دعا الزعيم الدرزي اللبناني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب «وليد جنبلاط»، إلى إعادة النظر بمفهوم «الجامعة العربية» والعمل على إنشاء نظام إقليمي جديد عبر توسيع الجامعة لإشراك «تركيا» و«إيران» فيها.
وقال «جنبلاط» في مقاله الأسبوعي في جريدة «الأنباء» الإلكترونية التابعة لحزبه إن النظام العربي القديم ينهار مع تنامي المجموعات المتشددة والمتطرفة التي تمارس أبشع أنواع «الإرهاب»، مشيرا إلى تطور الأحداث السياسية والميدانية بما يؤدي إلى التلاشي التدريجي للحدود الجغرافية بين الدول التي ارتسمت بعد الحرب العالمية الأولى.
واعتبر«جنبلاط» أنه لا بد من البحث في أفكار سياسية جديدة للخروج من هذا المأزق الذي يهدد الأمن القومي العربي بشكل غير مسبوق، من الحرب الأهلية السورية إلى حروب العراق وليبيا واليمن وظاهرة «الدولة الإسلامية» وسواها من المخاطر المحدقة، قائلا: إن العالم العربي لن يستطيع مواجهة هذا التحدي وحيدا ، وقد يكون آن الأوان لإعادة النظر بمفهوم «الجامعة العربية».
كما دعا إلى العمل على إنشاء «نظام إقليمي» جديد بتوسيع الجامعة لإشراك «تركيا» و«إيران» والتعاون مع هذين القطبين الإقليميين لمواجهة «الإرهاب» المستشري من العراق إلى سوريا ومواقع أخرى، وللحفاظ على حدود الدول القومية، ولإرساء أنظمة سياسية تلبي طموحات التنوع العرقي والطائفي والمذهبي وتستوعبها.
وأشار إلى أن التفكير الجدي في هذه الخطوة من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة تستطيع من خلالها «الجامعة العربية» مع اللاعبين الإقليميين «التركي» و«الإيراني» أن تحدث تغييرا في مسار الأحداث الجارية في المنطقة.
وأضاف أن الأحداث تكاد تطيح بمرتكزات تاريخية وسياسية وقومية، لا سيما مع دخول لاعبين جدد إلى ساحات الصراع كالمنظمات المتطرفة التي لا تقيم أي اعتبار للمكونات الجغرافية أو السياسية أو القومية وسط نمو للطموحات الانفصالية الطائفية والعرقية في أكثر من موقع ومكان.
وفي مجال إعلان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عن خطته المرتقبة لمواجهة «الدولة الإسلامية»، اعتبر «جنبلاط» أن استبعاد إيران مسبقا عن أية جهود دولية في هذا الإطار لا معنى له، وسيؤخر تحقيق نتائج إيجابية في الحرب على الإرهاب».
وقال إن الرئيس السابق «جورج بوش» قد فعل الكثير للعراق ما أدى إلى تدميره وإدخاله في الفوضى، في حين أن إدارة «أوباما» لم تفعل شيئا، مما ولد المزيد من الفوضى وجعلها أكثر انتشارا في المنطقة العربية التي تتحول تدريجيا إلى كيانات مذهبية وطائفية يعمها الجهل.
وعلى صعيد آخر دعا «جنبلاط» إلى تشكيل «قوة تدخل عسكري عربية» لمواجهة «الإرهاب» والفوضى وإعادة الاستقرار إلى ليبيا وتلافي انتقال الفوضى إلى دول الجوار مثل تونس ومصر، معتبرا أن أي تفكير باستبعاد «روسيا» عن الحل في سوريا هو ضرب من العبث، داعيا إلى العودة إلى «المبادرة العربية الأولى» وقيام حكومة انتقالية.
ومن ناحية أخرى لفت «جنبلاط» إلى أن التطورات في اليمن تنذر باندلاع حرب أهلية، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة لقيام حوار «سعودي/ إيراني» لدرء المخاطر عن اليمن لا سيما أن اشتعال الحرب فيه ستترك تداعيات خطيرة في شبه الجزيرة العربية ولن تقتصر على الواقع اليمني الداخلي.