فوز تحالف الشعب، بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم، بالأغلبية البرلمانية، وإحباط الناخبين المؤيدين للمعارضة، ومصير أصوات المرشح الذي حل في المرتبة الثالثة بالانتخابات الرئاسية سنان أوغان..

تلك العوامل الثلاث ربما تهدد حظوظ المرشح المعارض كمال كليتشدار أوغلو (74 عاما) في جولة الإعادة أمام الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان (69 عاما)، بحسب آدم سامسون وآيلا جان ياكلي في تقرير بمجلة "فايننشال تايمز" البريطانية (Financial Times) ترجمه "الخليج الجديد".

وحصد أردوغان مرشح تحالف الشعب، الذي يتولى الحكم منذ 20، في الانتخابات الرئاسية الأحد 49.51% من الأصوات، مقابل 44.88% لمرشح تحالف الأمة كليتشدار أوغلو (74)، و5.2% لأوغان (قومي).

ووفقا لسامسون ويكلي فإن أردوغان هو المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات الإعادة يوم 28 مايو/ أيار الجاري، وهي أول جولة إعادة في تاريخ الانتخابات الرئاسية التركية.

الأغلبية البرلمانية

بحسب إيمري أردوغان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إسطنبول بيلجي، فإن جولة الإعادة "تعقد الأمور بشكل كبير بالنسبة للمعارضة.. الافتقار إلى الأغلبية في البرلمان سيكون ضد كليتشدار أوغلو".

وعلى عكس الانتخابات الرئاسية، كانت نتيجة الانتخابات البرلمانية المتزامنة حاسمة، حيث احتفظ تحالف الشعب بالأغلبية عبر تأمين 322 مقعدا من أصل 600، وحل خلفه تحالف الأمة المعارض بـ 213 مقعدا.

وأضاف إيمري أردوغان أن "أردوغان يمكن أن يجادل بأن التصويت لصالحه (في جولة الإعادة) سيضمن الاستقرار في بلد ينفر منذ فترة طويلة من الحكومات الائتلافية".

واعتبر أن "الأداء الذي تحدى استطلاعات الرأي أبرز جاذبية أردوغان الدائمة وصدى عرضه السياسي لقاعدة من الناخبين المحافظين المتدينين ذوي النزعة القومية القوية".

إحباط المعارضة

وقبل الانتخابات، أظهرت أغلب استطلاعات الرأي احتمال فوز كليتشدار أغلو في الجولة الأولى بالحصول على أكثر من 50%، لكن في الواقع كان أردوغان على بعد أقل من نقطة مئوية واحدة للفوز، بينما تأخر كليتشدار أوغلو خلفه بأقل من 45%.

والآن بعد ظهور النتائج، يمكن أن يصبح إحباط الناخبين المؤيدين للمعارضة جراء أداء تحالف الأمة "قضية خطيرة للمعارضة"، بحسب التقرير.

وقال إركان إرجوزيل، محلل سياسي: "قد يفقد الناخبون المعارضون الحافز بعد نتائج أسوأ من المتوقع في كل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. النتيجة تشير إلى أن المشهد السياسي التركي سيظل دون تغيير تقريبا".

وكافح كليتشدار أوغلو لتشكيل تحالفه السداسي الراهن، المؤلف من أحزاب ذات وجهات نظر متباينة على نطاق واسع، كما واجه تحديات خطيرة من داخل المعارضة نفسها حول ما إذا كان المرشح المناسب لمواجهة أردوغان، بالنظر إلى أنه قاد الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، لمدة 13 عاما دون أن ينتصر على أردوغان.

وفي ظل خلافات سبقت الانتخابات، يشعر بعض أنصار المعارضة حاليا بالقلق من احتمال انتهاء التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد بقيادة ميرال أكشنار، مما قد يدعم حظوظ أردوغان، وفقا للتقرير.

أصوات أوغان

وربما تنتهي جولة الإعادة بفوز المرشح الذي يمكنه الحصول على الـ5.2% من الأصوات التي فاز بها أوغان مرشح تحالف الأجداد (أحزاب قومية) في الجولة الأولى.

وقال أوغان الأحد إن "القوميين والأتاتوركيين (نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية عام 1923) سيكونون حاسمين في الجولة الثانية.. سيكون موقفنا (من دعم أي من المرشحين) بالتأكيد لصالح شعبنا".

وقدم أوغان مطالب سيكون من الصعب على كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو تلبيتها، بحسب التقرير، ومنها رفع أسعار الفائدة على أمل خفض التضخم، بينما تتبنى سياسات أردوغان الاقتصادية موقفا مغايرا.

كما قال أوغان إنه لن يدعم كليتشدار أوغلو إلا إذا تخلى عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، أحد مكونات تحالف الأمة.

وبحسب إيمري أردوغان فإن معارضة أوغان لحزب الشعوب الديمقراطي يجعل من الصعب عليه التوصل إلى اتفاق مع المعارضة، حيث "كان الأكراد عاملا رئيسيا في أداء كيليتشدار أوغلو، وسيظل بحاجة إليهم في الجولة الثانية".

ورجح أن "يتفاوض أردوغان مع أوغان أكثر مما قد يفعل كليشتدار أوغلو، فأردوغان زعيم لتحالف يميني يمكنه الموافقة على مطالب أوغان ولديه تاريخ من إبرام الصفقات للفوز في الانتخابات".