ومركباتهم".

كما أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، السيطرة على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في منطقة كرري، والاستيلاء على كل العتاد فيها، مشيرا إلى أن قواته استولت كذلك على 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع.

كما نقلت وكالات وصحف محلية، عن مصدر عسكري بالجيش السوداني قوله، إن "الطائرات الحربية تواصل توجيه ضربات لمواقع الدعم السريع في الخرطوم".

في المقابل، بثت قوات الدعم السريع في السودان صورا قالت إنها لحريق في مبنى تابع لمقر القيادة العامة للجيش، قبل أن تعلن السيطرة عليه.

حتى إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تواصل مع وسائل إعلام غربية هاتفيا معلنا تحقيق انتصارات على الارض، ولافتا إلى أنه يتحدث إليهم من أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وهو ما لم يتسن التأكد منه، خاصة أن الجيش النظامي نفى ذلك.

ونقلت صفحة قوات الدعم السريع على مواقع التواصل عن حميدتي قوله: "ليس لدينا أي اتصالات مع قائد الجيش السوداني الجنرال عبدالفتاح البرهان حتى الآن.. والبرهان محاصر عليه الاستسلام فقط"، حسب قوله.

وبعد هذه التصريحات، بثّ الجيش السوداني صورا قال إنها لتفقد البرهان مساء السبت، مقرا للجيش بالخرطوم، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

ولاحقا، أعلنت الدعم السريع السيطرة على برج القوات البحرية التابع للقيادة العامة، إلا أن الجيش قال إنه تعرض فقط لحريق نتيجة لنيران الاشتباكات الصباحية، وتمت السيطرة عليه ولم يصب أحد بأذى.

في الوقت نفسه، أعلنت قوات الدعم السريع، أن مقراتها في بورتسودان تعرضت لغارات شنتها "مقاتلات أجنبية" (لم تسمها).

وقالت القوات في بيان: "تتعرض قوات الدعم السريع في بورتسودان إلى هجوم من طيران أجنبي، نحذر من التدخل الأجنبي ونهيب الرأي العام الإقليمي والدولي إلى وقف هذا العدوان والمسلك".

ولاحقا، أعلنت قوات الدعم السريع أنها اسقطت طائرة حربية من طراز سوخوي، لافتة إلى أن تلك الطائرة "روعت المواطنين منذ الصباح"، لكنها لم تشر إلى مكان إسقاط الطائرة.

ومع تصاعد الاشتباكات، قالت لجنة أطباء السودان المركزية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إن 56 مدنيا قتلوا وأصيب 595 آخرون في الاشتباكات.

وأضافت أن عددا كبيرا من الجرحى لم يتم نقلهم إلى المستشفيات، بسبب صعوبات التنقل أثناء الاشتباكات.

كما حذر أطباء من أن استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "سيدخل البلاد في كارثة إنسانية وطبية كبيرة"، في ظل النقص الكبير للأدوية والمعدات الذي تعاني منه المستشفيات.

وخاطبت نقابة الأطباء السودانية المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة والصليب الأحمر للمساعدة في توفير المعدات والأدوية، لأن المستشفيات تعاني نقصا كبيرا، وفق الطبيب محمد، الذي أشار إلى أنه في حال استمر القتال لأيام متواصلة فإن مخزون المستشفيات سينفد ما يهدد بكارثة إنسانية.

وبموازاة تصاعد أعمال العنف في الخرطوم، تسارعت وتيرة ردود الفعل الدولية، حيث حث مجلس الأمن الدولي جميع أطراف النزاع في السودان على وقف القتال وبدء محادثات لإنهاء الأزمة.

كما دعا مجلس الأمن المقرر أن يعقد جلسة طارئة الإثنين لبحث تصاعد الأزمة، إلى "السماح بممرات آمنة للعاملين في المجال الإنساني"، وأن يكون "موظفو الأمم المتحدة محميين من الهجمات".

وشدد مجلس الأمن الدولي على ضرورة أن يكون الهدف "وحدة وسيادة جمهورية السودان واستقلالها وسلامة أراضيها".

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليل السبت/الأحد إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات بشأن الاشتباكات في السودان.

وأكد بلينكن في بيان أنهم اتفقوا على ضرورة إنهاء أطراف الاشتباكات الأعمال القتالية على الفور دون أي شروط مسبقة.

كما أعلنت جامعة الدول العربية أن اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة سيعقد في وقت لاحق الأحد على مستوي المندوبين الدائمين برئاسة مصر، لبحث التطورات المتلاحقة والخطيرة في السودان.

وكانت مصر والسعودية دعتا السبت إلى الاجتماع الطارئ لمناقشة الوضع فى السودان، وبحث سبل نزع فتيل الأزمة الراهنة، والعمل على استعادة الاستقرار إلى السودان فى أسرع وقت.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين "قلقة للغاية حيال تطورات الوضع في السودان"، وناشدت "طرفي الصراع في السودان إلى وقف إطلاق النار والحيلولة دون تفاقم الوضع".

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى الإنهاء الفوري لأعمال العنف في السودان، بعدما تحدث مع البرهان وحميدتي، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين البرهان وحميدتي.

وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البرهان حميدتي السودان الخرطوم اشتباكات الدعم السريع الجيش السوداني

رئيس وزراء قطر الأسبق يطالب بإرسال قوة عربية إلى السودان

غضب ودعوات للثأر في مصر بسبب توقيف جنودها في السودان.. ماذا قال الناشطون؟

الفوضى تعم السودان وسط صراع الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة

دعوات عربية ودولية لوقف القتال وتغليب الحوار بين الفرقاء السودانيين

خبراء وسياسيون عرب: أياد خارجية وصراع السلطة وراء اشتباكات السودان

الجارديان: 4 أسئلة تلخص ما يحدث الآن في السودان