محادثات السلام السورية تتعثر للمرة الثانية بعد رفض المعارضة السفر إلى جنيف

الجمعة 29 يناير 2016 07:01 ص

أعلنت المعارضة السورية أنها لن تحضر محادثات السلام التي كان مقررا انطلاقها في جنيف، اليوم الجمعة، لتعرقل بذلك أول محاولة منذ عامين لعقد مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المجتمعة في الرياض إن وفدها «قطعا لن يكون في جنيف اليوم». وأضافت أنها لم تتلق أي ردود مقنعة على مطالبها لخطوات تنم عن نوايا حسنة بينها وقف الغارات الجوية ورفع الحصار عن بعض المناطق.

ويعكس الفشل في بدء المفاوضات في موعدها حجم التحديات التي تواجه عملية السلام في سوريا مع احتدام القتال على الأرض.

وتواصل قوات النظام السوري استعادة أراض من المعارضة المسلحة بفضل دعم عسكري من إيران وروسيا.

وقالت حكومة «بشار الأسد» إنها مستعدة لحضور المفاوضات التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا»، لعقدها في صورة تفاوض غير مباشر.

وقال ممثل آخر للمعارضة إن الوفد ربما يشارك إذا لُبيت مطالبه خلال يوم أو يومين، لكن فرص تحقيق ذلك تبدو في تراجع مستمر.

وفي هذا التطور انتكاسة لجهود «دي ميستورا» الذي أصدر مكتبه رسالة بالفيديو وجهها للشعب السوري، وقال فيها إنه يتوقع أن تجرى المفاوضات «في الأيام القليلة المقبلة».

وقالت متحدثة باسم «دي ميستورا» قبل إعلان موقف المعارضة إن المحادثات ستبدأ في موعدها المقرر اليوم.

لكن المعارض السوري البارز، «جورج صبرا»، عضو الهيئة العليا للمفاوضات قال لفضائية «العربية الحدث»: «قطعا لا.. لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون وفد الهيئة العليا للمفاوضات موجودا في جنيف الجمعة».

ضـمانـات

قبل الاتفاق على المفاوضات سعت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة للحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بينها وقف الهجمات على مناطق مدنية وإطلاق سراح معتقلين ورفع الحصار عن بعض المناطق. وذكرت أن هذه الإجراءات متوفرة في قرار أقره مجلس الأمن الشهر الماضي حين تبنى عملية السلام السورية.

وقال «صبرا» إن رد «دي ميستورا» على الضمانات التي طلبتها المعارضة «للأسف ما زال حبرا على ورق».

وأضاف: «لسنا متأكدين أن الفرصة (يقصد المحادثات) تاريخية».

من جانبه، قال «منذر ماخوس»، وهو عضو آخر بالهيئة العليا للمعارضة السورية، إن المعارضة قد تحضر إلى جنيف إذا لُبيت مطالبها «خلال يومين أو ثلاثة أو أربعة».

وأضاف «ماخوس»، لفضائية «العربية الحدث»، إن الاجتماعات قد تبدأ اليوم الجمعة بمن سيحضرون، لكن هذا سيكون بلا قيمة.

وكان المستهدف أن تبدأ المحادثات يوم الاثنين الماضي لكن الأمم المتحدة أجلتها إلى اليوم الجمعة لإتاحة مزيد من الوقت للاتفاق على قائمة المشاركين من المعارضة للتفاوض مع حكومة «الأسد».

وتم استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من المحادثات نزولا على رغبة تركيا التي تعتبره «جماعة إرهابية». وتسبب ذلك في مقاطعة المحادثات من جانب معارض واحد بارز على الأقل هو «هيثم مناع».

وحثت الولايات المتحدة التي يضغط وزير خارجيتها «جون كيري» أيضا لبدء المحادثات اليوم الجمعة جماعات المعارضة على اغتنام «الفرصة التاريخية» والدخول في المحادثات دون شروط مسبقة لإنهاء الحرب التي شردت أيضا أكثر من 11 مليون شخص.

وحتى الآن ليس للدبلوماسية أي أثر في الصراع الذي تسبب في أزمة لاجئين في دول الجوار السوري وفي أوروبا. و«دي ميستورا» هو ثالث مبعوث للأمم المتحدة إلى سوريا بعد استقالة سلفيه «كوفي أنان» و«الأخضر الإبراهيمي».

تحديات هائلة

وأمام عملية السلام تحديات هائلة بينها التوتر بين السعودية وإيران والخلاف المحتدم على مستقبل «بشار الأسد».

وبدعم من مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني ودعم جوي روسي استعادت قوات «الأسد» السيطرة على مناطق في الغرب والشمال الغربي وجنوب البلاد من جماعات المعارضة منذ التدخل الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتتشكل الهيئة العليا للمفاوضات من جماعات مسلحة تقاتل «الأسد». وتشمل عددا من الفصائل المسلحة الأساسية التي تقاتل في غرب سوريا ومنها جيش الإسلام التي تصنفها روسيا كـ«جماعة إرهابية» وفصائل الجيش السوري الحر الذي يحصل مقاتلوه على دعم عسكري من دول بينها السعودية والولايات المتحدة.

واستعادت قوات «الأسد»، في وقت سابق من هذا الأسبوع، السيطرة على بلدة استراتيجية في محافظة درعا في جنوب سوريا، وهو ما أدى لتأمين الإمدادات من العاصمة إلى الجنوب.

وتم ذلك، كما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد أن استعادت قوات «الأسد» المزيد من الأراضي في محافظة اللاذقية التي يتركز فيها التأييد لرأس النظام.

ويعترض نظام «الأسد» مع حليفتيه البارزتين روسيا وإيران على ضم جماعات تعتبرها «إرهابية» إلى أي محادثات السلام.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، «حسين أمير عبد اللهيان»، أمس الخميس، إن بلاده تعارض بشدة تحركات السعودية للسماح «لإرهابيين في قناع جديد» بالجلوس إلى مائدة المحادثات، حسب وصفه.

 

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

السلام المعارضة السورية بشار الأسد محادثات السلام السورية مؤتمر جنيف

المعارضة السورية تؤكد عدم مشاركتها في محادثات جنيف اليوم الجمعة

واشنطن: على المعارضة السورية انتهاز الفرصة لحضور جنيف ⁩بلا شروط مسبقة

«مناع» يرهن مشاركته في مفاوضات جنيف السورية بحضور «حزب الاتحاد» الكردي

«أحرار الشام»: نرفض «الإملاءات والضغوط» الدولية على المعارضة السورية

حصري: «كيري» هدد المعارضة بوقف الدعم إذا قاطعت جنيف وأكد حق «الأسد» في الترشح

خاص لـ«الخليج الجديد»: هذه تعهدات «كيري» لوفد المعارضة كي يشارك في جنيف

«تركي الفيصل»: «في المملكة لا شيء اسمه وهابية»

وفد المعارضة السورية يتمسك بمطالبه ويهدد بالانسحاب من جنيف

«رياض حجاب» يلتقي «داود أوغلو» في الرياض ويشكر تركيا

السعودية: سندعم المعارضة السورية سواء بقيت في محادثات جنيف أم لا

«محمد علوش» ممثل «جيش الإسلام» يعلن مشاركته في محادثات جنيف

مسؤول في المعارضة السورية: روسيا تحتل سوريا بدلا من إيقاف الحرب

روسيا طلبت وساطة الإمارات لتغيير الموقف السعودي في سوريا